طالب محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة، بدعم ليبيا دولياً في مواجهة تدفقات الهجرة غير النظامية، فيما بدا أن الأخير يراهن على علاقته مع إيطاليا، عبر الاصطفاف إلى جانبها وذلك في مؤتمر دولي استضافته العاصمة روما، لتعزيز الجهود الرامية لمكافحة الهجرة.
وأبلغ الدبيبة المؤتمر، الذي شارك فيه المنفي، اليوم (الأحد) بإطلاق وزارة الدفاع بحكومته عملية عسكرية لـ«التصدي للمهربين والعصابات والمجرمين وتمكنت من اعتقال عدد منهم»، ودعا لإنشاء مقاربة لتعزيز التنمية في دول المنشأ.
وتحدث عن «معاناة آلاف المهاجرين في البحر والصحراء من نساء وأطفال»، وقال إن «مشاهد المهاجرين غير النظاميين المتوفين في الصحراء وما يعانيه آخرون من حر وجوع وعطش تفطر قلوبنا وتحرك ضمير العالم».
وأشاد الدبيبة بما وصفه بـ«الجدية العالية» التي تبديها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، للتعاون في ملف الهجرة غير النظامية، ودعا لإقامة شراكة متوازنة مع مفوضية الاتحاد الأوروبي.
وقال الدبيبة في تصريحات متلفزة، قبل انطلاق المؤتمر، إن رؤيتنا «لا تتضمن أي اقتراحات حول توطين المهاجرين غير النظاميين في مناطق العبور»، و«طالب بحق ليبيا في الدعم الدولي في هذا الملف أمنيا وسياسيا وماديا».
وتابع الدبيبة: «لا نقبل توطين أي مهاجر في ليبيا ونرغب بمعاملتهم معاملة حسنة»، وأكد على أن ليبيا «بلد عبور وليس بلد تصدير للهجرة».
وفي شأن آخر، أعلن الدبيبة، أن أولى الرحلات بين طرابلس وروما غداً (الاثنين)، إيذانا باستئناف الرحلات بين البلدين بعد توقف دام عشر سنوات، واعتبر أن هذه خطوة تمهد لفتح المجال الجوي مع دول أخرى، لم يحددها.
كما استغل الدبيبة المناسبة لمغازلة المنطقة الشرقية في ليبيا، بعدما تعهد بالعمل على فتح خط جوي بين روما وبنغازي.
وكان الدبيبة، قد دعا مواطنيه لمشاركته برؤيتهم بشأن كيفية انعكاس ما وصفه بـ«المساعي الحثيثة» لحكومته في تعزيز العلاقات الثنائية مع إيطاليا، «إيجابا» على جودة الحياة في ليبيا، ووعد بالرد لاحقا عبر بث مباشر، على هذه التساؤلات.بدوره، أعلن المنفي، من روما، أن هذا المؤتمر الدولي يستهدف تنظيم ظاهرة الهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر، وتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال وضع استراتيجية مشتركة وخطة عمل بين دول المصدر والعبور والوصول، بحضور عدد من المؤسسات الإقليمية والدولية ذات العلاقة.
وأعرب المنفي عن أمله في أن يمكن المؤتمر من التصدي لظاهرة الهجرة، لافتا إلى أن اللقاءات والاجتماعات بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، لمكافحة الهجرة، «ظلت حبرا على ورق».
وتابع «يجب أن نساعد دول العبور، وخاصة ليبيا، التي تعاني من معضلة الجريمة المنظمة بسبب امتدادها الأفريقي».
وأشار المنفي إلى أن بلاده تعاني من الجريمة المنظمة بسبب طول حدودها وامتداد سواحلها والمقاربة الأمنية وحدها لا تكفي، موضحا أنه ليس لدولة مثل ليبيا أن تتصدى لوحدها لهذه العصابات والجريمة العابرة للحدود.
وبعدما أكد على أهمية ليبيا ودورها في مكافحة ظاهرة الهجرة، لأنها دولة عبور، دعا المنفى للبحث عن الأسباب الحقيقية للهجرة وجذورها، بالإضافة إلى انعدام الموارد بكل أنواعها في دول أفريقيا التي تدفع بالمواطنين إلى الهجرة.
في سياق قريب، نقلت وسائل إعلام محلية ليبية عن مصادر، أن حفتر رفض حضور مؤتمر روما بسبب تواجد الدبيبة، رغم تلقيه دعوة رسمية من السلطات الإيطالية، لكن لم يصدر أي تعليق مباشر من حفتر أو مكتبه.
بموازاة ذلك، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة، تواصل التدريبات البحرية المشتركة الليبية - المالطية (دولفين 1) في المياه الإقليمية المالطية بمشاركة زورقين في إطار التعاون الأمني بين البلدين لمكافحة الهجرة غير المشروعة والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك