ثلاث حقائق تُفسر موقف حزب الله من الانتخابات
آخر تحديث GMT12:23:14
 العرب اليوم -

ثلاث حقائق تُفسر موقف "حزب الله" من الانتخابات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ثلاث حقائق تُفسر موقف "حزب الله" من الانتخابات

عناصر من "حزب الله"
بيروت - العرب اليوم

قدّم الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً في ظل المنافسة الشديدة بين باسيل وزعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، صورة شبه متكاملة لتشكيل الحكومة الجديدة، وتصدر المشهد "الثُلث المُعطل"، ولكن "حزب الله" تراجع في خلفية المشهد دون أن يحدد له موقفًا، وقد تردد كثيرًا أن الوزير جبران باسيل حاول أن ينتزع تعهداً رئاسياً من «حزب الله» شبيهاً بالتعهّد الذي أعطاه للعماد ميشال عون ولكنه لم يوفّق.

وكشفت مُجريات الانتخابات، ثلاث حقائق رئاسية أساسية تتحكّم بانتخابات الرئاسة وهي: كل استحقاق رئاسي محكوم بلحظته السياسية وتوازناتها الداخلية والخارجية؛ منطق تعيين الرئيس من الخارج انتهى؛ اي جهة داخلية منفردة غير قادرة على إيصال مرشحها الرئاسي، والدليل انّ «حزب الله» لم يتمكن من إيصال عون إلى بعبدا إلا بعدما أيّدته «القوات اللبنانية» ومن ثم تيّار «المستقبل» والحزب «التقدمي الإشتراكي».

وتتحدث معلومات عن انّ عدم حسم «حزب الله» خياره الرئاسي، فتح الباب أمام تعدّد الخيارات داخله، حيث عمدت وتعمد مواقع النفوذ الحزبية إلى الترويج للمرشح الذي تؤيّده وتدفع في اتجاه تبنّيه لدى القيادة.

وتؤكّد المعلومات، انّ الترشيحات غير محصورة بين باسيل وفرنجية، في ظل وجود رأي ثالث يدعو إلى انتخاب رئيس من خارج ثنائية «التيار الوطني الحر»- «المردة».

ويرتكز الرأي الثالث على وجهة نظر تقول، إنّ أي خيار سيلجأ إليه الحزب بالمفاضلة بين باسيل وفرنجية سيؤدي إلى خسارة أحدهما، ولن يستطيع الحزب التوفيق بينهما. إذ على رغم من مشروعية عون التاريخية وتمثيله وعمره وحسم تبني ترشيحه باكراً، فإنّ تداعيات هذا الخيار لم تنتهِ فصولاً بعد مع رئيس «المردة»، فكيف بالحري في حال تبنّي الحزب باسيل؟.

وتقول المعلومات، إنّ الحزب لن يحسم في هذا الإتجاه أو ذاك، وسيترك الدينامية الرئاسية تأخذ مجراها وصولاً إلى رفع مسؤوليته عن عدم إنتخابهما تبعاً للظروف الموضوعية والتحالفات السياسية.

ويبدو انّ وجهة النظر أعلاه هي الراجحة حتى اللحظة، كون «حزب الله» لا يريد خسارة علاقة تاريخية مع فرنجية، ولكنه غير مستعد في المقابل ان يخسر «الغطاء المسيحي» الذي يوفّره له «التيار الحر» على رغم من إدراكه انّ شعبية هذا «التيار» ستتراجع كثيراً بعد عون، أطال الله في عمره.

اقرأ أيضاً : الحكم بالإعدام مع وقف التنفيذ على ذابحي الراعي في تونس

فترشيح باسيل سيؤدي إلى خسارة «حزب الله» فرنجية، والعكس صحيح، لأنّ الخلاف بينهما من طبيعة شخصية حادّة، فضلاً عن أنّ فرنجية يعتبر أنّ من حقه أن يخلف عون لسببين: لأنّه المرشح الطبيعي بعد عون، في نظره طبعاً، وليس باسيل الذي يستطيع ان ينتظر ليخلفه كما هو ينتظر ليخلف عون، ولأنّ الرئاسة وصلت إلى الفم قبل أن تُسحَب مجدداً لمصلحة عون في ظل تأييد داخلي واسع وعربي ودولي. ولذلك الحل الأمثل، بالنسبة إلى هذا الخط، استبعاد باسيل وفرنجية معاً تجنباً للإحراج وللانعكاسات السلبية المتأتية من تفضيل مرشح على آخر.

