صراع الصلاحيات بين المؤسسات السياسية  يعيق الحوار الوطني في تونس
آخر تحديث GMT20:51:33
 العرب اليوم -

صراع الصلاحيات بين المؤسسات السياسية يعيق الحوار الوطني في تونس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صراع الصلاحيات بين المؤسسات السياسية  يعيق الحوار الوطني في تونس

الرئيس التونسي قيس سعيد
تونس - العرب اليوم

بينما أبدى الرئيس التونسي قيس سعيّد مجدداً استعداده للحوار مع بقية مكونات المشهد السياسي في البلاد عدا من طالتهم «شبهات فساد»، رأى متابعون أن «صراع الصلاحيات» بين المؤسسات السياسية في البلاد لا يزال عائقاً أمام هذا الحوار.وتعيش تونس منذ مدة طويلة أزمة سياسية ودستورية كان من أهم معالمها رفض الرئيس، أداء وزراء عينهم رئيس الحكومة هشام المشيشي، اليمين الدستورية أمامه، وكذا رفض الرئيس المصادقة على القانون المتعلق بالمحكمة الدستورية. وقال الأمين العام لـ«اتحاد الشغل» (نقابة العمال) نور الدين الطبوبي إن اللقاء الذي جمعه مع الرئيس سعيّد نهاية الأسبوع الماضي تناول الوضع العام في البلاد واستمرار الأزمة السياسية، فضلاً عن مناقشة مجموعة من التصوّرات الممكنة للخروج من الوضع الحالي الذي تمرّ به تونس. وكشف عن تجديد رئيس الدولة التأكيد على انفتاحه على الحوار من أجل التوصّل إلى حلّ للأزمة السياسية الراهنة. وأضاف أن الرئيس سعيّد شدد على أنه لن يكون هناك حوار مع من تعلّقت به شبهات فساد وأنه لا مجال للتفريط في أي مليم من أموال الشعب التونسي، وهو ما أعاد الجدل حول شروط رئيس الجمهورية للمشاركة أو الإشراف على الحوار، ذلك أن قضية الفساد من اختصاص القضاء.
ويرى مراقبون أن إبداء الرئيس التونسي استعداده للحوار مع بقية مكونات المشهد السياسي تكرر في أكثر من مناسبة دون أن يمر إلى مرحلة موالية تترجم هذه النوايا. ويقول هؤلاء إن الحوار الذي يقصده الرئيس سعيّد ليس هو نفسه الحوار الذي تتطلع إليه بقية الأطراف السياسية والاجتماعية، فالتيار اليساري على غرار تحالف الجبهة الشعبية، والأحزاب الليبرالية على رأسها الحزب الدستوري الحر بزعامة عبير موسي، يهدفان من الحوار إلى «محاصرة حركة النهضة وممثلي الإسلام السياسي في محاولة لإزاحتهم من السلطة»، أما اتحاد الشغل فهو يعمل من خلال الحوار إلى الضغط على الحكومة القائمة والحصول على مزيد من المكاسب المالية والمعنوية، أما الأحزاب السياسية خاصة منها المتزعمة للمشهد السياسي على غرار «النهضة» فهي تهدف من الحوار إلى ضمان بقائها في المشهد السياسي وبالتالي توجيه الحوار نحو الملفات الاجتماعية والاقتصادية مع استثناء الملف السياسي ومصير الحكومة الحالية.
ويرى البعض أن الرئيس التونسي هو الآخر يسعى من خلال الحوار إلى توسيع صلاحياته الدستورية والقفز على الدستور بالتوجه نحو نظام رئاسي عوضاً عن النظام البرلماني المعمول بها حالياً.
يذكر أن اتحاد الشغل قد تقدم إلى الرئيس التونسي مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بمبادرة للحوار ودعا سعيّد إلى الإشراف على الحوار وتشكيل «هيئة وسطاء وحكماء» للخروج من الأزمة، غير أن رئيس الجمهورية تباطأ في الإجابة عن المقترح وقدم لاحقاً مجموعة من الشروط بينها إشراك الشباب في الحوار. أما رئيس الحكومة المدعوم من حركة «النهضة» هشام المشيشي فقد أعلن عن تعديل وزاري لقطع الطريق أمام تناول الملف السياسي في الحوار وهو ما عجل بوأد المبادرة وإفشالها.
وكان رئيس الجمهورية قد اعتبر أحداث الشغب الأخيرة عرفتها مؤخراً منطقة سيدي حسين غربي العاصمة التونسية «مؤامرة محبوكة تديرها أطراف معروفة وفق مصالحها وتقلباتها» على حد تعبيره. وأشار إلى أن ما جرى في منطقة سيدي حسين «غير معقول ولا مقبول»، مضيفاً أنه «لن يسمح لأي كان أن يتطاول على التونسيين أو يمس بأعراضهم وذواتهم البشرية» وهو ما اعتبر انتقادا مباشرا للمشيشي الذي يشغل في الوقت ذاته خطة وزير للداخلية بالإنابة. وأضاف الرئيس سعيّد: «من يعتقد أنه كرئيس لمؤسسة فهو رئيس للدولة فإنه واهم وأخطأ العنوان»، مؤكداً أنه لن يسكت على التجاوزات مهما كلفه الأمر.

قد يهمك ايضا 

الرئيس التونسي قيس سعيّد يرد على اتهامه بالتخطيط للانقلاب

الرئيس التونسي قيس سعيد و"الدستوري الحر" يتصدران استطلاعات الرأي

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع الصلاحيات بين المؤسسات السياسية  يعيق الحوار الوطني في تونس صراع الصلاحيات بين المؤسسات السياسية  يعيق الحوار الوطني في تونس



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab