القوى العراقية تتجه لإبقاء الكاظمي بدلاً من حل البرلمان
آخر تحديث GMT05:38:21
 العرب اليوم -

القوى العراقية تتجه لإبقاء الكاظمي بدلاً من حل البرلمان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - القوى العراقية تتجه لإبقاء الكاظمي بدلاً من حل البرلمان

مصطفى الكاظمي
بغداد - العرب اليوم

في الوقت الذي لم تتمكن القوى السياسية العراقية من التوصل إلى حلول للانسداد السياسي الذي تعانيه البلاد بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات المبكرة في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) 2021 فإنها استغلت شهر رمضان لكي تتحول موائد الإفطار والسحور إلى مشاورات سياسية غير رسمية.
القادة السياسيون من جميع القوى والأحزاب والتحالفات كسروا عرف الإبقاء في خندق التحالفات التي انقسمت إلى تحالفين، وهما (التحالف الثلاثي) بزعامة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يملك الأغلبية، والإطار التنسيقي الذي تتعدد زعاماته وقواه السياسية بمن فيها القوى المسلحة والذي يملك (الثلث المعطل). وتبعا لذلك فإنهم تنقلوا بين كل الموائد بمن في ذلك موائد المختلفين معهم، الأمر الذي جعل الكثير من المياه التي كانت راكدة تتحرك تحت طاولة الموائد التي تتضمن كل أنواع المأكولات بمن في ذلك أنواع الطبخ العراقي المحلي طبقا لانتماءات القوى السياسية إلى قوميات أو مذاهب أو محافظات. بعض الزعماء السياسيين حاولوا القيام بمبادرات تحت غطاء الموائد الرمضانية لتقريب وجهات النظر بين المختلفين، سواء كانوا زعامات أم رئاسات، لكن الخلافات حول أصل المشكلة التي تتعلق بآليات تشكيل الحكومة وفقا لقاعدة الأغلبية التي ينادي بها زعيم التيار الصدري والمتحالفون معه من السنة والأكراد أو القاعدة التوافقية التي تتمسك بها باقي القوى السياسية، وفي مقدمتها الإطار التنسيقي وحليفه الاتحاد الوطني الكردستاني.
لكن المعلومات المتسربة من أجواء اللقاءات والاجتماعات لا سيما في الغرف المغلقة لم تسفر عن تحقيق تقدم بسبب غياب الطرف الأساس الذي يملك إلى حد كبير وحده مفاتيح اللعبة وهو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. فالصدر منح خصومه الشيعة (الإطار التنسيقي) مهلة 40 يوما لتشكيل الحكومة دونه، وهو أمر يدرك الجميع صعوبة تحقيقه. وكون مهلة الصدر جاءت خلال شهر رمضان وتزامن معها اعتكافه السياسي الذي لم تكسره سوى تغريدات عامة تتعلق بالصوم في العادة ما عدا تغريدتين واحدة ضد ما جرى في السويد بشأن حرق القرآن الكريم، والثانية ضد تركيا لجهة قصفها شمالي العراق، فإن خصومه السياسيين استثمروا مناسبة رمضان واعتكاف الصدر للتحرك على جميع القوى السياسية، وفي المقدمة منها حلفاء الصدر (تحالف السيادة بزعامة محمد الحلبوسي والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني). قوى الإطار التنسيقي حاولت في الأيام الأولى من اعتكاف الصدر تشكيل وفود من أجل إجراء مفاوضات معه، لكنها لم تفلح في الوصول إليه، حيث لم يستقبل أيا من الوفود، كما الزم أتباعه بعدم الإدلاء بأي تصريحات أو إعطاء مواقف تتعلق بأي شأن من شؤون العلاقة مع الشركاء. وحين فشل أعضاء الإطار التنسيقي في الوصول إلى الصدر عبر الوفود بدأوا بطرح المبادرات السياسية. وطبقا لما يراه مصدر سياسي مقرب من أجواء قوى الإطار التنسيقي في حديث لـ«الشرق الأوسط» فإن «المبادرات السياسية التي طرحتها قوى الإطار التنسيقي عملت على حلحلة الخلافات نسبيا، لكنها لم تنضج طبخة كاملة لتشكيل الحكومة، كون كلا طرفي الأزمة التحالف الثلاثي والثلث الضامن الذي يمثله الإطار التنسيقي لا يملك أغلبية الثلثين لغرض انتخاب رئيس الجمهورية». ويضيف المصدر الرسمي أنه «في الوقت الذي لم نسمع نحن ولا حتى حلفاء الصدر رؤيته لما يجري لا سيما بعد خرق الدستور حين تم تجاوز المهلة بدءا من يوم 6 - 4 الحالي فإن اللقاءات غير الرسمية، فضلا عن المبادرات مع القوى السياسية، ومن بينها قوى التحالف الثلاثي بدأت تعطي نتائج إيجابية سواء لجهة ما بات يشهده تحالف السيادة من خلافات داخلية يمكن أن تؤدي إلى انقسامات داخله، وهو ما ينعكس على التحالف الثلاثي أو لجهة إدراك الجميع أن الوضع الشعبي والاجتماعي، واحتمال خروج مظاهرات جماهيرية بعد العيد يمكن أن يقلب الطاولة على الجميع».
إلى ذلك أكدت مصادر عراقية متطابقة أن الحراك السياسي الحالي في رمضان فشل عمليا في تخطي الخلافات العميقة، الأمر الذي بات ينذر بمرحلة جديدة بعد نهاية شهر رمضان قوامها إما اللجوء إلى حل البرلمان، وهو أمر مستبعد بسبب عدم رغبة كل القوى السياسية بمن في ذلك المختلفة مع بعضها الذهاب باتجاه هذا الخيار، أو الاتفاق على الإبقاء على رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي مع إمكان إجراء تعديلات على كابينته الوزارية. وترى هذه المصادر أنه بسبب إدراك الجميع عدم إمكانية انتخاب رئيس جمهورية من قبل الصدر وحلفائه أو خصومه، وكون لا توجد مؤشرات على توافق كردي - كردي فإن الحل الوسط الذي بات يجري الترويج له كأمر واقع هو الإبقاء على الكاظمي، لا سيما أن تحالف الصدر لا يتقاطع معه كما أن غالبية النواب المستقلين لا يعارضون ولا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بينما المواقف داخل قوى الإطار التنسيقي متناقضة حيال الكاظمي مع رغبة غالبية التحالف بعدم التجديد له فضلا عن بقائه.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الصدر يؤكد على عدم السماح للإرهاب والفساد بالتحكم في العراق

 

الثُلْث المُعطّل الذي يمثله خصوم زعيم التيار الصدري يُنذر بشل البرلمان العراقي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوى العراقية تتجه لإبقاء الكاظمي بدلاً من حل البرلمان القوى العراقية تتجه لإبقاء الكاظمي بدلاً من حل البرلمان



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 02:31 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال قوي يضرب جزر الكوريل الروسية ولا أنباء عن خسائر

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 05:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أكبر معمرة في إيطاليا عمرها 114 عاما

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 05:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

محكمة روسية تصادر ممتلكات شركة لتجارة الحبوب

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

GMT 05:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار جسر في البرازيل لـ10 قتلى

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 02:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab