دمشق - العرب اليوم
أسفر تفجير بعبوة ناسفة استهدف صباح أمس حافلة عسكرية في منطقة حيوية وحساسة بدمشق، عن مقتل وجرح 15 عنصراً، بعد ساعات من استهداف حافلة أخرى في وسط سوريا، ما تسبب في مقتل عنصر وإصابة آخرين.ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية، عن مصدر عسكري قوله، إنه «حوالي الساعة السابعة و25 دقيقة من صباح (الثلاثاء) انفجرت عبوة ناسفة مزروعة مسبقاً ضمن حافلة مبيت عسكرية في مدينة دمشق، بالقرب من دوار الجمارك». وأدى التفجير -وفق المصدر- إلى مقتل جندي وجرح 11 آخرين.
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «عبوة ناسفة انفجرت بحافلة مبيت كانت تقل عناصر من قوات النظام، قرب دوار الجمارك في منطقة البراكمة في دمشق، ما تسبب في مقتل عنصر من قوات النظام كحصيلة أولية، وإصابة 14 آخرين، من ضمنهم 5 مصابين بحالة خطرة، جرى نقل العدد الأكبر منهم إلى مشفى المواساة في منطقة المزة».
وحسب مصادر «المرصد»، فإن «الانفجار الذي ضرب الحافلة لم ينجم عنه صوت انفجار كبير؛ حيث إن كثيراً من سكان المنطقة المحيطة بموقع الانفجار لم يسمعوا أي أصوات»، إلا أن مصادر أخرى أكدت أن العبوة صغيرة الحجم، «جرى لصقها بحافلة المبيت، في وقت سابق من مرورها في منطقة دوار الجمارك».
وأشار «المرصد» إلى انتشار الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في موقع الانفجار، وإغلاقها بعض الطرقات الفرعية والرئيسية في المنطقة، لتقوم بعدها بتنظيف الطريق وإزالة مخلفات الانفجار، وإعادة فتح الطرقات. ولم تتبنَّ عملية التفجير في هذه المنطقة أي جهة.
وتعد منطقة «دوار الجمارك» التي وقع فيها الانفجار، منطقة حيوية وحساسة، فهي تقع وسط العاصمة السورية، وتشرف عليها من الجهة الغربية «مديرية الجمارك العامة» التي يقع خلفها مباشرة «المربع الأمني» الذي يضم أغلبية الأجهزة الأمنية، بينما يقع شمال المنطقة على بعد نحو 300 متر منها مقر «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» وجنوبها بنحو 200 متر «المنطقة الحرة– فرع دمشق».
كما ذكرت «شبكة بلدي الإعلامية»، أن خلايا يعتقد أنها لتنظيم «داعش» استهدفت فجر أمس بعبوة ناسفة حافلة مبيت للنظام على طريق حمص- مهين، ما تسبب في مقتل عنصر وإصابة عدد من عناصر قوات النظام، بينهم ضابط.
وأكدت الشبكة أن الاستهداف أسفر عن إصابة اللواء الركن «فارس غيضة» بجروح نُقل على أثرها إلى المستشفى. ولم يأتِ الإعلام الرسمي على ذكر الانفجار.
يأتي تفجيرا دمشق ووسط البلاد، بعد تكثيف روسيا في الأيام القليلة الماضية اتهاماتها للاستخبارات الأميركية، بأن لديها نية استغلال متطرفين في سوريا لتنفيذ عمليات ضد قوات حكومة دمشق وروسيا وإيران؛ إذ صرح نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، الاثنين الماضي، بأن مجموعة القوات الروسية في سوريا تملك معلومات عن وجود خطط لدى الاستخبارات الأميركية لتعبئة متطرفين نائمين في سوريا، لتنفيذ عمليات ضد عناصر قوات الأمن المحلية وعسكريي روسيا وإيران، وفقاً لما نقلت عنه وكالة «تاس».
وأضاف الدبلوماسي الروسي، أن «القوات الروسية في سوريا تتخذ إجراءات مناسبة للتعامل مع أي حوادث محتملة من هذا النوع».وسبق ذلك إعلان جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، منتصف الأسبوع الماضي، أن الاستخبارات الأميركية تخطط لتعبئة خلايا متطرفة نائمة في دمشق وريفها ومحافظة اللاذقية، لشن هجمات مركزة على عناصر أجهزة الأمن السورية، والقوات الروسية والإيرانية.
وفي 20 من أكتوبر (تشرين الأول) العام الفائت، استهدف مجهولون بعبوتين ناسفتين حافلة مبيت لقوات النظام، قرب جسر الرئيس وسط دمشق، ما أسفر حينها عن مقتل 14 عنصراً للنظام، وإصابة 3 آخرين بجروح، في حصيلة دموية هي الأعلى في العاصمة السورية منذ سنوات.
وقبل ذلك، استهدف تفجير في أغسطس (آب) الماضي، حافلة عسكرية بالقرب من منطقة «مساكن الحرس» التي يقيم فيها عناصر وضباط من قوات النظام، قرب مدينة دمر بدمشق، ما أدى إلى مقتل شخص (سائق الباص) وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة.
ومنذ أكثر من 10 سنوات، تشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص، ودفع أكثر من نصف سكان سوريا إلى النزوح داخل سوريا أو التشرد خارجها. واستنزفت الحرب الاقتصاد، ودُمرت البنى التحتية والمرافق الخدمية. وتشهد البلاد راهناً أزمة اقتصادية خانقة تفاقمها العقوبات الغربية. وخلال سنوات الحرب الأولى، خسرت قوات النظام مناطق واسعة على يد الفصائل المعارضة والتنظيمات، إلا أنها منذ عام 2015، وبدعم جوي روسي، ومن مقاتلين إيرانيين و«حزب الله» اللبناني، بدأت تتقدم تدريجياً، حتى باتت تسيطر اليوم على نحو ثلثي مساحة البلاد. ومنذ أن سيطر النظام على جيوب للمعارضة المسلحة حول مدينة دمشق وريفها، بدعم من روسيا وإيران في عام 2018، باتت الهجمات في دمشق نادرة، وتحصل على فترات متقطعة. ولا تزال مناطق واسعة غنية، تضم سهولاً زراعية وآبار نفط وغاز، خارج سيطرة الحكومة، أبرزها مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرقي سوريا، وأخرى في إدلب ومحيطها تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام»، وتلك الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة في شمال البلاد. وشنت قوات النظام آخر هجوم عسكري واسع لها قبل أكثر من عام ونصف عام في إدلب. وتمكنت بدعم روسي، وبعد 3 أشهر من العمليات العسكرية، من إتمام السيطرة على نصف مساحة المحافظة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الجيش السوري يحشد في إدلب والقصف يشتد
العسكريون الروس والسوريون يدمرون أنفاقا للمسلحين في ريف حماة
أرسل تعليقك