وفي موازاة هذا الخط، هناك من يروِّج داخل «حزب الله» لأهمية ان يخلف باسيل عون. وكلام الحاج وفيق صفا الأخير والذي قال حرفياً «إنّ باسيل ينظر الى السيد نصرالله على أنّه من القديسين»، موجّه إلى قواعد الحزب، التي من الواضح ليس فقط لا تنظر إلى باسيل النظرة نفسها إلى عون، إنما لا تتعامل معه كحليف موثوق وتواصل انتقادها لمواقفه، وبالتالي أراد صفا اللجوء إلى المسألة التي لها التأثير الأكبر عاطفياً على هذا الجمهور.

والترويج لباسيل لا ينحصر عند هذا الحد طبعاً، بل الخط الداعم لانتخابه رئيساً يرتكز على أربعة عناصر أساسية: حاجة «حزب الله» إلى الغطاء المسيحي، والذي مهما تراجع يبقى عابراً للمناطق؛ حاجته إلى علاقات باسيل الديبلوماسية، حيث أثبت أنه قادر ان يكون وزير خارجية الحزب؛ ديناميته السياسية، وإمكانية تسويقه دولياً وعربياً أكثر من فرنجية، الذي يُعتَبَر حليفاً وصديقاً لبشار الأسد.

أما الخط الثالث داخل الحزب فيتمسك بخيار فرنجية للاعتبارات الآتية: الاقتناعات المشتركة مع رئيس «المردة» ليست ظرفية ولا مصلحية، بل وليدة اقتناعات سياسية؛ فرنجية مؤمن عن حق بخيار المقاومة والتحالف مع الحزب؛ وموقف الحزب هو الذي حال دون انتخاب فرنجية من خلال تمسكه بعون، وبالتالي يجب إعادة تصحيح الوضع والتعويض عليه؛ ضرورة تطبيق المداورة والتي يجب ان تكون موضوعياً بين عون وفرنجية، أي الثنائية المسيحية المتحالفة معه، فيما ترشيح باسيل يعني انّ هناك قراراً بالتعامل مع فرنجية كمرشح احتياط؛ قاعدة فرنجية المسيحية ثابتة وغير متحرّكة بعكس باسيل الذي ستتراجع شعبيته حكماً بعد عون، وبالتالي لا يمكن القول إنّه رئيس غير تمثيلي؛ العلاقة معه تشكّل عامل ثقة، فحليفه حليف وخصمه خصم، ولا يدخل في مواجهات غير مفهومة، والقوى السياسية الأساسية ترتاح إليه وتعتبره يشبهها خلافاً لباسيل، الذي دخل في مواجهات مع معظمها بسبب وبلا سبب؛ انتخاب عون تمّ في المرحلة التي كان فيها الأسد مأزوماً، فيما انتخاب فرنجية يأتي في المرحلة التي بدأ فيها الأسد يستعيد عافيته. وهذا غيض من فيض الأسباب ضمن الخطوط الثلاثة داخل «حزب الله»، إنما السؤال الأساس يبقى: اي خط من هذه الخطوط ستتبناه القيادة في الحزب؟ 

قد يهمك أيضاً :

التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية يتبدّد في ظل الخلافات حول الحقائب

الحريري يكشف عقبات تأليف الحكومة ويرفض التشكيك بعلاقته مع الرئيس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث حقائق تُفسر موقف حزب الله من الانتخابات ثلاث حقائق تُفسر موقف حزب الله من الانتخابات



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
 العرب اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 07:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل
 العرب اليوم - حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 10:43 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
 العرب اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%

GMT 12:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات فالنسيا في شرق إسبانيا إلى 205
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab