القدس المحتلة - العرب اليوم
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس، إن القدس يجب أن تبقى موحدة، لكن سيكون فيها مكان لعاصمة فلسطينية، بحسب تعبيره ودعا بيني غانتس، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس إلى الانضمام للمسيرة السلمية و"عدم البقاء في الصفوف الخلفية"، معتبراً أن "الفلسطينيين يريدون ويستحقون كياناً يعيشون فيه بشكل مستقل"، ومُقراً بأن السلام في المنطقة سيبقى ناقصاً من دون الفلسطينيين وأضاف غانتس أن من حق الفلسطينيين "أن يشعروا بالاستقلال وأن تكون لهم عاصمة"، مشدداً على أن "القدس يجب أن تبقى موحدة لكن سيكون فيها مكان لعاصمة فلسطينية، فهي مدينة رحبة جداً ومليئة بالمقدسات للجميع"، وتابع "أريد أن يكون الفلسطينيون جزءاً من مسيرة السلام، فهذه المسيرة مع العالم العربي هي فرصة كبيرة وحقيقية".
وكشف غانتس في المقابلة أنه زار كل الدول العربية بالخفاء ضمن أداء مهمات عسكرية، مضيفاً: "أرغب جداً في أن أزورها علناً بشكل رسمي ودي وسلمي" وبشأن ما وصفه بـ"المحور الإيراني" في المنطقة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه "يشكل تهديداً لإسرائيل وللدول العربية أيضاً"، "نتمنى أن يتوصل المحور (الإيراني) إلى الاستنتاج اللازم من رياح السلام ويبدأ في التغيير.. وإلا سيواجه ما لا تحمد عقباه"، وتابع: "انظر كيف تعيش سوريا اليوم أو لبنان أو العراق أو ليبيا أو اليمن. هذا المحور (الإيراني) يدمّر، ونحن نسعى للسلام والازدهار لشعوبنا".
وتأتي هذه التصريحات وسط خلافات داخلية بين حزب "أرزق أبيض" الذي يتزعمه غانتس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتزعم حزب الليكود، ومن بين الملفات التي لا يتفق عليها الجانبان ما يتعلق بعمليات ضم أراضٍ في الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، حيث يعارض غانتس ضم أي أجزاء في الضفة الغربية إلا بعد اتفاق شامل مع الفلسطينيين وتتزامن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي مع اقتراب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن من تسلم السلطة رسمياً في 20 يناير من العام المقبل.
الإجماع الإسرائيلي
وفي حديث لـ"قناة الشرق"، قال نبيل عمرو القيادي في حركة فتح، ومستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن تصريحات غانتس تصدر عن شخص مهم في إسرائيل، باعتباره رئيس المؤسسة العسكرية والأمنية التي لديها تأثير في الاتجاه السياسي الإسرائيلي، وكذلك هناك احتمالات بأن يصبح غانتس رئيساً للوزراء في الفترة المقبلة واعتبر عمرو أن اللغة التي تحدث بها غانتس أفضل بكثير من لغة نتنياهو، لكنها من حيث الجوهر لا تبتعد كثيراً عما يريده الإجماع الإسرائيلي، سواء ما يتعلق بالقدس أو بالعلاقة مع الفلسطينيين وأضاف "في النهاية عندما ننظر إلى تشخيص غانتس لموضوع القدس، نجد أنه لا يتحدث عن القدس التي تم احتلالها عام 1967 والتي يطالب بها الفلسطينيون، ونعني بها كامل القدس الشرقية. ربما يتحدث عن جزء من القدس أو إحدى القرى، وهو ما رفضه الفلسطينيون وسيواصلون رفضه".
وأشار عمرو خلال حديثه لـ"الشرق" إلى أنه "رغم كون لغة غانتس جميلة في التحدث عن السلام مع الفلسطينيين، وهو من قال سابقاً إن إسرائيل لو طبّعت مع كل الدول دون أن تُطبّع مع الفلسطينيين فسيكون السلام ناقصاً، لكننا نريد أن نرى موقفاً للحكومة الإسرائيلية، وليس مجرد موقف شخصي لأحد المنافسين على رئاسة الحكومة".
التمسك بالمفاوضات
وأوضح نبيل عمرو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد مراراً أن "بديل المفاوضات هو المفاوضات"، ما يعني أن "الموقف الفلسطيني متمسك بهذا المسار السياسي ولم يغادره"، ولكنه اعتبر أن مشاركة الجانب الفلسطيني في الشأن السياسي المعروض حالياً "يتوقف على ما يمكن أن يطرحه الأميركيون؟ وما هي استجابة الإسرائيليين؟ فحتى الآن، تتجه إسرائيل نحو اليمين وبصورة ملحوظة جداً".
وتابع القيادي في حركة فتح: "عندما انشق الليكود انشق بين اليمين والأكثر يمينية، ولذلك سيبقى الموقف الإسرائيلي على ما هو عليه، بمعنى أنه لا يريد تسوية مع الفلسطينيين إلا تحت سقف مبادرة وقال مستشار الرئيس الفلسطيني لـ"الشرق" إن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يتحدث عن حل الدولتين "دون أن يقدم هو أو وزير خارجيته أي معلومات حول كيف يمكن أن تنظر الإدارة الجديدة إلى حل الدولتين، أو كيف ستعمل للوصول إلى هذا الحل" وأضاف: "الفلسطينيون لم يشاهدوا أي بصيص أمل بأن هناك تحركات جدية، خاصة بعد أن نُقل لهم أن التسوية الإسرائيلية الفلسطينية ليست من أولويات أجندة بايدن ولا من ضمنها، وهذا يعني أن هناك جموداً سياسياً في الفترة المقبلة، وبموازاته يتوسع اليمين الإسرائيلي في اتخاذ الإجراءات على الأرض".
الجمود السياسي
ولفت القيادي في حركة فتح إلى أن جمود العملية السياسية سيؤدي إلى تردي الوضع الفلسطيني، حيث سيُساهم ذلك، وفق قوله، في "إطلاق يد الإسرائيليين" وتابع "منذ أن طرح ترمب مبادرته، توسع الاستيطان الإسرائيلي بشكل جنوني، ولذلك فالجمود ليس لصالح الفلسطينيين على كل المستويات المعيشية والسياسية، ولهذا نعمل بشكل جدي وحثيث لإحياء العملية السياسية لكن ضمن شروط" وختم الدكتور نبيل عمرو حديثه لقناة "الشرق" قائلاً "نريد من بايدن أن يُقدم للفلسطينيين مشروعاً متوازناً للسلام يكون قابلاً للتطبيق ويرضي الفلسطينيين".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الرئيس الفلسطيني يرسل رسالة خطية لسلطان عمان
الرئيس الفلسطيني يثمن موقف إندونيسيا الرافض للتطبيع مع إسرائيل
أرسل تعليقك