احتفلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان مساء أمس الخميس، باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها تحت عنوان "مع الإنسانية وللحلم بقية"و"50 عاماً من العطاء الإنساني".
حضر الاحتفال الذي أقيم في قاعة المؤتمرات في جامعة AUL في بيروت، سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وسفراء الجزائر والكويت وكندا، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، وعضوا المجلس الثوري لحركة فتح رفعت شناعة وآمنه جبريل، ورئيس جمعية الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي الدكتور ياسين عباس، وعدد من ممثلي مؤسسات دولية وإنسانية عاملة في لبنان، وممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، قيادة إقليم حركة فتح وأمين السر في لبنان حسين فياض، أعضاء وكوادر جمعية الهلال في لبنان.
بدأ الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلا ذلك عرض فيلم وثائقي عن نشأة الجمعية ونشاطاتها وإنجازاتها وفروع مراكزها المنتشرة في لبنان وفلسطين.
وفي كلمة له اكد الزغبي وقوف الصليب الأحمر اللبناني إلى جانب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لا لتقديم المساعدة فحسب، بل باسم روح التضامن وباسم الشراكة والاحترام والثقة باسم الأخوة والتواصل المنفتح.
وأضاف الزغبي فنحن أيها الرفاق صهرنا التطوع، وجمعتنا المعاناة، ووحدتنا الإنسانية لماً وراء الواجب.
بدوره اعتبر يونس أن 50 عاما من العمل والعطاء كان للكادر اللبناني البعد الأكبر في بناء تجربتها وخبرتها حيث كان الكادر اللبناني أساسيا في تأسيس هذه الجمعية، وعمل الطبيب اللبناني والممرض اللبناني جنبا إلى جانب مع أخيه واخته، الطبيب والطبيبة، الممرض والممرضة والكادر الفلسطيني.
وأكد يونس إن الأحداث التي مرت على جمعية الهلال الأحمر هي الأحداث التي مرت على شعبنا، مشيراً إلى إن الهلال الأحمر تأسس على أرضية المشروع الوطني الفلسطيني مع انطلاقة حركة التحرير الفلسطيني الحديثة المعاصرة بعد عام 65 لكي تمثل البعد الحضاري والإنساني لهذا الشعب.
وتناول يونس في كلمته تاريخ الجمعية ونشأتها منذ عام 1915 في مدينة القدس ومختلف مدن فلسطين والدور الذي لعبته الجمعية في نضال شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وصولاً لاعتراف المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بالجمعية.
من جهته قال السفير دبور "أعتز بأنني رافقت الشهيد ياسر عرفات خلال مسيرته النضالية، وتعلمت منه كيف نحافظ على وحدتنا الوطنية الفلسطينية، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حققت هذه الوحدة كما قال الدكتور يونس. أنا هنا أقول إن شاء الله سوف نحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية على ارض فلسطين وفي كافة المواقع، كما نحن هنا في لبنان كفلسطينيين مجتمعين على كلمة واحدة هي كلمة الحق الفلسطيني فوق كل اعتبار، وفوق كل التجاذبات".
وأشاد دبور بتطوير المراكز الصحية في لبنان بدعم وإسناد من الرئيس محمود عباس وتوجيهاته لبناء مركز قسطرة القلب في مستشفى الهمشري، وأيضا متابعته لكافة المراكز الصحية في لبنان.
ووجه دبور التحية إلى المؤسس الدكتور فتحي عرفات ولكافة شهداء الجمعية وأطبائها وممرضيها ومسعفيها والمتطوعين فيها، معتبراً الجمعية محطة مهمة من محطات نضالنا الوطني المشرف وصاحبك دور ريادي في بلسمة الجراح وتخفيف الآلام.
وأكد دبور أن "للبنان الشقيق، في قلوبنا وعقولنا المكانة الكبيرة، ولنا بهِ رئيساً، وبرلماناً، وحكومةً، وشعباً، الثقة الكاملة خاصّة وأننا نمرّ بأخطر مرحلة من مراحل تحرّرنا الوطنيّ، وتشتدُّ علينا، وعلى حقوقنا المشروعة مخططات التآمر، والتي لن تمر بوقوفنا جنباً إلى جنب في مواجهتِها. ولن يبخل علينا إخوتنا في لبنان إقرار الحقوق الإنسانية والاجتماعية بهدف تحسين الظروف المعيشية لشعبنا".
وألقى الشاعر زاهي وهبي كلمة أكد فيها أن الهلال الأحمر الفلسطيني ليس فقط مؤسسة إنسانية وصحية وطبية واجتماعية، وإنما أول مؤسسة نضالية جنبا إلى جنب مع كافة المقاومين الذين على مدى عقود من الزمن قدموا أرواحهم ودماءهم وتضحياتهم لأجل فلسطين وحرية فلسطين.
وأضاف "وكلنا أمل أن محنة الانقسام الفلسطيني سوف تنتهي قريباً، ويجب أن تنتهي قريبا لأننا لا نملك كعرب وفلسطينيين، وأقول كفلسطينيين لأنني اعتز بانتمائي لفلسطين، كاعتزازي بانتمائي للبنان. دائما نسمع أسطوانة التوطين، وخطر التوطين، ومخاوف من توطين الفلسطينيين في لبنان، اعتز بانني أول لبناني، وأول عربي يتم توطينه في فلسطين. لذلك أقول إننا كفلسطينيين لا نملك ترف الانقسام؛ لا نملك الحق بترف الانقسام، اذا كانت الشعوب المستقلة التي حررت أوطانها أو التي لم تخضع للاحتلال يمكن أن تعيش الانقسامات المعهودة، لكننا في الحالة الفلسطينية هذا امر مرفوض، بل مستنكر ومدان ونتمنى أن ينتهي في اقرب وقت ممكن.”
ثم قام وهبي بإلقاء قصيدة "لكم الدولة".
وفي الختام كرمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني السفير أشرف دبور وعدد من الأطباء القدامى والمؤسسين، والأطباء الدوليين ومنهم، الدكتور كريس يانو.
أرسل تعليقك