الجزائر – ربيعة خريس
رفضت الجزائر, مقترحين تقدمت بهما الولايات المتحدة الأميركية, يقضيان بالمشاركة في عملية عسكرية لملاحقة التنظيمات الإرهابية التي تنشط في دولة النيجر. وكشفت تقارير صحافية, اليوم الخميس, أن المقترحين تقدمت بهما الولايات المتحدة في يونيو / تموز وأكتوبر / تشرين الأول الماضي, يقضيان بمشاركة وحدات عسكرية جزائرية في عمليات ملاحقة لمجموعة مسلحة بايعت تنظيم "داعش".
وقوبل المقترحان بالرفض من قبل الجزائر, لأن الدستور الجزائري يمنع مشاركة الجيش في عمليات عسكرية خارج الحدود. وكشف مساعد منسق محاربة الإرهاب في الخارجية الأميركية رافي غريغوريان، خلال مشاركته في أشغال منتدى مكافحة الإرهاب انعقد أخيرا في محافظة الجزائر العاصمة, أنه نقل الى السلطات الجزائرية طلب بلاده حول إمكانية مشاركة الجيش في عملية عسكرية موسّعة بالنيجر التي شهدت مقتل 4 جنود أميركيين في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وذكر المسؤول الأميركي أنه التقى كبار المسؤولين الآمنين في الجزائر على رأسهم منسق المصالح الأمنية للمخابرات التابعة للرئاسة اللواء عثمان طرطاق، ومسؤولين بجهازي الشرطة والدرك، في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وقال غريغوريان، في لقاء صحفي في مقر السفارة الأميركية، إن الجزائر ترفض التدخل عسكرياً خارج حدودها لدواعٍ متعلقة بدستور البلاد، لكن لديهم قناعة أن الجيش الجزائري يمكنه حسم المعركة مع الإرهاب بالمنطقة، وخاصة في ليبيا.
وحتى الساعة لم يصدر أي تصريح أو تعليق رسمي على هذه المعطيات من طرف السلطات الجزائرية. وتشهد حدود الجزائر مع دولتي النيجر ومالي اضطرابات أمنية كبيرة بسبب سيطرة تنظيم " داعش الساحل والصحراء على مناطق واسعة, فهو تنظيم أسسه عدنان أبو الوليد الصحراوي, أحد قادة " حركة التوحيد والجهاد في المغرب الإسلامي, وتوحدت الحركة المذكورة، مع جماعة "الموقعون بالدماء" بقيادة مختار بلمختار، وشكلا تنظي "المرابطين"، غير أنهما سرعان ما انقسما بسبب الخلاف حول مبايعة "أبو بكر البغدادي"، زعيم "داعش"، أو الولاء لتنظيم "القاعدة".
وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية قوة خاصة إلى دولتي مالي والنيجر في ربيع 2016، بعد الهجمات الدامية التي نفذها فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، الناشط بشمالي مالي في العاصمة باماكو، نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 وفي عاصمة بوركينا فاسو، يناير/كانون الثاني 2016.
وقال المحلل السياسي الجزائري عبد العالي رزاقي, في تصريحات سابقة لـ " العرب اليوم " إن تدخل الجزائر عسكريا في أي منطقة في الساحل أمر مستحيل لعدة أسباب، أبرزها مبدأها في النأي بنفسها عن إقحام الجيش في الحروب الأهلية التي تشهدها دول الجوار بحكم احترام لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأيضا الدستور الجزائري الذي يمنع مشاركة الجيش الجزائري في أي عملية عسكرية خارج حدود البلاد، كما أن إقحامه في نزاعات خارج الحدود لا يجلب لها إلا المزيد من المتاعب.
ويرى المتحدث أن إقحام الجيش الجزائري في أي عملية عسكرية خارج الحدود هي بمثابة مغامرة قد تكون عواقبها غير محمودة، فمنذ استقلال البلاد عام 1962 شارك الجيش في عمليتين عسكريتين فقط خارج البلاد الأولى عام 1967 والثانية عام 1973 ضد الجيش الإسرائيلي.
أرسل تعليقك