بغداد - العرب اليوم
تعرّض مستشار رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، مهند نعيم، لحملة انتقادات شعبية ورسمية واسعة، بعد منشور طويل نُسب إليه تحت عنوان «أقلمة العراق»، وعُدّ «تطاولاً» على معظم المحافظات العراقية التي أتى المنشور على ذكرها جميعها. ووصف المنشور محافظات مثل البصرة، ميسان، ذي قار، والمثنى الجنوبية، بأنها «إقليم النهب العشائري والديني الهمجي»، وقال عن إقليم بغداد إنه «مرتع للمراقص والملاهي والمياعة وبنات الليل والخمارة». أما إقليم كردستان فاتهمه المنشور بالتهريب، فيما ربط محافظتي كربلاء والنجف بالبكاء والعويل واللطم.
وبعد سيل الانتقادات التي تعرَّض لها، نفى مهند نعيم، وهو محامٍ التحق بصفة مستشار لشؤون الانتخابات في حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي عيّنه بعد ذلك مستشاراً في جهاز الأمن الوطني، أن يكون هو مَن كتب المنشور المثير للجدل، قائلاً إن حسابه على «فيسبوك» تعرّض للقرصنة، وإن ما نُشر بشأن «أقلمة العراق» لا يمت له بأي صلة.
وقال نعيم في بيان: «مجدداً، نتعرض لحملة تسقيط مدروسة لتشويه صورتنا، ولهذا نؤكد أنه ليس لدينا أي انتساب إلى رئاسة الوزراء، وليس لدينا أي وظيفة وعنوان هناك، بل نعمل في جهاز الأمن الوطني». وأضاف: «فيما يتعلق بالمنشور المنتسب لي زوراً، أنوّه بأن حسابنا الشخصي على (فيسبوك) تعرض بالأمس إلى القرصنة من قبل ضعاف النفوس، فنشروا مقال (أقلمة العراق)، جاهدين في نشره على أوسع نطاق، لضرب صورتنا التي عملنا على تكريس انحيازها الدائم إلى جانب شعبنا العراقي على اختلاف انتماءاته».
وتابع: «وهنا نود التنويه بأننا لا نكتب أي مقال بصبغة سياسية، وظهورنا على وسائل الإعلام الرسمية ليس سوى إدلاء بمواقفنا القانونية حصراً؛ إذ نبتعد عن المواقف السياسية تماماً، كوننا نعمل في جهاز الأمن الوطني، وهذا يتطلب الاستقلالية والمهنية والابتعاد المطلق عن التجاذبات السياسية. إن مثل هذه المقالات لا يمت لنا بأي صلة».
ورغم نفي مهند نعيم صلته بالمنشور، لم تتوقف الانتقادات اللاذعة التي وُجّهت له، وتحدث ناشطون عن عزمهم رفع دعوى قضائية ضده. وهاجم النائب مصطفى سند ما ورد في المنشور، منتقداً ما جاء به من «وصف لمحافظات العراق كلها بأسوأ الأوصاف المنحطة التي لا تخطر على البال». كما وصف المفتش العام السابق لوزارة الداخلية، جمال الأسدي، الكلام الذي ورد في المنشور بـ«المسيء». وقال إن «الوسط والجنوب ليست أقاليم المعارك العشائرية والنهب، ولا إقليم الفقر والجهل، ولا إقليم اللطم والتجارة بالموت والنعي وتوزيع البكاء والحزن على زائري الإقليم، ولا أقاليم الخرافات... ولا أقاليم مرتع المراقص والملاهي».
قد يهمك ايضا
إطلاق سراح مسؤولين أمنيين اعتقلوا بعد محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية
الكاظمي يعلن إنشاء مدينة كبرى للمعارض في بغداد وبمواصفات عالمية
أرسل تعليقك