القاهرة -العرب اليوم
دعا شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب، إلى «وقف الاقتتال، وحقن الدماء التي حرمها الله من فوق سبع سماوات». وقال شيخ الأزهر: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من سفك الدماء في قوله (لزوال الدنيا أهون على اللَّه من قتل رجل مسلم)، وقوله: (أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء)، وقوله: (لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن؛ لأكبهم اللَّه في النار)، وقوله: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول اللَّه، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)».
وأعرب شيخ الأزهر خلال احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بـ«ليلة القدر» اليوم (الثلاثاء) بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن خالص دعواته بأن يكشف الله عن الأمة وعن العالم كله «ما نزل بساحته من حروب وقحط ووباء وغلاء، وأن يوفق ولاة الأمور والعلماء والحكماء إلى بر السلام والأمان».
وأفاد بيان للمركز الإعلامي لمشيخة الأزهر، اليوم، بأنه «في ظل الأوضاع في السودان، فقد استشهد شيخ الأزهر خلال كلمته بأربعة أحاديث لحقن الدماء والتحذير من سفكها». وذكر بيان مشيخة الأزهر أن ذلك «يأتي بعد أيام من اندلاع قتال واشتباكات مسلحة في السودان بين الجيش السوداني وقوات (الدعم السريع)، أسفرت عن وقوع قتلى، وزعزعة الأوضاع في السودان، وتدمير عدد من الممتلكات العامة والخاصة، وتوالت على أثر ذلك الدعوات الدولية والأممية، ومن بينها دعوة مصر للوقف الفوري لأعمال القتال واللجوء إلى التهدئة وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني».
وشهد السيسي، اليوم، احتفالية وزارة الأوقاف بـ«ليلة القدر» بـ«مركز المنارة للمؤتمرات الدولية» بالقاهرة الجديدة. وأهدى شيخ الأزهر، الرئيس المصري، هدية تذكارية عبارة عن نسخة من القرآن الكريم، وقبّل السيسي النسخة المهداة من القرآن الكريم، وتبادل أطراف الحديث مع شيخ الأزهر.من جهته أكد وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، أن «الاحتفال السنوي بليلة القدر دليل على اهتمام الدولة المصرية بخدمة القرآن الكريم وإكرام أهله وإعلاء كلمة الحق كتاباً وسنة». ولفت إلى أن «العناية بالقرآن الكريم لم تقف عند حدود حفظه وتجويده، وإنما عناية بكل ما هو يتصل بالقرآن الكريم حفظاً وتفسيراً ودراسة وفهماً»، مشيراً إلى أن المسابقة العالمية التاسعة والعشرين، «التي نظمتها وزارة الأوقاف، قد تضمنت محاور أساسية عدة تتعلق بتفسير القرآن الكريم وفهم معانيه ومقاصده». وأكد وزير الأوقاف أن «نص القرآن ثابت ومقدس، وهو معطاء إلى يوم القيامة»، داعياً إلى بذل أقصى طاقتنا في فهمه فهماً صحيحاً وتطبيقه تطبيقاً دقيقاً يُسهم في صنع الحضارة وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، ويصل بنا إلى «سبيل النجاة».
وكرّم السيسي خلال الاحتفالية الفائزين في المسابقة العالمية الـ29 للقرآن الكريم من مصر والدول الإسلامية. وأعرب السيسي عن تطلع الأمة كلها إلى «مواصلة الجهد المحمود، لنشر العلم الديني الوسطي، وتوضيح صحيح الإسلام، والتعريف بجوهره الحقيقي، باعتباره قوة دفع إنسانية هائلة، من أجل الخير، والتقدم، والازدهار».
وأضاف أن «الله سبحانه وتعالى قد اصطفى من بين ليالي شهر رمضان، ليلة اختصها بمزيد من البركات والفضائل، بأن أنزل فيها القرآن، لتصبح ليلة الأمن والأمان والسلام، وليلة الرحمة والنور والهدى».
وقال السيسي: «هذه الليلة العظيمة، تمثل لنا مناسبة طيبة، للتفكر والتأمل، في حجم ومدى هذا التغيير الهائل، الذي انطلق برسالة الإسلام، وطال أركان الدنيا جميعها، ومسّ مناحي الحياة جميعها». وأوضح أن «طريق العمل الدؤوب، والكفاح المتواصل، والصبر الواثق، والإيمان المطمئن، هو السبيل الحتمي، لمن ابتغى السداد والنجاح، وهو الطريق الذي نهتدي به، ونمضي عليه، بثقة في الله سبحانه وتعالى».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك