السودانيون يهزمون مخاوف كورونا ويتبرعون بالأموال
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

السودانيون يهزمون مخاوف "كورونا" ويتبرعون بالأموال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السودانيون يهزمون مخاوف "كورونا" ويتبرعون بالأموال

عبدالله حمدوك
الخرطوم - العرب اليوم

لم تمر سوى دقائق قليلة فقط على انتهاء رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك من إطلاق حملة البناء والتعمير والتي أطلق عليها اسم "القومة ليك يا وطن" حتى انهالت التبرعات من السودانيين نساء ورجالا وموظفين وعمال أطفال وكبار.ووصل عدد من تفاعلوا مع الحملة خلال الساعات الأولى من إطلاقها مساء الخميس إلى أكثر من 10 آلاف من المواطنين من داخل وخارج السودان، متبرعين بعشرات المليارات بالعملة المحلية والعملات الأجنبية.ورغم تصاعد وتيرة الجهود الرسمية والشعبية الرامية للتصدي لفيروس كورونا خلال الساعات الماضية بعد ارتفاع عدد الحالات المؤكدة إلى 10 حالات، إلا أن رصدا أجرته سكاي نيوز عربية لتوجهات اهتمامات السودانيين في وسائط التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أظهر تفاعلا كبيرا مع الحملة.

تحديات كبيرة
وقال حمدوك لدى إطلاقه الحملة إن حكومته تواجه قائمة طويلة من التحديات والمشاكل والعقبات وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية، التي جاءت نتاجا لإرث كالح من الفساد وسوء الإدارة والتبديد والإهدار لموارد الدولة، فضلاً عن آثار عقود طويلة من العزلة الاقتصادية عن العالم نتيجة لسياسات النظام المخلوع.وأشار حمدوك إلى أن ظهور فيروس كورونا أثر بشكل هائل على الاقتصاد العالمي ولن يكون السودان استثناء.ولخص حمدوك أهداف الحملة في مواجهة القضايا العاجلة إضافة إلى المشاريع الاستراتيجية القومية طويلة الأجل في مجالات الزراعة والصناعة وتطوير الموانئ وتأهيل السكة الحديد والسدود وغيرها.

تبرعات ومطالبات
وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من القصص التي تعكس تفاعل مختلف فئات الشعب بها.وتحكي سيدة على صفحتها في فيسبوك أن حمالا في أحد الأسواق رد لها الأجرة طالبا منها ايداعها في حساب المبادرة، وعندما حاولت إقناعه بأخذها وأنها ستتبرع باسمه رفض مجددا طالبا منها بإصرار إضافة أجرته للمبلغ الذي ستودعه باسمه.كما أظهرت بعض ايصالات الإيداع أن أشخاصا كثيرين قاموا بإيداع مبالغ بأسماء بعضا من شهداء الثورة وآخرين تبرعوا بأسماء آبائهم أو أمهاتهم المتوفين.

وفي الجانب الآخر أظهر بعض الناشطين غضبهم حيال تصرفات الإخوان، التي أوصلت اقتصاد البلاد إلى هذا الوضع المتردي.وفي هذا السياق اقترح الناشط نزار عبدالله رحمة في تدوينة على صفحته بفيسبوك تخصيص جزء من أموال الحملة لبناء مراكز تأهيل نفسي لإعادة إدماج الإخوان في المجتمع وتعليمهم كيف يكونوا أشخاص صالحين.كما غرد آخرون تحت وسم "عايزين نبنيهو بالحلال"، أي أننا نريد بناء الوطن بمال الشعب النظيف، مطالبين بعدم قبول أي تبرعات من عناصر النظام السابق باعتبارها "أموال مسروقة من مال الشعب".

ثقة في المستقبل
ولم يستغرب القيادي في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير، إبراهيم الشيخ، هذا التدافع الضخم من السودانيين بمختلف مناطقهم ومستوياتهم الاقتصادية، حيث يقول إن الثقة في المستقبل والعزيمة العالية على التخلص من أعباء الماضي كلها عوامل تجسدت من خلال هذه الحملة.ويرى الشيخ أن السودانيين قادرين على تخطي الظرف الاقتصادي الصعب الذي يعيشونه في الوقت الحالي من خلال تضافر الجهود على المستويين الشعبي والحكومي والاستخدام الأمثل للموارد وتوجيهها نحو مشروعات إنتاجية مستدامة ترفع العبء عن كاهل الإنسان السوداني البسيط.

3 دروس

من جانبه، يقول رئيس الحزب الاتحادي الموحد، محمد عصمت، إنه يمكن استخلاص ثلاث دروس مهمة من ملحمة التجاوب الشعبي الكبير مع مبادرة حمدوك، يتمثل الأول في إيمان النسبة الأكبر من أبناء الشعب السوداني بقدرتهم على إحداث التغيير المطلوب وتحقيق مستقبل أفضل لأبنائهم.أما الدرس الثاني فهو التأكيد على القدرة على هزيمة الثورة المضادة التي يقودها عناصر النظام السابق والتي برزت ملامحها في الأزمات الخانقة التي اختلقوها دون مراعاة لأي قيم إنسانية أو أخلاقية مما جعل الأسر السودانية تعاني من نقص حاد في أبسط الاحتياجات كالخبز والوقود وغيرها من الاحتياجات اليومية.ويتمثل الدرس الثالث من وجهة عصمت في تعزيز روح التعاون والتكاتف والتي ظهرت منذ انطلاق الثورة الشعبية الأخيرة ضد نظام البشير في نهاية 2018.

قد يهمك ايضا : 

السودان يرجئ امتحانات الشهادة الرسمية بسبب كورونا

السودان يتسلم 400 ألف كمامة طبية من الصين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودانيون يهزمون مخاوف كورونا ويتبرعون بالأموال السودانيون يهزمون مخاوف كورونا ويتبرعون بالأموال



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab