بعد ساعات معدودة من إعلان ترشح سيف الإسلام القذافي، هرولت مليشيات غرب ليبيا على إعلان رفضها الخطوة، رافعة راية "الحرب الضروس".
ومن الزاوية مرورًا بمصراتة إلى الزنتان، تسابقت المليشيات لإعلان الرفض وإغلاق المراكز الانتخابية؛ لتزيد في شططها ملوحة بشعار الحرب التي قالوا إنها لن تبقي ولا تذر.
فما يعرف بـ"قادة وثوار مدينة الزاوية"، أعلنوا في بيان مصور، رفضهم ترشح سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، زاعمين أن هناك "مؤامرة" تحاك ضد "ثورة 17 فبراير/شباط 2011"، من خلال تنصيب بعض المطلوبين والذين قالوا إنهم "أساؤوا" للشعب الليبي.
حرب ضروس
وحذر "ثوار الزاوية"، الليبيين والمجتمع الدولي من إجراء هذه الانتخابات، التي قالوا إنها "ستعود بنا إلى الدائرة الأولى وسينتج عنها حرب ضروس لا يعلم نتائجها، ولن تبقي ولا تذر".
وأكدوا أنهم قد يسمحون بإجراء الانتخابات شريطة أن تكون وفق قاعدة دستورية متفق عليها، مشددين على أنهم لن يسمحوا بفتح المراكز الانتخابية داخل المدينة إلا وفق هذه الشروط.
مليشيات إخوانية تحاصر مقرات انتخابية رفضا لترشح نجل القذافي
وبحسب البيان المصور، فإن "ثوار الزاوية"، أكدوا رفضهم دور العديد من الدول الداعمة للعملية الانتخابية الحالية محملين إياهم المسؤولية القانونية والأخلاقية، كما طالبوا المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بعدم قبول ترشح سيف الإسلام والمشير حفتر، محملين إياها المسؤولية القانونية.
انهيار الانتخابات
مجلس حكماء وأعيان مصراتة التقط أطراف بيان "ثوار الزاوية"، ليؤكد -هو الآخر- رفضه ترشح من قال إنه "أجرم في حق الليبيين"، والصادر بحقه أوامر قبض من السلطات القضائية المحلية، ومحكمة الجنايات الدولية، في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي.
المنفي: من ينطبق عليه قانون الانتخابات الليبية مرحب به
وفيما تناست تلك المليشيات أنها أول من حملت على عاتقها رفض المشروع الانتخابي، حملت في بيان ، المسؤولية الكبرى عن انهيار العملية الانتخابية لرئيس مجلس النواب وعدد من أعضائه، الذين "شرعنوا" ترشح من يرفضون تواجدهم في الاستحقاق الدستوري المقبل.
وحملوا المسؤولية -كذلك- للمفوضية العليا للانتخابات، التي ادعوا أنها "تجاهلت كل المطالب المعارضة لقانون الانتخابات، وفتحت أبواب مراكزها لقبول ترشح سيف الإسلام وحفتر، وتلاعبت بالعملية الانتخابية لمصلحة أطراف معينة".
حمم المليشيات
حمم المليشيات البركانية، طالت المجلس الأعلى للقضاء والتي زعمت أنه "شريك أيضا في الدفع باتجاه إفشال العملية الانتخابية، بتحصينه لمن يرفضون ترشحهم ضد الطعن القانوني، عن طريق حصر الطعون في النطاق المكاني لدوائر المترشحين".
وأكد "حكماء مصراتة"، رفضهم إجراء العملية الانتخابية دون التوافق على قاعدة دستورية يمكن أن تكون أساسا لعملية انتخابية ناجحة ونزيهة، داعين "أحرار الوطن" إلى التظاهر وتنظيم الحراكات والملتقيات، الهادفة إلى إفشال الانتخابات.
الجماعة الليبية المقاتلة المدرجة على قوائم الإرهاب، أدلت هي الأخرى بدلوها، معلنة رفضها لترشح سيف الإسلام القذافي والمشير حفتر للرئاسة، مؤكدة أن كل من يؤيد ترشحهما يساهم في عدم استقرار ليبيا.
ترشح سيف الإسلام القذافي لرئاسة ليبيا.. جدل قانوني "محسوم"
وقال سامي الساعدي القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "كل من يؤيد قانون عقيلة وعبث المفوضية من داخل ليبيا أو من خارجها، أو يؤيد ترشح المطلوبَينِ في جرائم الحرب يساهم في عدم استقرار ليبيا".
استعراض عسكري
وأشاد بإعلان مليشيات الزاوية رفضها ترشح القذافي الابن، قائلا: "تحية لمدينة الزاوية ولكل من رفع صوته بإنكار مهازل مفوضية الانتخابات وعبث عصابة عقيلة. كفاكم عبثاً فقد آن لليبيا أن تستريح".
يأتي ذلك، فيما استعرضت مليشيات في مدينة الزنتان غربي ليبيا لآلياتها العسكرية، ردا على إعلان ترشح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية، مُعلنين رفضهم لترشحه.
وقالت مصادر عسكرية ليبية بمدينة الزنتان غربي ليبيا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات استعرضت أسلحة ثقيلة عبارة عن دبابات وعربات زات المدافع الرشاشة، بالإضافة إلى منظومة الدفاع الجوي بانتسير الروسية الصنع، والمئات من المسلحين.
وأشارت إلى أن تلك المليشيات، أغلقت المراكز الانتخابية بمدينة الزنتان، وأكدت رفضها إقامة الانتخابات بعد ترشح سيف الإسلام القذافي، على حد قولهم.
ترشح القذافي الابن
وكان سيف الإسلام القذافي، تقدم الأحد، بملف ترشحه للانتخابات الرئاسية إلى فرع مقر مفوضية الانتخابات في مدينة سبها جنوب البلاد، ما أثار ردود فعل غاضبة من عناصر المليشيات المسلحة الرافضة لتواجده في السباق الانتخابي.
بدورها، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية، رسميا، قبول أوراق سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل، بعد استكماله كافة الأوراق القانونية لذلك.
وقالت المفوضية في بيان صادر عنها: "تقدم بمستندات ترشحه إلى مكتب الإدارة الانتخابية سبها، مستكملا جميع المصوغات القانونية بحسب القانون رقم (1) الصادر عن مجلس النواب بشأن انتخاب رئيس الدولة، كما استلم المرشح سيف الإسلام القذافي بطاقته الانتخابية من المركز الانتخابي المسجل به، وهو الجمهورية ورقم المركز 21021 بمدينة سبها".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
سيف الإسلام القذافي يُسجل إسمه في كشوف الناخبين ويقترب من الترشح لرئاسة ليبيا
ترقب وتكهنات في ليبيا بشأن خوض سيف الإسلام القذافي الانتخابات الرئاسية المقبلة
أرسل تعليقك