عدن - العرب اليوم
صعّدت حكومة الحوثيين في صنعاء مِن لهجتها ضد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على خلفية إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي، واتهمت حكومة الحوثيين والرئيس السابق في بيان رسمي المبعوث الأممي بالانحياز لتحالف الرياض، والتناقض مع مقترحاته المطروحة في لقاءاته الأخيرة في صنعاء.
وأعرب وسيط الأمم المتحدة في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي عن أسفه لعدم حضور وفد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي للتباحث حول تفاصيل "الحل التفاوضي"، لتجنيب مدينة الحديدة غربي اليمن عملية عسكرية وشيكة.
وحسب المبعوث الأممي، فإن المقترح يتضمن تشكيل لجنة عسكرية وأمنية تحت إشراف الأمم المتحدة لإدارة المرفأ التجاري وتوظيف إيرادته الجمركية والضريبية لتمويل فاتورة المرتبات والخدمات الأساسية "بدلا من الحرب أو المنافع الشخصية"، على حد تعبيره.
ويتألف المقترح الذي تقدم به المبعوث الأممي لتجنب الاشتباكات العسكرية في الحديدة من شقين، الأول عسكري يتمثل في تشكيل لجنة مشتركة من العسكريين الذين لم يكونوا جزءا من القتال، لضبط الجوانب الأمنية والعسكرية في الميناء، وفي الشق الثاني تقوم لجنة اقتصادية مالية بإدارة موارد الميناء، وضمان تدفق البضائع والمساعدات الإنسانية، ووفقا للوسيط الدولي فإن هذا المقترح "يجب التفاوض عليه بموازاة اتفاق آخر يضمن دفع الرواتب لكل موظفي الدولة في كل المناطق اليمنية".
ويرفض الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي تسليم ميناء الحديدة لطرف محايد، ويرون في ذلك"انتهاك للسيادة والقانون الدولي والمبادئ والمواثيق الناظمة للأمم المتحدة نفسها".
يأتي هذا في الوقت الذي رحب فيه التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بمقترح مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد بتسليم ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون منذ نحو ثلاثة أعوام.
في سياق عسكري، أعلن حلفاء الحكومة الليلة الماضية، تحقيق تقدم ميداني جديد شرقي مدينة تعز باستعادة أجزاء من معسكر التشريفات المحاذي للقصر الجمهوري، بعد معارك عنيفة خلفت 12 قتيلا من المسلحين الحوثيين، وعنصرين من القوات الحكومية.
وقال المركز الإعلامي لقيادة محور تعز، إن القوات الحكومية واصلت ضغوطا عسكرية السبت من عدة محاور باتجاه معسكر قوات الأمن الخاصة، في خطوة تهدف لتسهيل السيطرة على مجمع القصر الجمهوري، الذي تم اقتحامه عبر بوابته الغربية منتصف الأسبوع الماضي.
ويحمل هذا التقدم من قبل حلفاء الحكومة دلالات رمزية وسياسية كبيرة في المحافظة التي كانت مهد الانتفاضة الشعبية العارمة ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ربيع عام 2011، غير أن تأمين هذه المكاسب بحاجة إلى استعادة عديد التلال المحيطة به من النواحي الشمالية والشرقية.
على صعيد آخر استمرت المعارك عنيفة وتبادل القصف المدفعي والصاروخي عند الشريط الحدودي مع السعودية، وقالت مصادر عسكرية حكومية إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في صفوف الحوثيين بسلسلة غارات جوية استهدفت تعزيزات للجماعة وحلفائها كانت في طريقها لجبهتي حرض وميدي.
من جانبهم أعلن الحوثيون، سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش السعودي في معارك بين الطرفين وقصف مدفعي وصاروخي في جازان وعسير.
وتحدث الحوثيون عن مقتل مدني وإصابة 4 آخرين برصاص حرس الحدود السعودي في مديرية منبه غربي محافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة شمالي البلاد، إلى ذلك أفادت وكالة الأنباء السعودية بمقتل ضابط سعودي برتبة نقيب بمعارك مع الحوثيين جنوبي البلاد.
وقالت الوكالة السعودية إن النقيب محمد السبيعي، من قطاع القوات البرية "قتل في ميدان الشرف والكرامة"، عند الحد الجنوبي للمملكة، في الأثناء أعلنت وزارة الدفاع القطرية إصابة ستة من جنودها المشاركين في قوات التحالف عند الحدود السعودية مع اليمن.
وعلى وقع المعارك البرية، واصل الطيران الحربي لقوات التحالف غاراته على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق في محافظات صعدة وحجة وتعز ومأرب، وهزّت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية في أعقاب غارات جوية استهدفت ألوية الحماية الرئاسية جنوبي مدينة صنعاء، بعد ساعات من التحليق المكثف على علو منخفض.
أرسل تعليقك