قصة نجاح ألمانية في الحرب العالمية على فيروس كورونا المستجدّ
آخر تحديث GMT18:05:44
 العرب اليوم -

اعتبر العلماء أن الوقت الذي كسبته ربما أنقذ أرواح بعض الناس

قصة نجاح ألمانية في الحرب العالمية على فيروس كورونا المستجدّ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصة نجاح ألمانية في الحرب العالمية على فيروس كورونا المستجدّ

فيروس كورونا
برلين - العرب اليوم

تفشى فيروس كورونا المستجد في "بافاريا" الألمانية في أواخر يناير/كانون ثاني الماضي، عبر عبوة ملح طلب أحد العمال خلال غداء في أحد مصانع السيارات تمريرها إليه، فخلال ساعة الغداء تلك، استدار هذا العامل بأحد مصانع قطع غيار السيارات للزميل الجالس إلى جواره وطلب منه أن يناوله الملح، فانتقل الملح ومعه الفيروس أيضاً، بحسب ما خلص إليه علماء ألمان، درسوا تطورات وتفاصيل ما حصل عن كثب.

قصة نجاح ألمانية

وقد أمكن توثيق وقائع هذا الحادث بفضل تحقيق مستفيض يمثل قصة نجاح "ألمانية" نادرة في الحرب العالمية على الفيروس، حيث كان هذان العاملان حلقتين مبكرتين فيما كُتب لها أن تكون أول سلسلة يتم توثيقها لانتقال الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 من إنسان لآخر خارج قارة آسيا.

في التفاصيل، كشف هذا التحقيق المفصل أن العاملين الاثنين كانا يقطنان في بلدة ستوكدورف الألمانية، التي يبلغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة بالقرب من ميونيخ بولاية بافاريا ومقر عملهما هو شركة فيباستو جروب الموردة لقطع غيار السيارات.

سُلطت الأضواء على تلك الشركة بعد أن كشفت أن امرأة صينية من العاملين فيها أصيبت بعدوى الفيروس ونقلته إلى مقر الشركة. ومنه انتقل إلى زملاء لها، أحدهم كما عرف العلماء فيما بعد كان يتناول غداءه في مقصف الشركة، ولم تكن تربطه أي صلة بالمريضة الصينية.
كان ذلك الحادث الذي وقع في 22 يناير كانون الثاني واحدا من عشرات الوقائع البسيطة التي سجلها العلماء في إطار سعيهم الطبي لتعقب العمال المصابين وإجراء الاختبارات لهم وعزلهم حتى تتمكن حكومة ولاية بافاريا من منع انتشار الفيروس.

وقت كسبته ألمانيا أنقذ آلاف الأرواح
وكان هذا التعقب عاملا ساعد ألمانيا في كسب وقت في غاية الأهمية لبناء دفاعاتها في مواجهة المرض، وفي هذا السياق، يعتبر العلماء أن الوقت الذي كسبته ألمانيا ربما أنقذ أرواح بعض الناس.
فقد ظهرت أول حالة لانتقال الفيروس محليا في وقت سابق على ظهورها في إيطاليا، لكن عدد الوفيات في ألمانيا كان قليلا جدا بالمقارنة. إذ كانت أول حالة تكتشف لانتقال المرض محليا في إيطاليا في 21 فبراير، وفي ذلك الوقت كانت ألمانيا قد بدأت حملة إعلامية وأطلقت استراتيجية حكومية للتعامل مع الفيروس اعتمدت فيها على إجراء اختبارات الكشف على نطاق واسع.

كسر سلسلة العدوى
من جهته، أوضح الطبيب كليمينز فينتنر الذي عالج مرضى ميونيخ لرويترز أهمية التحرك الألماني السريع قائلاً "تعلمنا أنه من الضروري أن نتعقب بكل دقة سلسلة العدوى من أجل كسرها".
تعاون فينتنر مع بعض من أكبر علماء ألمانيا في التعامل مع ما أصبح يعرف فيما بعد باسم "سلسلة ميونيخ" وقدموا النصح لحكومة بافاريا حول كيفية التحرك.
يشار إلى أن بافاريا قادت الطريق في تقييد حركة المواطنين، قبل أن تطبق تلك القيود في جميع أنحاء البلاد في 22 مارس.
وقد نسب علماء منهم كريس ويتي كبير الأطباء في إنجلترا الفضل في إبطاء انتشار الفيروس في ألمانيا لتوسعها في إجراء الاختبارات في وقت مبكر.

ألمانيا السباقة في الاختبارات
وقال على شاشات التلفزيون الأسبوع الماضي "كلنا نعلم أن ألمانيا سبقت من حيث قدرتها على إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس وهناك الكثير الذي يمكن تعلمه من ذلك".
في حين أكد كريستيان دروستن أكبر علماء الفيروسات في مستشفى شاريتيه في برلين أن من العوامل التي أفادت ألمانيا وجود سلسلة واضحة مبكرة من الإصابات. وأضاف في بث يومي على إذاعة إن.دي.آر عن الفيروس "لأن جماعة مصابي الفيروس ظهرت مباشرة في البداية في ميونيخ... أصبح واضحا أن بوسعنا منع انتشار المرض بذل جهد كبير".
وكان دروستن واحدا من أكثر من 40 عالما شاركوا في فحص مجموعة ميونيخ. وتم توثيق عملهم في وثيقة مبدئية أعدوها الشهر الماضي. لكنها لم تحظ حتى الآن بمراجعة من أقرانهم من العلماء ، إنما نشرت على موقع إن.دي.آر.

أقل معدل وفيات
إلا أن هذا لا يعني أن ألمانيا هزمت كوفيد-19، لكن معدل الوفيات فيها يبلغ 1.9 في المئة بناء على البيانات التي جمعتها رويترز وهو أقل معدل بين الدول الأكثر تأثرا بالمرض، وذلك بالمقارنة مع 12.6 في المئة في إيطاليا.
غير أن الخبراء يرون أن حدوث وفيات أكثر في ألمانيا أمر محتوم. وقال لوتار فيلر رئيس معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا "معدل الوفيات سيرتفع".
كما أشار المعهد إلى أن ألمانيا أجرت أكثر من 1.3 مليون اختبار. في حين قال دروستن إن ألمانيا تجري الآن ما يصل إلى 500 ألف اختبار أسبوعيا.
وتستغل الحكومة الألمانية الأسابيع التي كسبتها من تجربة ميونيخ في مضاعفة عدد الأسرة في وحدات العناية المركزة من حوالي 28 ألف سرير.

مهد انتشار الفيروس يفتح أبوابه مجددا
أما بالنسبة لشركة تصنيع قطع غيار السيارات التي كانت مهد انتشار الفيروس فقد انتهت الأزمة وأعادت الشركة فتح أبوابه، كما شُفي جميع من أصيبوا بعدوى كوفيد-19 في الشركة وعددهم 16 فردا، حيث يذكر أنه حتى الآن بلغ عدد الوفيات في ألمانيا 2673 حالة رغم أن إيطاليا التي يقل عدد سكانها عن ألمانيا شهدت 19468 حالة وفاة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة نجاح ألمانية في الحرب العالمية على فيروس كورونا المستجدّ قصة نجاح ألمانية في الحرب العالمية على فيروس كورونا المستجدّ



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab