تفاصيل توضح آمال ضئيلة بحلحلة أزمة المحروقات في لبنان
آخر تحديث GMT23:02:06
 العرب اليوم -

تفاصيل توضح آمال ضئيلة بحلحلة أزمة المحروقات في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تفاصيل توضح آمال ضئيلة بحلحلة أزمة المحروقات في لبنان

أزمة المحروقات في لبنان
بيروت - العرب اليوم

يخضع المستهلكون في لبنان لامتحان جديد، بدءاً من اليوم (الاثنين)، للفوز بحاجاتهم الملحة من المشتقات النفطية، وسط إحباط عام من المقاربات الرسمية لمعالجة المشكلات الحياتية المستعصية التي تتفاقم بسرعة قياسية، وآمال ضئيلة بإمكانية نجاح المعالجات التسكينية، وانتهاء طوابير الذل التي يصطفون فيها أمام محطات المحروقات. وبمعزل عن البعد السياسي في تقديرات الربح الوهمي لبعضهم، والخسارات المؤكدة للجميع، التي حفزت على التمادي بتمديد الدعم، على الرغم من ثبوت عقم مبالغه الطائلة في توفير المواد، وإعادة الانتظام إلى الأسواق، فإنه ليس من المؤمل -بحسب مصادر متابعة- إحداث خروقات جدية في توفر مادتي البنزين والديزل لصالح المستهلكين من أفراد ومؤسسات، على الرغم من قرار مضاعفة أسعار البيع بالتجزئة. فالأسعار الجديدة لا تزال مغرية للغاية، ما دام أن قرارات الاجتماع في القصر الجمهوري في بعبدا قد انطوت على المجاهرة بصفتها مؤقتة، وأنه سيتم اعتمادها حتى نهاية الشهر المقبل حصراً، وما دام أنها تماثل نحو ثلث السعر المعتمد في سوريا التي تشكل أسواقها مقصداً لعمليات التهريب النشطة على طول الحدود مع محافظتي البقاع والشمال.

وفي الأساس، توضح المصادر المصرفية المواكبة أن السعر الواقعي لصفيحة البنزين (20 لتراً) يقارب 12 دولاراً؛ أي نحو 250 ألف ليرة، حسب السعر الرائج للدولار حالياً. ومع اعتماد تسعيرة جديدة تقل عن 7 دولارات، ارتفاعاً من نحو 3.9 دولار (بموجب القرار المتخذ في اجتماع القصر الجمهوري أول من أمس)، يظل الفارق 5 دولارات في الحد الأدنى، وهذا يعني تلقائياً أن حمولة صهريج واحد تحقق ربحاً متوسطاً يتعدى الـ5 آلاف دولار، في حال تهريبها أو تخزينها، علماً بأن تجار الأزمات أوصلوا سعر الصفيحة في الأسواق إلى ما بين 400 و500 ألف ليرة؛ أي بفارق يراوح بين 13 و18 دولاراً عن السعر الرسمي المستجد.
وتنطبق المعادلة الربحية المغرية بصورة أكثر وضوحاً على مادة المازوت (الديزل)، إذ أبلغ مستهلكون من أصحاب الشركات وسكان المدن الكبرى الذين يشتركون بشراء المادة لمولدات الأبنية بأن سعر الطن (ألف لتر) وصل في الأيام الأخيرة إلى ما بين 20 و25 مليون ليرة؛ أي ما يتعدى الألف دولار نقداً -دائماً وفق السعر الجاري للدولار في الأسواق الموازية- وبذلك يكون سعر الصفيحة قد ارتقى واقعياً إلى ما بين 20 و25 دولاراً، مقابل نحو 5 دولارات للسعر الجديد، وأقل من 3 دولارات للسعر السابق، وهي فوارق استثنائية في جاذبيتها لتجار الأزمات، لا سيما مع ندرة الدولار في أسواق لبنان، والتدهور المريع لسعر صرف الليرة.
وبفعل شبه انقطاع التيار من مؤسسة الكهرباء، بينت الوقائع حيوية مادة المازوت في مجمل أوجه الحياة اليومية، حيث تسببت ندرتها في الأسواق بتفاقم أزمات المطاحن والمخابز والمستشفيات والمياه، ونقل السلع الغذائية والزراعية، والتبريد الضروري للحوم والأجبان والألبان، وخدمات المطاعم والفنادق وسواها، لتصل بحدتها إلى التزود بالتيار من المولدات الخاصة التي خرج جزء منها من الخدمة، فيما فرض الجزء «الصامد» إلى أجل قريب أكلافاً مضاعفة على المشتركين، لتتعدى كلفة الحد الأدنى المليون ليرة شهرياً بنهاية الشهر الماضي، مع ترقب لمضاعفتها مجدداً، تبعاً لتوفر المحروقات وأسعار مشتقاتها.

وإلى جانب الثقل النوعي على ميزانيات المستهلكين الناجم عن تحميل أعباء إضافية على المداخيل، في ظل التأخير المتمادي بإطلاق البطاقة التمويلية لنحو 500 ألف أسرة من الفقراء والأقل دخلاً، ضاعفت القرارات المستجدة -بحسب مصادر اقتصادية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»- من مستويات المخاطر المالية التي تعاني منها البلاد، ومن منسوب القلق وعدم اليقين لدى المؤسسات المالية، في الداخل والخارج على حد سواء. كما عززت المخاوف من تبديد التحويل الوارد من صندوق النقد الدولي، البالغ نحو 860 مليون دولار، بصفته حقوق سحب خاصة، المتوقع وصوله وتسجيله في حسابات مصرف لبنان قبيل نهاية الشهر الحالي أو أوائل الشهر المقبل. ولفت مسؤول مالي إلى محاذير الإمعان في الإنفاق على حساب موازنات لاحقة، بعد استنفاد نحو 12 مليار دولار في صورة مخصصات موجهة للدعم من حساب الاحتياطات الحرة لدى مصرف لبنان، والتسبب بنضوبها التام. فالمبدأ أن المسؤولية استمرار، ومن الخطأ ترحيل الأعباء المالية للفوارق بين سعر الدعم البالغ 8 آلاف ليرة لمبلغ إجمالي بقيمة 225 مليون دولار، وبسعر منصة البنك المركزي البالغ نحو 17 ألف ليرة، مع قابلية للتحرك وفق سعر الدولار في السوق الموازية. وهذا ما يفترض حكماً بدء تحرك وزارة المال للإعداد لمشروع قانون موازنة العام المقبل، والأهم توفر حكومة جديدة تقر المشروع، وتحيله إلى المجلس النيابي، نظراً لتعذر الدعوة إلى انعقاد مجلس الوزراء حالياً، وفقاً للرأي القانوني الذي يستند إليه رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب.

قد يهمك ايضا 

تقرير يوضح توقعات بإرتفاع حاد في أسعار الوقود في لبنان مع تطبيق سعر صرف جديد

"اليونيسيف" تحذر من أزمة مياه في لبنان قد تطال 4 ملايين شخص

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل توضح آمال ضئيلة بحلحلة أزمة المحروقات في لبنان تفاصيل توضح آمال ضئيلة بحلحلة أزمة المحروقات في لبنان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab