تل أبيب - العرب اليوم
كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الأربعاء، أن الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، بادر إلى الاتصال مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، ونائبه، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، وعدد آخر من كبار المسؤولين في الخرطوم. ومع أن عنوان الاتصال كان التهنئة بعيد الضحى المبارك، فإن المحادثات تطرقت إلى العلاقات بين البلدين وتجاوز العقبات التي تقف في طريق تقدمها.
وقد أكدت مصادر مقربة من هرتسوغ، النبأ، وقالت إن هذه المحادثات كانت إيجابية وإن جزءا منها تم باللغة العربية التي يتعلمها هيرتسوغ، وإن المسؤولين السودانيين تبادلوا التعبير عن الرغبة في تعزيز العلاقات التي تعثرت في الشهور الأخيرة. وحسب هذه المصادر، فإن الحماس في السودان للعلاقات مع إسرائيل خف بشكل حاد بعد خسارة الرئيس دونالد ترمب للانتخابات، الذي كان قد بادر إليها وشجع استمرار تطويرها. وقد انتظر قادة الخرطوم كيف سيتعاطى الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، مع الأمر، وإن كان سيلتزم بوعود سلفه حول مساندة السودان. والآن، مع اليقين بأن بايدن معني بتشجيع علاقات كهذه، بدا أن السودانيين معنيون باستئناف الجهود لتقوية العلاقات مع إسرائيل.
وقالت المصادر إن المسؤولين في السودان هنأوا هيرتسوغ على انتخابه رئيسا. وعندما ذكرهم هيرتسوغ، بالاقتراح الذي كان قد قدمه ترمب لعقد لقاء قمة إسرائيلي سوداني، لم يخرج إلى حيز التنفيذ، أبدوا استعدادا أوليا لإجراء لقاء مباشر بين الرئيسين وغيرهما من المسؤولين.
المعروف أن علاقات التطبيع بين إسرائيل والسودان بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، بمبادرة ترمب، الذي أتاح محادثة هاتفية بين البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وكان يفترض التوقيع على اتفاق في البيت الأبيض بحضور المسؤولين الكبيرين، لكن الأمر تعطل بسبب المعارضة في السودان وهزيمة ترمب في الانتخابات. وقد أبدت إسرائيل رغبة جامحة في تقوية العلاقات وجعلها رسمية، وحاولت مع الخرطوم التوقيع الرسمي على اتفاقية تطبيع واتفاقية أمنية تضمن عدم استغلال الأراضي والشواطئ السودانية، لنقل أسلحة إيرانية إلى قطاع غزة أو لبنان.
وتعثرت العلاقات بشكل خاص، قبل حوالي الشهرين، عندما أقام رئيس الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية) السابق، يوسي كوهن، علاقات مباشرة مع محمد حميدتي والتقاه أكثر من مرة، فاعتبر البرهان هذه العلاقات محاولة التفاف عليه، فأبلغ إسرائيل رسالة غضب واستنكار. وسارع رئيس الموساد الجديد، دافيد بارنياع، إلى تسوية الخلاف وتهدئة البرهان.
وكانت المصادر قد أشارت إلى أن هيرتسوغ، وبتنسيق مع رئيس الوزراء، نفتالي بنيت ووزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل، يائير لبيد، يدير مساعي دبلوماسية لتحسين العلاقات الدولية لإسرائيل بشكل عام، ومع الدول العربية والإسلامية بشكل خاص. ولذلك فقد استغل عيد الأضحى للاتصال مع عدد من رؤساء الدول العربية والإسلامية، وبينهم الملك عبد الله بن الحسين في الأردن، ورجب طيب إردوغان في تركيا والرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
قد يهمك ايضا
البرهان يمنح منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حكما ذاتيا في السودان
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يبحث "الانتقال الديمقراطي" في السودان
أرسل تعليقك