توقف الخطاب السامي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، عند الحصيلة المرحلية للمشاريع المندرجة ضمن البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، بعد سبع سنوات من توقيعه.
ففي الوقت التي يسير فيه تنفيذ هذه المشاريع على قدم وساق حيث بلغت نسبة الالتزام حوالي 80 في المائة، من مجموع الغلاف المالي المخصص لها، فإن الأقاليم الجنوبية مدعوة إلى أن تضطلع، كما دأبت على ذلك، بدور صلة الوصل بين المغرب وعمقه الإفريقي من خلال الخط المقبل لأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب.
وإذا كان خصوم المغرب يكثفون من هجماتهم الإعلامية عبر غزو شبكات التواصل الاجتماعي بأكاذيب مسعورة ، فإن المملكة تواصل على أرض الواقع، مسيرتها لتنمية أقاليمها وتعزيز علاقاتها مع شركائها الأفارقة.
إن وضوح المعطيات، بلغة الأرقام، التي أوردها الخطاب الملكي لا يدع مجالا للشك في عزم المغرب الراسخ على المضي قدما في هذه المسيرة لضمان حياة كريمة لساكنة هذه الأقاليم، بعد تحقيق النصر في المعركة السياسية والدبلوماسية بفضل العديد من مبادرات الدعم والتأييد لمخطط الحكم الذاتي.
وفي هذا السياق، ثمن الملك “النتائج الإيجابية التي تحققت” في تنفيذ كافة المشاريع بالصحراء المغربية ، والتي تهدف إلى تشجيع خلق فرص الشغل والاستثمارات.
وعدد الملك محمد السادس؛ المشاريع الهيكلية التي تساهم في تغيير وجه الأقاليم الجنوبية: أولا ، هناك طريق تزنيت – الداخلة السريع على وشك الانتهاء، وربط المنطقة النهائي بشبكة الكهرباء الوطنية، وتوسيع شبكات الاتصالات، والانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة.
أما المشروع الرائد الآخر للبرنامج، وهو الميناء الكبير الداخلة – الأطلسي، فقد أعلن الملك محمد السادس؛ أن أشغال البناء ستبدأ قريبا بعد الانتهاء من مختلف الدراسات والمساطر الإدارية ذات الصلة.
وتعد المشاريع الأخرى أيضا سببا حقيقيا للرضا، بالنظر لمساهمتها التي لا يمكن إنكارها في خلق آلاف مناصب الشغل، ولا سيما في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار، بالداخلة وبوجدور، تم وضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة.
كما أشاد الملك محمد السادس بالتقدم المحرز في قطاعات الفوسفاط والماء والتطهير، داعيا القطاع الخاص، إلى مواصلة التزامه للنهوض بالمشاريع ذات الطابع الاجتماعي.
كل هذه المشاريع ترسخ توجه الصحراء المغربية، باعتبارها صلة وصل لا تنفصم بين المغرب وعمقه الإفريقي وكأرض مدعوة للعب دور ريادي في مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب ، الذي أطلقه جلالة الملك والرئيس النيجيري محمدو بوخاري سنة 2016.
وفي هذا الصدد ، يسجل عاهل البلاد؛ بارتياح التقدم المحرز في هذا المشروع الكبير الذي بدأت خطوطه العريضة تتبلور بعد مذكرة التفاهم الموقعة مؤخرا، بالرباط، مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وفي نواكشوط مع موريتانيا والسنغال.
ويعد توقيع هذه المذكرة لبنة أساسية في عملية تنفيذ المشروع، ويعكس ، بحسب الملك محمد السادس، التزام الدول المعنية بالمساهمة في تحقيق هذا المشروع الاستراتيجي، ويظهر إرادتها السياسية لضمان نجاحه.
بالنسبة للمغرب، يؤكد الخطاب الملكي، فإن أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب الذي سيمر عبر عدة دول في المنطقة، قبل وصوله إلى الصحراء المغربية، ليس فقط مبادرة ثنائية نيجيرية / مغربية ، ولكنه يشكل “مشروعا استراتيجيا، لفائدة منطقة غرب إفريقيا كلها، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة”.
وبعد استكماله، من المتوقع أن يضمن الأمن الطاقي للدول الخمسة عشر للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وسيبقى للأجيال القادمة كمشروع من أجل السلام والاندماج الاقتصادي للقارة الافريقية، بالإضافة إلى دوره في الربط بين إفريقيا وأوروبا.
وبعد أن أشاد الملك بالدعم المقدم للمشروع من قبل المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، جدد“حرص المغرب على مواصلة العمل، بشكل وثيق مع أشقائنا في نيجيريا، ومع جميع الشركاء، بكل شفافية ومسؤولية، من أجل تنزيله، في أقرب الآجال”.
في الوقت الذي لا يزال فيه خصوم المغرب متمسكين بمواقف مبتذلة ويائسة، أظهرت المملكة بالحقائق أن المعركة الحقيقية هي معركة التنمية والازدهار والرفاهية، ليس فقط لساكنة الصحراء، ولكن لجميع الجوار الافريقي.
ومن خلال التشبث الثابت للمغاربة بالصحراء، والتضحيات المقدمة لاسترجاع الأقاليم الجنوبية والدفاع عنها، والمشاريع الحالية والمستقبلية في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك، فإن هذه المنطقة، مهد العديد من السلالات المغربية، ستظل إلى الأبد صلة وصل لا تنفصم بين المغرب وإفريقيا.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك