وهب مجموعة من شباب مكة المتطوعين جزءا من وقتهم وجهدهم لخدمة الحشود الهائلة من الزوار والمعتمرين من مختلف الأعمار والجنسيات والعادات في المسجد الحرام خلال وقت المواسم ضمن برنامج "شباب مكة في خدمتك "التابع لمشروع تعظيم البلد الحرام المتواصل على مدار 10 سنوات، حيث أخلصوا في تحمل المسؤولية دون تهاون في تقديم كل العون للزوار والمعتمرين.
وقبل انخراط الشباب بأي عمل من أعمال البرنامج فأنه يتم تأهيلهم ﻷداء المهام المنوطة بهم عبر حقيبة من الدورات التدريبية وورش عمل متنوعة يتعرفون من خلالها على المهام اﻹنسانية التي يؤدونها للمعتمرين وزوار المسجد الحرام طيلة أيام الشهر الفضيل وغيرها من أيام السنة، وهم يستشعرون أهمية هذا العمل اﻹنساني النبيل الذي يعكس صورة مشرقة للشباب في المملكة عامة، ويعطي دﻻﻻت ذات مغزى حول طبيعة المجتمع المكي خاصة ونظرته للوافد إليه من كل بلدان العالم.
و يتوزع الشباب على أنشطة وخدمات مختلفة وفي مواقع عديدة ومختلفة داخل المسجد الحرام وفي الساحات المحيطة به والمداخل المؤدية إلى المسجد الحرام وفي مواقف السيارات بكدي ومحبس الجن وغيرها من المواقع.
ويشارك برنامج "شباب مكة" عدد من الجهات المعنية ومن أهمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والأمن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة وإدارة مرور العاصمة المقدسة وقوة أمن الحرم ولجنة منع الظواهر السلبية في المنطقة المركزية وجمعية مراكز الأحياء والهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف ووزارة النقل ودار الرعاية الاجتماعية ( الأيتام ) و(المسنين) وهيئة الهلال الأحمر السعودي وإدارة التربية والتعليم والشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة وشركة ( حافل / مكة ) والنقابة العامة للسيارات ووزارة الحج ووزارة الإعلام ممثلة بالتلفزيون السعودي بالعاصمة المقدسة إلى جانب عدد من الشركات العقارية والمؤسسات والجمعيات الخيرية.
وأعرب مجموعة من شباب مكة عن بالغ سعادتهم بالعمل مع برنامج شباب مكة في خدمتك التابع لمشروع تعظيم البلد الحرام خلال شهر رمضان المبارك، وقالوا خدمة ضيوف الرحمن متعة لا يضاهيها أي متعة، ويطمعون إلى دعواتهم.
وأوضح أحمد الشهري بأنه ينسى تعب الصيام وهو يخدم المعتمرين وزوار المسجد الحرام"، وأضاف: ساعات العمل الطويلة في نهار رمضان نسبياً ﻻ أشعر بها كيف تمضي وأنا أتلقى الدعوات من أفواه المعتمرين حين أساعدهم على الطواف والسعي وأدفعهم بعربيتي ويتفرغون للذكر والتسبيح.
وأوضح نواف السلمي: رغم شدة الحرارة فأننا نسعى جاهدين إلى كسر ذلك الحاجز من أجل راحة المعتمرين.
وأضاف: أجد سعادة كبيرة لم يسبق لي الإحساس بها منذ الطفولة إلى جانب شعوري بكل الفخر والرضا وأنا أخدم ضيوف الرحمن هذا العام، كما أن روحانية شهر رمضان لها طابع آخر فهي دائما تجعلنا نبذل المزيد من الأجر العظيم بالإضافة إلى أن دعوة المعتمرين وشعوره بالاطمئنان والأمن وابتسامة الرضا تزيل كل التعب الناتج عن العمل.
واستطرد عيسى المالكي: "ليس هناك أجمل من مساعدة كبار السن والعجزة فأنهم يشعروني بمقام الوالدين وأضاف: لقد شاركت في البرنامج رغبة في الحصول على الأجر الذي يسعى له كل مسلم من خلال منظومة متكاملة من العمل الميداني بالمسجد الحرام تقوم بتنفيذ كل الخطط بإنسانية تامة من أجل أن يؤدي المعتمرون فريضة العمرة بكل يسر وسهولة.
وأكد خالد الطويلعي: أغبط نفسي بالعمل وسط هذا التجمع الإيماني بالمسجد الحرام لتقديم أرقى الخدمات للزوار والمعتمرين ضمن أنشطة برنامج شباب مكة في خدمتك"، مشيرا إلى أن ما يسعده هو استشعاره لمضاعفة اﻷجر من وراء هذه الخدمة الجليلة؛ وذلك لشرف الزمان والمكان. وقال: لا يوجد ما هو أفضل من خدمة هذه الجموع من المسلمين التي جاءت ملبية ومهللة ومكبرة من كل حدب وصوب لأداء فريضة العمرة.
أما عمار كرني فيقول: "جزى الله القائمين على البرنامج اﻹنساني النبيل، فهو يوفر خدمات جليلة ومريحة ومجانية للزوار والمعتمرين مؤكدًا أنه وزملاءه لا يألون جهدا في سبيل الارتقاء بمستوى الأعمال التطوعية والخيرية المقدمة لضيوف بيت الله الحرام.
وأوضح مدير نشاط الطائفي ببرنامج"شباب مكة في خدمتك" صالح عثمان النجدي أن المشروع يهدف إلى خدمة ضيوف بيت الله الحرام وكلنا فخر واعتزاز بالعمل وتقديم عدد من الأنشطة والأعمال منها خدمة الطائفين وتوعية بحق طريق وإرشاد للتائهين، وإسعاف للمرضى رغبة في الأجر المضاعف.
وذكر: إن العاملين في البرنامج يدركون ذلك جيدا ويتطلعون إلى نيل هذا الشرف لذا تجدهم حريصين على المشاركة في خدمة بيت الله الحرام، وأضاف: أقوم بالإشراف على جميع الأنشطة على مدار 24 ساعة ومراقبة العمل الميداني والانضباط في العمل ومسألة الحضور والانصراف والتقيد بزي العمل.
أرسل تعليقك