الضائقة المعيشية تصعّد وتيرة الاحتجاجات في السودان
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

الضائقة المعيشية تصعّد وتيرة الاحتجاجات في السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الضائقة المعيشية تصعّد وتيرة الاحتجاجات في السودان

المتظاهرين في السودان
الخرطوم ـ العرب اليوم

شهد محيط القصر الجمهوري بالعاصمة السودانية الخرطوم، أمس، اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية وآلاف المتظاهرين الذين نجحوا في اختراق الطوق الأمني المشدد الذي تفرضه السلطات على الطرق والمداخل المؤدية إلى وسط الخرطوم، فيما أقر عضو في مجلس السيادة الانتقالي بتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية في البلاد.وفرض المحتجون سيطرة كاملة على الشوارع المحيطة بالقصر الجمهوري قبل تدخل القوات الأمنية وإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والمياه الملونة لتفريقهم من المناطق القريبة من القصر. وفي موازاة ذلك خرج طلاب المدارس الثانوية والعمال في مدن عطبرة والدمازين في تظاهرات حاشدة احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية جراء الارتفاع الكبير في أسعار الخبز والوقود.

وكانت مظاهرات طلاب المدارس والجامعات ضد الغلاء قد فجرت الشرارة الأولى لثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018 والتي تصاعدت لتعم كل ولايات البلاد وأدت إلى إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، في أبريل (نيسان) 2019 بعد حكم استمر لثلاثين عاماً.وتظاهر المئات من طلاب المدارس في مدينة عطبرة شمال البلاد لليوم الثاني على التوالي بسبب زيادة أسعار الخبز وانعدامه، فضلاً عن ارتفاع تكلفة المواصلات العامة بسبب ارتفاع أسعار الوقود، وهو ذات السبب الذي أدى إلى تأجيج الاحتجاجات ضد حكم البشير، وإحراق مقر حزبه «المؤتمر الوطني» الذي كان يمثل رمزية السلطة. كما خرج طلاب المدارس الثانوية في مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق جنوب غربي البلاد، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية.

ورصدت «الشرق الأوسط» تظاهرات حاشدة في مدن العاصمة المثلثة - الخرطوم وامدرمان وبحري - وأيضاً في مدينتي بورتسودان والقضارف في شرق البلاد، ومدينة ود مدني بولاية الجزيرة في الوسط، ومدينة نيالا في جنوب دارفور، تلبية لدعوات «لجان المقاومة» بالخروج في مظاهرة مليونية تحت عنوان «موكب المعتقلين»، للمطالبة برحيل قادة الجيش عن السلطة وتسليمها للمدنيين. وقد اعتادت لجان المقاومة الشعبية على تنظيم هذه المظاهرات للمطالبة بالحكم المدني، منذ أن استولى الجيش على السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

واستخدمت قوات مكافحة الشغب وأجهزة الأمن، أمس، قمعاً مفرطاً لتفريق المتظاهرين على بعد أمتار من محيط القصر الجمهوري. وردد المحتجون هتافات مناوئة للحكم العسكري رافعين شعارات «الثورة ثورة شعب، والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات»، فيما حمل آخرون لافتات لصور قادة تحالف المعارضة الرئيسي «قوى الحرية والتغيير»، المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية.

في غضون ذلك، أقر عضو مجلس السيادة الانتقالي، الهادي إدريس، بأن البلاد تمر بأزمة سياسية كبيرة أفرزت تداعيات سالبة على مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. وقال إدريس، لدى لقائه المبعوث الأممي في الخرطوم، فولكر بيرتس، بمقر البعثة أمس، إن تجاوز الأزمة السياسية يتطلب مساعدة الشركاء الدوليين والإقليميين، لافتاً إلى أن المهمة الأساسية للبعثة تتمثل في تسهيل عملية الانتقال السياسي في السودان، مشيراً إلى أن البعثة كيان محايد وأن الخلاف الكبير بين الفرقاء السودانيين يحتاج إلى طرف ثالث كوسيط بينهم.

وذكر إدريس في بيان صحافي للمجلس، أنه تلقي تنويراً ضافياً من رئيس البعثة حول الجهود المبذولة لتحقيق التوافق بين الأطراف السودانية، معرباً عن أمله في إسهام البعثة بمقترحات وحلول للأزمة التي وصفها بالكبيرة والمعقدة والمتعددة الأطراف «ما يحتاج إلى صبر كبير».

من جانبه قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال في السودان «يونيتامس»، فولكر بيترس، إن زيارة عضو مجلس السيادة لمقر البعثة تأتي في إطار التشاور وبحث السبل الكفيلة بإيجاد حلول للخروج من الأزمة السودانية الحالية. وأضاف فولكر: «يجب علينا الاستناد إلى الشركاء والسودانيين وشركاء الموقعين على «اتفاق جوبا» للسلام، مؤكداً أن الاتفاق يعد خطوة ضرورية ومهمة، ولفت إلى أن الخلل الرئيسي فيها يتمثل في عدم تطبيقها بالصورة المطلوبة.

وأوضح فولكر أن الأزمة السياسية التي تشهدها الخرطوم مرتبطة ارتباطاً جوهرياً بالأزمات الاقتصادية والأمنية في أقاليم السودان، مضيفاً قوله: «نأمل بعد خروج السودان من هذه الأزمة السياسية تطبيق اتفاقية سلام جوبا بالكامل».

قد يهمك ايضاً

اجتماع عون وبري ودياب في القصر الجمهوري تمهيدا للإعلان عن تشكيلة الحكومة اللبنانية

تظاهرة أمام القصر الجمهوري في لبنان تدعو رئيس الجمهورية للإسراع في الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة المقبلة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضائقة المعيشية تصعّد وتيرة الاحتجاجات في السودان الضائقة المعيشية تصعّد وتيرة الاحتجاجات في السودان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab