أثارت مطالبة السفير العراقي لدى الكويت، علاء الهاشمي، بتغيير تسمية الغزو العراقي في المناهج الدراسية والخطاب الإعلامي إلى "الغزو الصدّامي"، استياء وردود فعل غاضبة.
وكان الهاشمي قد طالب —خلال مقابلة مع صحيفة "النهار" الكويتية- بتغيير وصف الغزو في المناهج الدراسية الكويتية والخطاب الإعلامي من الغزو العراقي إلى الصدّامي، معللا طلبه بعدم رضا الشعب العراقي عن غزو الكويت، وذلك لخلق التسامح والتقارب في كافة النواحي بين البلدين.
وأثار التصريح غضبا نيابيا في الكويت إذ طالب عدد كبير من النواب الحكومة ووزارة الخارجية بالتصدي لتدخلات السفير العراقي من المناهج الدراسية واستبداله بـ"الغزو الصدامي"، مؤكدين أن "الغزو العراقي الغاشم لن ينسى وأن الدماء لن تغدو ماء مهما طال الزمن وأن جمرة الأسرى والشهداء لن تنطفئ".
وقال النائب وليد الطبطبائي: "إن صح التصريح الاستفرازي من سفير العراق في الكويت فيجب عليه سحبه والاعتذار؛ لقيامه بالتدخّل بالشؤون الداخلية للكويت"، داعيا وزارة الخارجية إلى "استدعائه (السفير العراقي) خلال 24 ساعة وتقديم مذكرة احتجاج حسب الأعراف الدبلوماسية"، بحسب ما ذكرت صحيفة "الوطن" الكويتية.
وأضاف الطبطبائي: "يا سفير العراق لن نقبل بتدخلك بشؤوننا الداخلية، فما بالك بالمناهج الدراسية؟"، مضيفا: "ومنا إلى وزارة الخارجية بانتظار الإجراء المطلوب.. مستمرون بتسمية الغزو العراقي الغاشم ولن ننسى 2 — 8 أبدا".
وذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية أن قياديين بوزارة الخارجية رفضوا الرد على سؤال حول طلب السفير العراقي رفع مصطلح "الغزو العراقي" من المناهج الدراسية واستبداله بـ"الغزو الصدامي".
وطالب النائبان عبد الكريم الكندري وثامر السويط وزارة الخارجية بالتصدي لتصريحات السفير العراقي الاستفزازية وتدخله في شؤون الكويت الداخلية، وشدد السويط على "ضرورة قيام وزارة الخارجية بمسؤولياتها تجاه تصريحات السفير غير المتزنة، حيث لا نقبل منه ولا من حكومته التدخل في مناهجنا أو شؤوننا الداخلية، فالغزو العراقي استقر في وجدان الشعب الكويتي بكل تفاصيله على الرغم من تسامحنا وتسامينا"، بحسب الصحيفة.
من ناحيته، سأل النائب أسامة الشاهين الهاشمي: "هل طالبت يا سعادة السفير من إيران نسيان الحرب والتخلي عن تعويضاتهم ورفات جنودهم أم فقط على جارتكم الكويت؟"، مضيفا: "الاحتلال الألماني والياباني لأوروبا وآسيا، لم يسموه احتلالا نازيا وامبراطوريا، رغم مرور أكثر من 80 سنة عليه، فلماذا يطالبنا السفير بتسميته بالاحتلال الصدّامي بدل العراقي"، مشددا على أن "تصريحكم جارح وخارج عن الأصول".
بدورها، علقت النائبة صفاء الهاشم على القضية المثارة بالقول: "سيظل الغزو العراقي الغاشم.. لم ننس ولن نسامح… جمرة أسرانا وشهدائنا، وجمرة خيانة الجار للجار لن تنطفئ في قلوبنا".
وبعد الهجوم والغضب، نشرت صحيفة النهار توضيحا قالت فيه: "قوبل اللقاء الذي أجرته النهار في عددها الصادر أمس مع السفير العراقي لدى الكويت علاء الهاشمي بالكثير من ردات الفعل المتفاوتة.. والنهار حينما نشرت اللقاء فهي لم تتبنَ ما طالب به السفير بتغيير مصطلح الغزو العراقي إلى الغزو الصدامي.. بل نشرت ما صرح به".
وقالت الصحيفة إن "الحقيقة والتاريخ يؤكدان أن الغزو عراقي"، لكن "فتح صفحة جديدة في أي مسألة لا يعني أن ينسى الإنسان ما كُتب في الصفحات السابقة؛ لأنه إن فعل ذلك فإنه لن يتعظ أو يتعلم، كما أن التاريخ لا يمحى إكراما لشخص أو لدولة وإنما يظل مرجعا وسجلا مهما في حياة الأمم والشعوب".
من جهته، علق حسن سالم رئيس كتلة "صادقون" التابعة لحركة عصائب أهل الحق العراقية، الثلاثاء، على مهاجمة السفير العراقي في الكويت. وقال لـ"بغداد اليوم"، إنه "من المؤسف أن تكون التقييمات السياسية بهذا المنظار"، مطالبا "الكويت بأن تميز بين النظام والشعب، فالغزو الذي حصل على الكويت هو غزو أهواء صدامية، والشعب العراقي لا ذنب له بذلك الغزو".
وأضاف أن "الحكومة العراقية منتخبة من قبل العراقيين، وهي تنظر إلى تطوير علاقات حسن الجوار مع دول المنطق. واعتبر سالم "التهجم على السفير العراقي من قبل نواب كويتيين سياسة خاطئة، وبعيده كل البعد عن الواقع"، مبينا أنه "مع دعوات تغيير مصطلح (الغزو العراقي) إلى (الغزو الصدامي)، في المناهج الدراسية الكويتية لكون بقائه يعد ظلما لشعب وحكومة العراق".
وكان مجلس الوزراء الكويتي استذكر في اجتماعه الأسبوعي أمس برئاسة رئيس الوزراء بالإنابة، وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد "بكل مشاعر الأسى جريمة الغدر في فجر الثاني من أغسطس 1990 التي راح ضحيتها مئات من الشهداء والمفقودين وعاثت بها قوى الشر والعدوان تخريبا ودمارا لمقومات الحضارة والحياة في الكويت، على أيدي النظام الصدامي وأعوانه"، بحسب صحيفة "السياسة".
ودعا مجلس الوزراء الشعب الكويتي "في هذه الذكرى التي شعر فيها بمرارة الظلم والطغيان، أن يستلهم الدروس والعبر للمحافظة على أمن الوطن واستقراره والتكاتف لتعزيز الوحدة الوطنية، والسعي لبناء الحاضر والمستقبل واستكمال مسيرة الآباء والأجداد".
أرسل تعليقك