طرابلس - العرب اليوم
لم يستطع المحور المعادي المنخرط في الأزمة الليبية أن يصور الوضع في ليبيا على أنه إقتتال طائفي كما في الحالة السورية، لكنهم أدخلوا الإرهاب عبر بابه الإسلامي من خلال ترسيخ الأحزاب السياسية خاصة أحزاب الإسلام السياسي، المنضوية تحت ذراع تنظيم الإخوان المسلمين البريطاني المنشأ وتركيّ النشر.
فبعد رصد القوات المسلحة الليبية وجمع معلومات تؤكد أن حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج المدعومة من سامي الأطرش” تم تأكيد النية لهجوم مرتزقتهم من داعش والنصرة وغيرهم ممن جلبهم نظام أنقرة إلى ليبيا لمهاجمة ترهونة وبني وليد، حيث تأكد للعيان ومنذ العام 2011 أن حكومة الوفاق تستمد من الشرعية التي منحها إياها المجتمع الدولي ذريعة لإستجلاب الإخوان من أنحاء العالم وفي مقدمتهم أعضاء الحزب الحاكم التركي “العدالة والتنمية” لإسقاط تجربة إرهاب كل من يخالفهم إما بالقتل والإغتيال أو بالقمع والنفي وما شابه ذلك.
وفي سياقٍ متصل، إن جولة المشير حفتر إلى فرنسا وجنوب أفريقيا، ويقال إنه زار سراً سوريا مع رئيس جهاز المخابرات المصري، يؤكد أن مشروع الإخوان المسلمين المتماهي في ليبيا قد إنكشف وجولة حفتر ما هي إلا لتحشيد القوى الرسمية الفاعلة للحد من إجرام حكومة الوفاق الساعية لنسف كل محاولات التهدئة عبر مشروع لن يجلب إلا الويلات للشعب الليبي، فليس سراً أن المعسكر الليبي منقسم الآن، لكن تحالفات المشير حفتر تؤكد أن الدول التي تقف في صفه هي على قناعة تامة بأنه الضامن الأساس لنقل الدولة الليبية إلى بر الأمان، فمصر ودولة الإمارات تهتمان وإنطلاقاً من أمنهما القومي الإنضباط ووقف الإقتتال في ليبيا وكان ذلك مسعى فرنسي أيضاً الرامي إلى وقف إطلاق النار والي وافق عليه حفتر شريطة إلتزام الطرف الآخر بذلك.
إنما الجديد اليوم، ما صرحه سامي الأطرش رئيس المكتب السياسي لتجمع ثوار 17 فبراير الليبية الذي طالب بعمليات إنتحارية في مناطق تواجد قوى الجيش الوطني الليبي أي بنغازي ودرنة في سبيل تحقيق أهدافهم، ولم يقتصر الأمر على ذلك، فلقد طالب أيضاً تنفيذ عمليات إنتحارية في دولتي مصر والإمارات على خلفية دعمهما لحفتر في الوقوف ضد تنظيم الإخوان المسلمين الذي يتحالف مع الشيطان في سبيل تحقيق أهدافه ولا يهمه كم الخسائر والضحايا البشرية التي ستسقط في سبيل الوصول إلى هدفه، وهذا ما يحاول عمله أردوغان في ليبيا من نقل للإخوانيين تحت عناوين متعددة.
من هنا إن مقابلة سامي الأطرش على قناة ليبيا بانوراما الذراع الإعلامي لحزب العدالة والبناء الإخوان المسلمين وقوله: ” يجب أن تنقل المعارك إلى مناطق مختلفة سواء في الدول المتدخلة في ليبيا أو القوات المعتدية على العاصمة ويجب أن يذوق الطرف الآخر نتائج هجومه على بوسليم والهضبة”، مضيفاً، ” ما الذي يمنع أن تكون هناك عمليات انتحارية في المنطقة الشرقية، أليس الإمارات تعتدي علينا، أليس مصر تعتدي علينا، يجب أن تنتقل عمليات انتحارية فدائية ليذوق هؤلاء المتدخلين في الشأن الليبي تبعات هذا الفعل”، وهذا التهديد واضح أن هناك ما يحضر حقيقةً من قبل هذا التنظيم، وسوريا الشاهد الحي على إجرامهم.
قد يهمك أيضًا
الجيش الليبي ينفي زيارة حفتر لـ "دمشق" ويبحث ملف الأزمة مع أنغيلا ميركل
خليفة حفتر يبلغ ماكرون استعداده لتوقيع اتفاق لوقف النار في العاصمة الليبية
أرسل تعليقك