انتفاضة مُصغّرة لـجنبلاط في وجه حكومة الحريري
آخر تحديث GMT23:22:19
 العرب اليوم -

انتفاضة مُصغّرة لـ"جنبلاط" في وجه حكومة الحريري

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انتفاضة مُصغّرة لـ"جنبلاط" في وجه حكومة الحريري

رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط
بيروت - العرب اليوم

أكد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط كلمته ومضى إلى.. التهدئة، انفتاح على رئيس الجمهورية ميشال عون ووقف إطلاق نار مع رئيس الحكومة سعد الحريري الأكيد أن الأيام القليلة الماضية لم تكن كافية لمعالجة كل هواجس جنبلاط، لكنّ رسالته المدوية وصلت، ولا بأس في إعطاء بعض الوقت لاختبار مفاعيلها.

يكفي بالنسبة إلى جنبلاط أنه نجح، مبدئياً، عبر الهجوم السياسي الذي شنّه أخيراً في تحسين شروط التفاوض على ما يهمه في المرحلة المقبلة بهذا المعنى يصبح حصر الخسائر إنجازاً في حد ذاته، بعدما شعر أن «التفاهم» بين الحريري والوزير جبران باسيل، والذي أتت الحكومة على قياسه، إنما أفضى إلى تهميشه.

ولعلّ أكثر ما يخشاه الزعيم الدرزي هو احتمال وجود «ملاحق سرية» لهذا التفاهم، على أكثر من صعيد، فكان لا بد من «انتفاضة مصغرة» قبل أن تنال الحكومة الثقة وتنطلق في عملها، بغية منع الأسوأ والأخطر، على قاعدة «الأمن السياسي» الاستباقي.

اعتمد جنبلاط في معركته الخاطفة ضد الحريري «القوة النارية» الكثيفة التي أوصلت الرسالة الاعتراضية في أقصر وقت وأبلغ طريقة، بحيث بات يمكنه العودة مجدداً إلى الحوار من موقع أقوى وأفضل.

أما علاقة جنبلاط مع عون، فإنها تكاد تكون اكثر حساسية ودقة، أولاً لأنّ الطرف الآخر فيها هو رئيس الجمهورية، وثانياً لأنّ الجبل يتأثر مباشرة بانفراجها أو انفجارها نظراً إلى طبيعة تركيبته الدرزية - المسيحية.

وعليه، يحاول رئيس «الاشتراكي» التمييز قدر الإمكان بين متطلبات التعاطي مع عون كرئيس للدولة وبين الموقف من باسيل في اعتباره رئيس «التيار الوطني الحر»، وإن يكن في قرارة نفسه يعلم أن هذا الفصل غير واقعي. ومع ذلك، سعى عون وجنبلاط بعد الانتخابات النيابية الأخيرة إلى إيجاد صيغة لتنظيم علاقتهما، عند الاتفاق وعند الخلاف، فما هي قصة هذا المسعى؟

بعد فشل محاولات الائتلاف «الاشتراكي»- «البرتقالي» في الجبل خلال الانتخابات الماضية وخوض الطرفين معركة تنافسية حادة في الشوف وعالية، أراد جنبلاط لاحقاً أن يداوي آثار تلك المرحلة ويخفف من وطأتها على النسيج المسيحي - الدرزي، فزار عون في قصر بعبدا عقب تكليف الحريري تشكيل الحكومة.

في تلك الجلسة، سادت المصارحة المتبادلة، واتفق الرجلان على فتح صفحة جديدة قوامها التفهّم المتبادل بهدف إراحة الجبل، وتحقيق الأنماء فيه، وتثبيت عودة المهجرين واستكمالها، على أن يكون هذا الاتفاق بمثابة مرجعية للعلاقة الثنائية ولمعالجة ما يمكن أن يطرأ عليها.

سلكت الأمور منحى إيجابياً لفترة لا بأس بها بعد ذلك الاجتماع، إلى أن وقعت حادثة الجاهلية الشهيرة وما تلاها من مواقف حادة لكل من طلال ارسلان ووئام وهّاب ضد جنبلاط. امتعض رئيس «الاشتراكي» آنذاك ممّا اعتبره نوعاً من الانحياز الرئاسي إلى جانب خصمَيه في الجبل، الأمر الذي أدى إلى فتور بينه وبين عون.

