أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن قوات الجيش اليمني تمكنت، أمس (السبت)، من دحر الميليشيات الحوثية من مناطق واسعة شمال غربي محافظة الضالع، بعد معارك ضارية، وذلك بالتزامن مع كسر هجوم عنيف للميليشيات ذاتها غرب محافظة مأرب، حيث تستميت الجماعة للشهر الرابع على التوالي للسيطرة على المحافظة النفطية.
هذه التطورات جاءت في ظل استنفار للسلطات المحلية في محافظتي مأرب والجوف، من أجل تعزيز قوات الجيش وفتح معسكرات التدريب أمام الشبان اليمنيين للدفاع عن محافظة مأرب التي تُعدّ أهم معقل للحكومة الشرعية في مناطق شمال البلاد.
في هذا السياق، ذكرت المصادر العسكرية أن قوات الجيش اليمني مسنودة بالمقاومة الشعبية أطلقت، أمس (السبت)، عملية عسكرية شمال غربي محافظة الضالع، ما أسفر عن استعادة مناطق واسعة من قبضة الميليشيات الحوثية.
وأفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية بأن «قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية تخوض معارك عنيفة ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في جبهة الفاخر شمال غربي الضالع، وتكبّدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح».
إلى ذلك، قال الإعلام العسكري للقوات المشتركة المرابطة في محافظة الضالع إن القوات حققت انتصارات واسعة في قطاع الفاخر غرب بلدة قعطبة (شمال غربي محافظة الضالع)، وسيطرت على عدة مواقع استراتيجية كانت تخضع لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وبحسب هذه المصادر، فإن القوات الحكومية سيطرت على مناطق «سوق الفاخر وقرية الفاخر ومفرق بيت الشرجي، وبيت الشرجي، وحصين الشرجي، وشعب الماء، والبطحاء شمال حبيل العبدي، وتلال النبيجة الاستراتيجية». وسط انهيارات متسارعة في صفوف ميليشيا الحوثي.
وفي حين لا تزال العمليات العسكرية مستمرة باستخدام جميع أنواع الأسلحة، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن الميليشيات الحوثية خسرت 26 قتيلاً وعدداً من الآليات القتالية، أثناء المعارك التي وصلت إلى الأطراف الشمالية لحبيل العبدي شمال مديرية قعطبة، حيث ذكر شهود أن الميليشيات قامت بتفجير مدرسة في المنطقة بعد أن انسحبت منها.
إلى ذلك، وفي سياق ميداني، تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية من دحر ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، من عدّة مواقع في جبهة الكسارة غرب مأرب، وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات.
كما أفاد الإعلام العسكري بأن وحدة من قوات الجيش الوطني، نفذت هجوماً خاطفاً استهدف قدرات ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في جبهة المشجح غرب مأرب، وألحقت بها خسائر مادية كبيرة.
ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني عن مصدر عسكري قوله إن «عناصر الجيش الوطني تمكنوا من تدمير العيارات والمدفعية المعادية في عمق العدو الحوثي بجبهة المشجح، وقتلوا طواقمها من العناصر الحوثية، قبل أن يعود عناصر الوحدة المهاجمة إلى مواقعهم بسلام».
وفي وقت لاحق، أفادت المصادر نفسها بأن مدفعية الجيش الوطني استهدفت تجمعات الميليشيا الحوثية وكبّدتها خسائر في العتاد والأرواح، في حين استهدف طيران تحالف دعم الشرعية تعزيزات معادية كانت في طريقها إلى الجبهات الغربية، وأسفر القصف عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات.
ودفعت الهجمات الحوثية المستمرة للشهر الرابع غرب مأرب، السلطات المحلية في محافظتي مأرب والجوف، إلى إعلان النفير العام لإسناد الجيش، حيث دعا محافظ مأرب سلطان العرادة قبل أيام الشبان للدفاع عن مستقبلهم والانخراط في معسكرات التدريب بالجيش الوطني للالتحاق بزملائهم ورفاقهم في الجبهات لمواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية، التي قال إنها «جاءت بمبادئ مغايرة لمبادئ الشعب اليمني وقيمه وهويته».
وقل العرادة خلال لقاء موسّع عقدته السلطة المحلية، للوقوف على آخر التطورات الميدانية والعسكرية في المحافظة وآليات دعم وإسناد الجيش الوطني في مواجهة ميليشيا الحوثي: «على الشبان أن يهبّوا للدفاع عن وطنهم والانخراط في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ورفد الجبهات لاستعادة دولتهم وحماية مستقبلهم وضمان العيش في ظل دولة تكفل حقهم في الحياة الكريمة».
وأضاف: «يجب أن يفهم الحوثي أن المسألة أكبر بكثير من جلب مجاميع الأطفال والمغرَّر بهم بالمئات إلى خطوط النار، لأخذ تلة هنا أو موقع هناك، فالقضية هي بلد بمؤسساته وتاريخ وشعب وحضارة، وما يخطط له الحوثي والإيرانيون من ورائهم لن يتحقق، وهو أبعد عليهم من النجوم في السماء»، بحسب تعبيره.
وترفض الجماعة الحوثية الحديث عن أي وقف للمعارك في مأرب، بعد أن شدد زعيمها على حسم المعركة هناك تحت مزاعم أنه يريد تحرير المحافظة ممن يصفهم في خطبه بـ«اليهود والنصارى والأميركيين والإسرائيليين».
وضاعفت هجمات الجماعة من معاناة النازحين في مأرب، التي تقول الحكومة إن بها أكثر من مليوني نازح هربوا من مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية بحثاً عن الأمان.
وتقدر مصادر ميدانية أن الميليشيات الحوثية خسرت بضعة آلاف من عناصرها في الهجمات الأخيرة التي كثفتها للسيطرة على المحافظة النفطية، إلا أن ذلك لم يمنعها من حشد المزيد من المجندين والدفع بهم إلى خطوط المواجهة.
وفي حين ترى الحكومة اليمنية أن الميليشيات الحوثية لا يمكن أن تكون جادة للانخراط في عملية سلام توقف الحرب وتنهي الانقلاب، تؤكد أن قرار الجماعة يأتي من طهران، حيث تسعى الأخيرة إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الحوثيون يحولون ملف الوقود إلى «أداة ابتزاز» للشرعية والمجتمع الدولي
تدمير باليستي و6 مسيرات مفخخة أطلقهم الحوثيون نحو السعودية
أرسل تعليقك