بيروت - العرب اليوم
عادت المطالبة بتنحية رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى الواجهة في الرابع من آب ذكرى تفجير مرفأ بيروت، وإنّ كانت دعوته كما سائر الرؤساء والمنظومة السياسية للاستقالة، إنّما تأتي في المناسبات والاستحقاقات، إلا أنّ اللافت ما صدر عن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي اعتبر رئيس الجمهورية مسؤولاً عما جرى في المرفأ على خلفية معرفته المسبقة بوجود النيترات داعياً إياه إلى الاستقالة.
والأمر عينه لقوى سياسية أخرى ونواب سابقين ومستقيلين وفي طليعتهم النائب المستقيل مروان حمادة الذي يُعدّ أول من حذّر من مغبة ما سيصل إليه البلد يوم انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، وهو لم ينتخبه، وذلك ليس سراً، وتوالت مواقفه وغرّدت أحياناً خارج سرب "اللقاء الديمقراطي"، وكان واضحاً عندما دعا إلى استقالته قبل خراب البلد، ليعود ويؤكد في مجالسه أنّ ما قاله لم يأتِ عبثاً بل لديه كل المعطيات والأجواء والمعرفة المسبقة بمآثر عون ومن انتخبه والأهداف الكامنة وراء هذا الانتخاب، أي "حزب الله"، ومن الطبيعي بدعم إيران. وحيث يرى حمادة أنّ البلد أفلس في عهد الرئيس عون، ناهيك بالأمن المكشوف ومعاناة الناس على كل الصعد، والأبرز أيضاً تدهور علاقات لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة بفعل سياسة العهد والصهر ومن أتوا بهم إلى الحكومة، وفي طليعتهم الوزير المستقيل شربل وهبه الذي كاد يودي بعلاقاتنا التاريخية مع المملكة العربية السعودية لولا حكمة قادة المملكة ومحبتهم للبنان ومعرفتهم أنّ الغالبية من اللبنانيين تقدّر كل ما تقدّمه السعودية للبنان، ولكن ثمة فئة تضرب هذه العلاقات عرض الحائط دون أن تقرأ التاريخ ومسارها، إنّما تنفيذاً لأوامر طهران التي تصل إلى "حزب الله" ويعمّمها الأخير على أعوانه.
ويُعدّ عميد حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون أول شخصية مارونية طالبت باستقالة الرئيس عون، إذ يقول في تصريح له: "صحيح أنّني اليوم لا صفة حزبية لي ومتقاعد، إلا أنّني أتواصل مع الكثير من الأصدقاء وألتقيهم وأجري اتصالات مع المهتمين بالشأن اللبناني عربياً وغربياً، وثمة "قرف" إزاء ما آلت إليه الأوضاع في بلدنا من سوء وانهيار وخراب، وقد كنت صائباً بدعوتي لاستقالة رئيس الجمهورية منذ سنتين، لا لأنّني أحترف التبصير والتنجيم بل لمعرفتي الشخصية بهذا الرجل في حرب التحرير وفي مراحل ومحطات كثيرة، فلا يهمّه إلا نفسه واليوم صهره، والباقي بالنسبة إليه "برغش".
فكيف سننقذ لبنان وأهله من هذه الكارثة ما دام لدينا ميشال عون في بعبدا"، مضيفاً "ومما زاد الطين بلة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، "ليكتمل النقل بالزعرور"، فهل مع ميقاتي أيضاً يمكن فعل شيء؟ فأنا أعرفه حق المعرفة، لذلك سيدفع لبنان فاتورة باهظة الثمن ما دمنا نأتي بمسؤولين كهؤلاء إلى سدة الحكم، في وقت نحتاج فيه إلى الشرفاء أصحاب الكف النظيف والمصداقية والأخلاق، لا من لهم تاريخ أسود "مثل الزفت وأكثر".
ويتابع شمعون "من هنا، لا أتوقع مساعدة من أية دولة، خصوصاً من الذين ساندونا في أحلك الظروف وفي طليعتهم السعودية والخليج، ومن خلال صداقاتي مع الملك سلمان بن عبد العزيز وسواه، أعلم علم اليقين كيف ينظرون إلى وطننا ويفعلون كل شيء لأجله، لكن مع هؤلاء "العظام" اليوم من سيساعدنا؟"، مضيفاً "فبئس هذا الزمن الذي وصلنا إليه وعرّفنا بهؤلاء الذين أفلسوا البلد، والمسألة لا تقتصر فقط على رئيس الجمهورية، بل ثمة من شارك في هذه الجريمة الموصوفة حتى تبخرت أموال الناس وباتوا يعيشون في دولة فقيرة منكوبة دون أن يرف لهم جفن".
ويخلص شمعون قائلاً: "ما يجري الجنوب تمثيلية و"ضحك على الذقون" بين "حزب الله" وإسرائيل، وإيران تحرّك ذلك لترفع سقف شروطها في مفاوضات فيينا وتستعمل لبنان وساحته منصةً لرغباتها ومصالحها وتهاجم السعودية عبر الحزب، الذي هو من يحكم البلد ومن جاءنا بعون رئيساً للجمهورية"، متابعاً "لذلك أتمنى أن تتشكل حكومة من الشرفاء والأخصائيين، إذ لا يجوز أن يبقى لبنان في هذه الحالة المزرية والتي قد تصل إلى أمور أصعب وأخطر بكثير على أبواب الاستحقاقات المعيشية والتربوية، لأنّه كفانا "بهدلة" من المجتمع الدولي، فالرئيس الفرنسي لا يترك مناسبةً إلا و"يبهدل" الرؤساء والمسؤولين، والأمر عينه لمعظم زعماء العالم وقادته، في وقت أعجب كيف يتم التعاطي مع انفجار مرفأ بيروت بهذه الخفة وعدم المسؤولين وكأنّه حادث سير، لا بل بتنا ندرك الحقيقة وكأنّ "المريب كاد أن يقول خذوني".
قد يهمك ايضا
الرئيس ميشال عون يوجه رسالة إلى الجيش اللبناني
الرئيس اللبناني ميشال عون يبلغ القاضي إستعداده للإدلاء بإفادته في انفجار مرفأ بيروت
أرسل تعليقك