دمشق - العرب اليوم
وقعت ليلة الاثنين - الثلاثاء اشتباكات عنيفة على أطراف اللواء 52 التابع للجيش السوري وهو ثاني أكبر لواء عسكري في سوريا في ريف درعا الشرقي ويمتد إلى أطراف السويداء، في حين قال ناشطون في درعا إن مجهولين شنّوا هجوماً على حاجز للنظام على أطراف مدينة الحراك المتاخمة تماماً للواء 52، واستمرت الاشتباكات لمدة نصف ساعة تخللها ضرب قذيفتين استهدفتا مدينة الحراك إحداهما سقطت على أحياء سكينة وأحدثت أضراراً مادية فقط.
كما تحركت آليات عسكرية ودبابات في اللواء باتجاه منطقة الاشتباكات، وجاء ذلك حسب أحد أبناء المدينة بعد أن استهدف مجهولون أحد جنود الجيش السوري صباح الثلاثاء عند مدخل اللواء 52 من جهة مدينة الحراك، ثم شهدت مدينة الحراك بعدها انتشاراً أمنياً لقوات النظام في الشوارع الرئيسية وتعرضوا خلال انتشارهم لإطلاق نار، وانسحبت القوات التي دخلت المدينة بعدها، وأشار إلى أن المدينة شهدت أيضاً حالة توتر وخوف بين المدنيين، وأُغلقت المحلات التجارية والأسواق، وبعض العائلات غادرت المدينة خشيةً تعرضها للقصف أو اقتحامها ووقوع اشتباكات داخلها، بعد أن وصلت لمدينة الحراك مَطالب بتسليم مطلقي النار على الجندي صباح الثلاثاء.
ورجح المصدر أن «الاشتباكات التي وقعت ليلة الثلاثاء عند اللواء 52 هو إطلاق نار بواسطة المضادات الأرضية والقذائف والرشاشات من جانب واحد ولم تحدث اشتباكات ومواجهات، وأن الغاية منها إيصال رسالة تهديد وتحذير للمنطقة المحيطة باللواء باستخدام القوة العسكرية ضد أي تحركات جديدة سوف تستهدف عناصر اللواء، أو الحواجز المحيطة به، خصوصاً بعد أن تعرض عدد من عناصر اللواء والحواجز في المنطقة مؤخراً للاستهداف من مجهولين، كما طُرد عناصر اللواء من مدينة الحراك صباح يوم الاثنين ومن بلدة المليحة الغربية وتعرضوا لإطلاق نار، بعد دخولهم إليها على أثر استهداف أحد عناصر اللواء عند مدخل اللواء في صباح الاثنين».
وأشار إلى أن تعليمات عسكرية وصلت لمدينة الحراك وبلدات المليحة الغربية والصورة بتاريخ 5 ديسمبر (كانون الأول) بعد استهداف اثنين من عناصر اللواء (متطوع ومجند) ينحدرون من محافظة السويداء، على الطريق الواصل بين مدينة الحراك وبلدة المليحة الغربية، ونصّت التعليمات على حظر تجوال للدراجات النارية، في المدن والبلدات في ساعات المساء حتى الصباح وبخاصة على الطرقات الفرعية والواقعة على الأطراف.
وخضعت مدينة الحراك في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى اتفاق التسوية الجديد والخريطة الروسية، بعد أن فرضت قوات النظام عليها حصار استمر 5 أيام بعد رفض بعض أبنائها تسليم السلاح الخفيف من المدينة، وشهدت بعدها فتح مركز لإجراء عملية التسوية للمطلوبين المدنيين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمة، وانتشار لقوات النظام وإجراء عمليات تفتيش روتينية بحضور وجهاء من المدينة حينها.
وألقى مجهولون ليلة الاثنين قنبلة بالقرب من حاجز «المسلخ» في مدينة درعا البلد عند أطراف حي البحار تبعها إطلاق نار واستنفار أمني في المنطقة من قوات النظام المتمركزة على الحاجز، دون وقوع إصابات.
وقال الناشط مهند العبد الله لـ«الشرق الأوسط» إن الانفلات الأمني وعمليات الاغتيال والاستهداف التي تطال العسكريين والمدنيين والمعارضين السابقين، يسهم في خلط أوراق المنطقة، وبقائها ساحة قتال وعدم استقرار أو صراع للنفوذ أمام الرأي العام، واليد العاملة على ذلك لا ترغب في تحقيق أي استقرار في المنطقة لتنفيذ مشاريعها ومخططاتها سواء المحلية أو الإقليمية أو على مستوى المنطقة العربية، وإن الاغتيالات ازدادت بشكل كبير منذ أواخر عام 2018 وحتى اليوم، أي بعد إعلان السلطات السورية سيطرتها على المنطقة الجنوبية بالكامل عبر اتفاقية التسوية والمصالحة التي رعتها روسيا، التي جعلت ساحة الجنوب السوري فارغة السيطرة وساحة مفتوحة لبسط النفوذ، حيث هناك الكثير من أطراف الصراع الموجودة في سوريا سواء الحليفة للنظام أو المناهضة له، وكلها تسعى لتثبيت وجودها على هذه الأرض، سواء روسيا أو إيران و«حزب الله وخلايا «داعش» وحالات الثأر والانتقام وانتشار السلاح والفوضى وغياب المحاسبة والملاحقة سواء العشائرية أو الحكومية، ما أسهم في إيصال الجنوب السوري إلى هذه المرحلة من الواقع المتردي أمنياً.
وتشهد محافظة درعا حالة من الانفلات الأمني وانتشار الاغتيالات والقتل بشكل مباشر أو عبر زرع العبوات الناسفة التي تستهدف أشخاصاً إما محسوبين على المعارضة سابقاً وإما من باتوا محسوبين على تشكيلات تابعة للنظام السوري، أو عسكريين تابعين للنظام من الجيش والأجهزة الأمنية، وباتت هذه الحوادث شبه يومية في درعا.
قد يهمك ايضا
مقتل عسكري سوري بقصف مدفعي من "النصرة" في محافظة حلب
سوريا تُعلن إعادة فتح جميع الموانئ الساحلية فى البلاد
أرسل تعليقك