واشنطن - العرب اليوم
أوضحت مسؤولة أميركية بارزة وقوف الإدارة الأميركية مع إنشاء جيش سوداني موحد، تُدمج فيه كل من قوات الدعم السريع، وقوات الحركات المسلحة، ويخضع لقيادة عسكرية وسياسية واحدة، ضمن باقة الدعم الذي تقدمه الإدارة الأميركية للحكومة الانتقالية، التي يقودها المدنيون، معلنةً تقديم دعم للسودان بنحو 600 ألف جرعة من لقاحات «كورونا».وقالت سامنثا باور، المديرة التنفيذية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية «يو إس أيد»، أمس، في محاضرة بجامعة الخرطوم، وفي مؤتمر صحافي عقدتهما على التوالي، خلال ختام زيارتها للسودان التي استمرت 5 أيام، إن تكوين جيش وطني تُدمج فيه القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وقوات حركات الكفاح المسلح، وتكوين جيش موحد تحت قيادة موحدة، «يعد إحدى الوسائل الفعالة لتحقيق الاستقرار في السودان».
وأوضحت باور في المحاضرة التي أبدت فيها إعجابها بالثورة السودانية، أن السودان يحتاج قبل حاجته للمعونات والدعم الخارجي، إلى وقوف الشباب ومنظمات المجتمع المدني خلف الثورة التي جاءوا بها، من دون دعم خارجي وأذهلت العالم بسلميتها، التي حالت دون استمرار الرئيس المعزول عمر البشير، وأفقدته سلاح الحروب الذي استخدمه للبقاء في الحكم.وكانت باور، التنفيذية الأميركية رفيعة المستوى، قد شغلت عدداً من الوظائف الحساسة تحت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وزارت السودان عندما كانت تعمل صحافية، وغطت أحداث دارفور، ومن خلال تجربتها الشخصية قالت إن السودان «لم يكن في يوم من الأيام أشد تمتعاً بالأمن مما هو عليه الآن، مقارنةً بالأعوام الثلاثين الماضية».
واستندت باور في ذلك إلى اختفاء ما سمتها «بيوت الأشباح» واتساع هامش الحريات، وتوقف القتال والحروب والانفتاح على العالم، بعد إزالة اسم البلاد من قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب، ما أهّله ليكون شريكاً للولايات المتحدة الأميركية،وقالت باور بهذا الخصوص: «السودان والولايات المتحدة الآن في حالة سعي لتأسيس شراكة متينة بين البلدين، بعد أن كانا في حالة عداء واحتراب استمرت طوال ثلاثين عاماً».وأشارت باور إلى ما سمتها «موارد السودان الغنية»، لكنها عدّت «الإنسان السوداني هو أهم موارد البلاد... والشيء الذي يمكن أن يعوّل عليه هو المواطن السوداني، وعلى الدولة تفجير طاقاته»، مطالبة الشباب بـ«أن يتذكر دوماً ما فعله وجعل الثورة السودانية مثالاً وقدوة، ودليلاً على أن ما قد يعتقد الناس باستحالته يمكن أن يصبح ممكناً».
في سياق ذلك، أعلنت باور عن وقوف الولايات المتحدة الأميركية مع السودان، ما دام التزم مبادئ السلام والحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية، موضحةً أن واشنطن «ستسهم وتساعد السودان على استغلال ثرواته وموارده العديدة، رغم التحديات التي تجابه السودانيين».ودعت المسؤولة الأميركية السودانيين إلى التحلي بالصبر، ودعم الحكومة التي أتوا بها عبر ثورتهم، وتحمل القرارات القوية والقاسية التي اتخذتها لتصحيح الأوضاع الاقتصادية، لكونها «لازمة» لإخراج البلاد من أزماتها، وهو الأمر الذي أهّل السودان للاستفادة من مبادرة إعفاء ديون الدول الفقيرة المثقلة بالديون «هيبك».
كما أعلنت باور عن تقديم عدد من المساعدات الأميركية للسودان، تتضمن معونة قدرها 56 مليون دولار لدعم المناطق الطرفية والمهمشة، وتوفير الخدمات الأساسية لها، ومبلغ 4.3 مليون دولار لدعم الانتخابات، فضلاً عن إرسال دعم صحي يُتوقع أن تصل بموجبه 600 ألف جرعة من لقاح «كورونا».كما تعهدت باور بدعم جهود الحكومة السودانية لتخفيف آثار البرنامج الاقتصادي، وتقديم الدعم المباشر للمواطنين عن طريق برنامج «ثمرات» من أجل الوصول لجميع الأسر المستحقة في البلاد، فضلاً عن دعم الزراعة وتطويرها، ودعمه لاستغلال ثرواته الطبيعية، ودعم منظمات المجتمع المدني.وبدأت المديرية التنفيذية للمعونة الأميركية «يو إس أيد» زيارة للسودان دامت أربعة، زارت خلالها إقليم دارفور والتقت خلالها المجتمعات المحلية والنازحين، ومنطقة شرق السودان، حيث معسكرات اللاجئين الإثيوبيين، ويُنتظر أن تتجه إلى إثيوبيا قبل أن تعود إلى بلادها.
قد يهمك ايضا
السودان يتوقع ثبات إيرادات النيل الأزرق عند 600 مليون متر مكعب
عبد الفتاح البرهان يعلن أن السودان يتطلع لإقامة "علاقات طبيعية" مع الولايات المتحدة
أرسل تعليقك