أكدت الإمارات أن تزايد حجم التحديات التي تواجه المنطقة العربية يتطلب عملاً جماعياً وزيادة في التعاون والتنسيق والتعامل مع هذه التحديات بعقلانية وحكمة وتغليب الجهود الدبلوماسية في حل أزمات المنطقة، وذلك انطلاقاً من مبادئ الدولة الراسخة في محيطها العربي بما يحقق طموحات الشعوب العربية في البناء والتنمية والاستقرار وتعزيز العمل العربي المشترك. جاء ذلك في كلمة معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، خلال ترؤسه وفد الدولة أمام اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية (155) التي عقدت أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة.
وضع استثنائي
وقدم معاليه التهنئة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لإعادة انتخابه لفترة ثانية لقيادة هذه المؤسسة. وقال معاليه إن من بين التحديات الماثلة أمامنا اليوم الصعوبات والوضع الاستثنائي الذي واجهناه ولا زلنا نواجهه جميعا، وهو الانتشار المريع لفيروس كورونا المستجد، الذي لا زال يفتك بالبشر، ويرهق الاقتصاد والخدمات الصحية، ويشل الحياة الاجتماعية، وتطال آثاره مختلف مناحي الحياة.
وأضاف أن هذا التحدي يستوجب تعزيز العمل العربي المشترك، والتعاون والتضامن الإقليمي والدولي، لمواجهة متطلبات مكافحته الملحة وآثاره التي ستمتد إلى المستقبل. وحول القضية الفلسطينية، جدد التأكيد على موقف الإمارات الراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
زخم دولي
وقال إن الإمارات ترى أهمية التركيز على حشد الدعم إقليمياً ودولياً وانتهاز كل الفرص المواتية لخلق زخم دولي جديد لكسر الجمود في العملية السياسية وتهيئة الظروف المواتية لعودة المفاوضات للوصول إلى حل الدولتين. كما حذر معاليه من التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية كونها تشكل تهديداً يتوجب مواجهته.. وقال إن التدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون العربية تعد مثالاً واضحاً على التدخلات السلبية في المنطقة، الأمر الذي يهدد سيادة وأمن واستقرار وسلامة الدول العربية، كما يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية الإقليمية والدولية، ويعرض مصالح الدول العربية للخطر.
وأعرب معاليه عن إدانة الإمارات وبشدة استمرار الهجمات الإرهابية من قبل الميليشيا الحوثية على أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة والاعتداء على منشآتها المدنية والحيوية. وقال معاليه إن احترام الدول لالتزاماتها القانونية ومبادئ حُسن الجوار سيظل المطلب الأساس لدولة الإمارات.
وفي هذا السياق، جدد معاليه دعوة الإمارات إلى إيران للرد الإيجابي على دعواتها المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وقال معاليه إن الإمارات تتابع مستجدات الأزمة اليمنية، وترحب بتنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتعرب عن أملها في أن تكون هذه خطوة على طريق تحقيق حل سياسي والدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية.
كما أشاد بالدور المحوري للسعودية في تنفيذ اتفاق الرياض، ودعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني، مؤكداً معاليه دعم الإمارات لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في التوصل إلى حل سلمي مستدام للأزمة اليمنية.
الحل السياسي
وحول الأزمة السورية، جدد تأكيد الدولة بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة. وفي الشأن الليبي، رحب معاليه بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، معرباً عن الأمل في أن تقود هذه الخطوة إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا. كما أعرب عن تطلع الإمارات لنجاح المسارات الأخرى برعاية الأمم المتحدة، مؤكداً دعم الإمارات المستمر لجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية ومستدامة في ليبيا.
وحول الوضع في العراق، أكد معاليه دعم كافة الجهود المعنية بتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للعراق ولشعبه، معرباً عن استنكار وإدانة دولة الإمارات لكافة الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار العراق. وأضاف معاليه أن الإمارات تجدد تأكيدها على دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في السودان الشقيق ونجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق التنمية والازدهار والنهوض بالاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق.
ترحيب
ورحب بقرار الولايات المتحدة إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكداً دعم الإمارات لكافة الجهود من أجل عودة السودان إلى وضعه الطبيعي. وقال معاليه إن الإمارات تؤكد كدولة محبة للسلام مواصلة مساعيها الرامية لنشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب وتغليب لغة الحوار والعقل فيما بينهم، كما تؤكد على نهجها في دعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
بدوره، قال أبو الغيط: «إننا نشهد وضعاً متوتراً في قمة النظام الدولي، حيث تشتد المنافسة بين الأقطاب»، مشيراً إلى أن للتطورات العالمية انعكاساً على المنطقة، وأنه من المهم أن نستمر في الدفاع عن قضايانا العربية العادلة».
عمل جماعي
من جهته، جدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، تأكيد المملكة على أهمية وضرورة تعزيز العمل العربي المشترك، والتمسك بالمواقف الثابتة تجاه القضايا العربية المركزية.
رجل أمة
أكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أمس، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رجل يعمل من أجل أمته، وذلك في تصريحات خاصة لـ«العربية» قبيل إعادة انتخابه أميناً عاماً للجامعة العربية لفترة جديدة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الإمارات تترأس اجتماع التصدي لتدخلات إيران
أرسل تعليقك