ثم أتى دور باسيل في مفاوضات تشكيل الحكومة على حساب «اتفاق الطائف» وصلاحيات الحريري، وفق اعتقاد جنبلاط، ليزيد منسوب التوتر لديه وصولاً إلى التصويب المباشر من «خنادق» كليمنصو على باسيل بأشكال مختلفة، علماً أن شظايا هذا الاشتباك أصابت قصر بعبدا.

كاد اشتعال جبهة كليمنصو- «بيت الوسط»- بعبدا، يهدد انطلاقة الحكومة الجديدة التي لا تزال طرية العود. تحركت الوساطات على اكثر من خط، لتُفضي إلى التهدئة التي مهّدت لزيارة الوزيرين أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور الى قصر بعبدا، حيث التقيا عون وناقشا معه الأسباب الكامنة خلف انزعاج حنبلاط.

بعد أخذ ورد، تفاهمَ الجانبان على إعادة تفعيل «اتفاق بعبدا» بين عون وجنبلاط، وقد سمع الوزيران من رئيس الجمهورية حرصاً على الالتزام بما سبق أن توافق عليه مع الزعيم الدرزي في آخر لقاء جمعهما، وهي إيجابية قوبلت بمثلها من جنبلاط الذي اعتبر أن «الصدمة» التي أراد إحداثها فعلت فعلها، وأنّ عليه الآن البناء على مفاعيلها ووقف التصعيد عند الحدود التي وصلها.

يدرك عون وجنبلاط أن عليهما إجراء تمارين على «التعايش الاضطراري»، لحسابات تتصل بتوازنات الجبل والسلطة، لكنّ كسب هذا التحدي ليس مضموناً في استمرار، في ظل وجود عوامل عدة تفرّقهما وتحول دون سريان منتظم للدم في الشريان الممتد من بعبدا إلى المختارة.

ويستغرب القريبون من جنبلاط ما يُروج أحياناً من جانب «التيار الحر» حول أن رئيس «الاشتراكي» يساهم في «محاولات تطويق العهد»، متسائلين: «أي أسلحة نملكها لنشارك في هذا الحصار الافتراضي؟». ويضيفون: «من يستحوذ على الجزء الأكبر من الحكومة والسلطة هو القادر على تطويق الآخرين ومحاصرتهم، تماماً كما أرادوا أن يحصل مع جنبلاط، ونأمل في أن يكون المعنيون قد كفّوا عن خوض هذه المغامرات».

قد يهمك أيضـــــــــــــــــــــــًا

- جنبلاط يلتقي وزير الخارجية المصرية سامح شكري

- جلسه عمل بشأن إجراءات الوقاية من الأمراض المنقولة عبر المياه في سيدي بوزيد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة مُصغّرة لـجنبلاط في وجه حكومة الحريري انتفاضة مُصغّرة لـجنبلاط في وجه حكومة الحريري



GMT 22:10 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة السواحل التونسية

GMT 23:27 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال الإسرائيلي يقتحم قرية مادما جنوب نابلس

GMT 21:30 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عاهل المغرب يخضع لجراحة ناجحة جراء كسر في الكتف

GMT 23:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير الكويت يصدر مرسوما بشأن تنظيم إقامة الأجانب في البلاد

GMT 19:27 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملك المغرب يستقبل أعضاء الحكومة الجديدة بعد إعادة هيكلتها

هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:14 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب
 العرب اليوم - نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب

GMT 13:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

هالة صدقي تعلن أسباب هجرتها من القاهرة

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟

GMT 04:41 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سماع دوي انفجارات قوية في كييف

GMT 04:32 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

زلزال يضرب بحر إيجة غرب تركيا

GMT 04:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرقي نابلس

GMT 05:56 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

عاصفة شمسية تكشف أسرارًا مدهشة حول الأرض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab