بغداد ـ العرب اليوم
جدد التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا، دعمه للعراق بعد بدء الانسحاب الأميركي التدريجي منه. وفي وقت وضعت فيه الحكومتان العراقية والأميركية اتفاق الإطار الاستراتيجي القاضي بسحب القوات القتالية الأميركية موضع التنفيذ أول من أمس، فإن طائرات التحالف الدولي نفذت، أمس (السبت)، طلعات جوية استهدفت مخابئ تعود لتنظيم «داعش» قرب قضاء كفري التابع لإدارة منطقة كرميان في إقليم كردستان العراق.
وطبقا لمصدر أمني، فإن «طائرات التحالف نفذت ثلاث ضربات جوية استهدفت مخابئ للإرهابيين في سلسلة جبال كوه القريبة من ناحية نوجول بقضاء كفري». وأضاف المصدر أن «طائرات فرنسية قصفت موقعاً يختبئ فيه الإرهابيون قرب قرية قلان، وفق معلومات استخبارية».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، العقيد واين ماروتو، استمرار تقديم الدعم والإسناد لقوات الأمن العراقية والبيشمركة في المعركة ضد «داعش». وقال ماروتو في تغريدة على «تويتر»: «سنواصل تمكين جهود الحكومة العراقية لتحقيق الاستقرار في المنطقة».
وأعلن الجيش العراقي إطلاق عملية عسكرية شرقي البلاد لملاحقة خلايا تنظيم «داعش». وقال ضابط في الجيش العراقي، في تصريح صحافي، إن «قوات من الجيش بدأت، أمس (السبت)، عملية عسكرية تستهدف خلايا تنظيم داعش في محافظة ديالى» شرقي العاصمة العراقية بغداد. وأضاف الضابط أن «القوات الأمنية العراقية تلقت معلومات استخبارية تفيد بوجود مجاميع إرهابية تابعة لـ(داعش) تتحرك في المناطق المستهدفة في ديالى».
وفي سياق متصل وطبقاً لبيان صادر عن خلية الإعلام الأمني، فإن «قوات الأمن العراقية ألقت القبض على أحد عناصر (داعش) في ناحية المشاهدة شمالي العاصمة بغداد»، دون مزيد من التفاصيل.
وتأتي تأكيدات التحالف الدولي باستمرار دعم العراق في مواجهة تنظيم داعش وسط استمرار المخاطر المترتبة على العمليات التي ينفذها التنظيم في مناطق مختلفة من العراق، بما فيها المناطق الأكثر قرباً من العاصمة بغداد مثل منطقة الطارمية.
وفيما عقدت الحكومة العراقية هدنة مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران بشأن عدم استهداف الأماكن التي توجد فيها القوات الأميركية، فإن الاتفاق الذي يقضي بخفض القوات القتالية في كل من قاعدتي «عين الأسد» بالأنبار غربي العراق و«حرير» قرب مطار أربيل في إقليم كردستان يعد التطور الأهم في سياق تنفيذ بنود الاتفاق الاستراتيجي الذي وقعه العراق مع الولايات المتحدة الأميركية أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي.
ويرى المراقبون السياسيون في العاصمة العراقية بغداد أن بدء الولايات المتحدة الأميركية سحب قواتها القتالية تدريجياً من العراق حتى نهاية العام الحالي نصر سياسي كبير لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأمر الذي يؤهله لأن يكون رقماً صعباً في معركة رئاسة الحكومة المقبلة.
كما أن هذا الانسحاب في الوقت الذي يرفع أسهم الكاظمي مع إيران التي تسعى لخفض الوجود الأميركي في العراق لكي تتفرغ إلى المخاطر المترتبة على سيطرة «طالبان» على أفغانستان فإنه يمكن أن ينزع الذرائع التي كانت تتمسك بها الفصائل المسلحة بشأن ما ترفعه من شعارات بشأن مقاومة الوجود الأميركي، وهو ما يضعف موقفها السياسي بما في ذلك وضع الأطراف السياسية المؤيدة لها داخل البرلمان العراقي، خصوصاً تحالف «الفتح» الذي يسعى للحصول على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات المقبلة بهدف السيطرة على البرلمان المقبل والتحكم في اختيار رئيس الوزراء المقبل.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك