عقدت منظمة اليونسكو اجتماعا تشاوريا للخبراء، بشأن مسجد النوري والمأذنة الحدباء في مدينة اربيل. وحضر الاجتماع مدير عام دائرة الصيانة والحفاظ على الاثار، التابعة للهيئة العامة للآثار والتراث أياد حمزة وبدعوة رسمية وجهت للهيئة.
ونقل حمزة في كلمته التي القاها في الاجتماع بحضور السيدة ايرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، تحيات وزير الثقافة فرياد رواندزي ووكيل الوزارة لشؤون السياحة والاثار قيس حسين رشيد.
وأشار حمزة في كلمته إلى أن هناك خطوات يجب اتباعها لإعادة الاعمار في المأذنة الحدباء، أهمها جمع المعلومات من الأطراف المعنية وتتضمن تهيئة كافة الوثائق والمخططات والصور وفحوصات التربة والدراسات الانشائية وكل ما تستلزمه عملية اعادة البناء والإعمار.
وأكد على ضرورة قيام كوادر هيئة الاثار في الموصل بجرد القطع الناجية من الدمار والمتناثرة في الموقع وفرزها عن الانقاض بعد تنظيف الموقع بالكامل، للاستفادة منها في الاعمار واعادة استخدامها قدر الامكان، بعد نقلها إلى أماكن خزن نظامية بغية حفظها واستخدامها .
وأضاف إلى اجراء التقييم الانشائي لوضع القاعدة والاسس الحالية، بعد التفجير من قبل جهات متخصصة هندسية ومراكز استشارية ذات خبرة سواء كانت عراقية، أو أجنبية مما يتطلب تحليل جيوفيزيائي ودراسات موقعية وتحليل تربة، وغيرها ليتم اتخاذ القرار المناسب بالإبقاء على القاعدة او الاساسات او رفعها.
وأشار إلى إعداد تقرير متكامل عنها بعد جمع المعطيات المتوفرة من الناحية التاريخية والفنية مع الصور قبل وبعد الدمار مع الفحوصات المختبرية، وتحليل التربة والدراسات الجيوفيزيائية، وكل ما تتطلبه عملية التصميم الانشائي والمعماري ليكون وثيقة متكاملة عن المنارة والمأذنة تسلم الى الجهة التي ستكلف بأعداد التصاميم المطلوبة للتنفيذ.
وفي الختام، قال مدير عام دائرة الصيانة والحفاظ على الاثار من الضروري ان تكون الخطوات المتبعة من البداية إلى النهاية تحت اشراف ومتابعة هيئة الاثار بالتنسيق مع الوقف السني والمحافظة وباقي الجهات ذات العلاقة بالموقع، مما يتطلب تشكيل لجنة او غرفة عمليات تنظم جميع الاطراف المعنية والخبراء والكوادر التخصصية والفنية والهندسية وتحت اشراف جهة عليا لتكون المنسق العام بين هذه الاطراف، ولتذليل كافة المعوقات والصعوبات التي تواجه هذه العملية ورفع تقارير عن سير العمل بهذا الموضوع اليها.
واعتبرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" ايرينا بوكوفا ، أن تدمير تنظيم "داعش" لمنارة الحدباء التاريخية في الموصل "يعمق الجروح" في العراق، داعية إلى التحرك الدولي الفوري والقوي، ومشيرة إلى أنّ هذا التدمير الجديد يعمق جروح مجتمع يعاني أصلا من مأساة إنسانية غير مسبوقة.
وأعربت بوكوفا عن استعداد المنظمة لدعم وإعادة ترميم وتأهيل الإرث الثقافي متى أمكن، مضيفة أن يونسكو بدأت العمل على حماية المنارة عام 2012، إلا أن الأعمال تعرقلت بسبب النزاع، مضيفة أنه تم الانتهاء من وضع دراسة شاملة بشأن حفظ المنارة، يمكن أن تكون مفيدة مستقبلا، وفي آذار أقر مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو إلى الدفاع الممنهج عن مواقع التراث الثقافي في مناطق النزاعات.
والجامع النوري أو الجامع الكبير أو جامع النوري الكبير هو من مساجد العراق التاريخية ويقع في الساحل الأيمن "الغربي" للموصل، وتسمى المنطقة المحيطة بالجامع محلة الجامع الكبير، بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز التسعة قرون، يُعتبر الجامع ثاني جامع يبني في الموصل بعد الجامع الأموي، أعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام 1363هـ/1944م. ويشتهر الجامع بمنارتهِ المحدَّبة نحو الشرق، وهي الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي.
ويعود تاريخ هذا الجامع إلى العهد الزنكي، وتحديداً إلى فترة تولي سيف الدين غازي الثاني بن مودود زمام الحكم في الموصل.
فقد حكم البلدة لفترة وجيزة من 565 إلى 576 هـ "1170-1180 م". وقد كان سيف الدين ضعيف الإرادة، مغلوباً على أمره، وقيل أن وزيره فخر الدين عبد المسيح كانت بيده السلطة الحقيقية ولم يكن لسيف الدين سوى الاسم.
ضاق هذا الأمر على بردابكي نور الدين "وهو ابن أخ سيف الدين الثاني" فتوجه إلى الموصل واحتلها بلا مقاومة 566 هـ، ومكث نور الدين في الموصل أربعة وعشرين يوماً، وخلال هذه الفترة قام بإصلاحات منها تخفيف الضرائب، رأى نور الدين في هذه الفترة ما يُعانيه المصلون من ضيق الجامع، فلم يكن بها جامع يُجمع به سوى الجامع الأموي، ولكن سكان البلدة ازدادوا ورأى بذلك حاجتها إلى جامع جديد.
ويذكر أن مدير عام اليونسكو السيدة ارينا بوكوفا كانت قد اصدرت بيانا يوم 22 حزيران/يونيو 2017 ابدت فيه استعداد منظمة اليونسكو للتعاون مع الحكومة العراقية والمجتمع الدولي من أجل استعادة العراق لأرثه التاريخي والحضاري، ومن ضمنه جامع النوري والمأذنة الحدباء والحفاظ على المباني التاريخية، وإعادة تأهيلها وامكانية بنائها من جراء التدمير المتعمد للمسجد والمأذنة في مدينة الموصل.
أرسل تعليقك