بومبيو يُركّز على قضية النفط خلال زيارته للبنان
آخر تحديث GMT09:46:56
 العرب اليوم -

بومبيو يُركّز على قضية النفط خلال زيارته للبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بومبيو يُركّز على قضية النفط خلال زيارته للبنان

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو
بيروت - اليمن اليوم

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو,قضية النفط,حزب الله,عقوبات,تصدير الغاز, الحقول اللبنانية,خط هوف,ترسيم الحدود

يسعى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو،خلال زيارته إلى لبنان, إلى التركيز على قضية النفط, بالإضافة إلى وجوب الالتزام اللبناني بالعقوبات المفروضة على حزب الله وإيران.

 وسيزور بومبيو، في مسار جولته، الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسيبارك للإسرائيليين الشروع بتشييد خط أنابيب الغاز، الذي يمتد من إسرائيل إلى قبرص واليونان، وصولًا إلى إيطاليا ومنها إلى أوروبا, وبذلك يكون الإسرائيليون قد استبقوا أي عمليات للتنقيب عن النفط والغاز في لبنان، وبدؤوا الاستعداد لتوريد الغاز إلى أوروبا.

خط هوف

ويبدو أنه في ظل عدم الاتفاق على ترسيم الحدود البرية والبحرية، قد يهدد خطّ أنابيب النفط هذا، أحد البلوكات اللبنانية في البحر، إذ أن الخطّ المرسوم له، يمرّ في أحد الحقول النفطية اللبنانية. ومن جهة أخرى، فإن التهديد الإسرائيلي للمخزون النفطي اللبناني، يتعلّق بما يثيره دومًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، بشأن "شفط" النفط من الحقول اللبنانية من قبل الإسرائيليين، من دون أي عملية ردعية من الجانب اللبناني، ولا من قبل المجتمع الدولي.

يأتي بومبيو إلى بيروت، ولديه عرض واحد للبنان، إما الالتزام بخط هوف لترسيم الحدود، أو أن يبقى خارج المعادلة النفطية حاليًا. ويشير السياق المنطقي إلى أن لبنان حتمًا لن يكون قادرًا على مواجهة هذا الخط الإسرائيلي القبرصي، خصوصًا أن له امتدادًا عربيًا، بالتوافق بين الإسرائيليين ومصر والأردن. فالغاز المصري والأردني سيمر إلى أوروبا في الأنابيب الإسرائيلية.

ويتصور البعض في لبنان أن الرهان على تجاوز هذه المخاطر والمصاعب، يتركز على العلاقة مع روسيا، بخاصة أن شركة روسية هي المعنية بالتنقيب عن النفط في لبنان. وبالتالي، فإن روسيا ستكون قادرة على حماية لبنان من مخاطر هذا الخطّ. لكن الحقيقة في مكان آخر، وما من صراع في هذه النقطة بين الاميركيين والروس. لا بل ما كان للبنان ان يمنح عملية التنقيب لشركة روسية، لو كان هناك فيتو أميركي. كما ما كان للبنان الإقدام على تلزيم خزانات النفط في طرابلس لشركة روسنفت، لو لم يكن الأميركيون قد منحوا ضوءًا أخضر لذلك، بمعزل عن الكلام حول "العتب" الأميركي.

الحل الروسي

ما من صراع بين الأميركيين والروس في هذا المجال. قد يحدث تباين واختلاف في بعض الأحيان، لكن أساس الخلاف ليس جوهريًا. أساسًا، الأميركيون لم يتقدموا بأي طلب للدخول في مناقصات الشركات المنقبة عن النفط والغاز في لبنان. وهم يمسكون بالمنطقة النفطية الأساسية، أي الخليج، حيث لا تقارن بنفط هذه المنطقة. وفي مقابل الشركة الروسية في لبنان، هناك شركة روسية أيضًا في إسرائيل، والشركة نفسها هي التي ستتولى تسييل الغاز وتخزينه في حقل كاريش، وتشرف على عملية جرّه إلى أوروبا. ولا يمكن الحديث عن صراع نفطي أميركي روسي، فيما ليس هناك أي وجود لأي شركة أميركية تنافس الشركة الروسية.

ويعتبر الحلّ الروسي لتسوية وضع حقول النفط في لبنان، في المنطقة الجنوبية، ليس بعيدًا عن الحلّ الأميركي، لا في مسألة ترسيم الحدود، ولا في كيفية استخراج النفط من البلوكات اللبنانية، وتسييله، وتصديره. وينص الحلّ الروسي، على شراء الشركة الروسية للغاز والنفط المستخرجين من الحقول اللبنانية، وتسديد ثمنهما إلى الدولة اللبنانية، وبذلك تصبح هذه المنتجات ملكًا روسيًا، يحق لروسيا أن تصدّرها عبر الأنابيب الملائمة لها. ما يعني أن روسيا ستعمل على تخزين النفط اللبناني في حقل كاريش الإسرائيلي ومنه سيتم تصديره إلى أوروبا.

المشروع الإيراني

ويعتبر الأساس ليس في هذه المنطقة، بالنسبة إلى الأميركيين، فهي تعتبر هوامش نفطية، لا تحتاج إلى خوض المعارك بشأنها في لبنان وسورية,وعين أميركا على إيران وتطويعها للفوز بنفطها، وبالنفوذ الاقتصادي لاستثمار هذه القوة. وهذا أساس وجوهر الاتفاق النووي الذي وقع قبل سنوات بين إيران والغرب. الاستراتيجية الأميركية تتجه نحو إيران، ولا يعنيها الوقوف والتلهي بتفاصيل هامشية. ولذلك تنازلت عن كل هذه الملفات السياسية وغير السياسية لصالح الروس، ويعتبر الأميركيون أن تسليم الروس لهذه الملفات سيشكل عامل ضغط على إيران.

ويكون لدى إيران مشروع نفطي آخر في لبنان, لكن استبق الأميركيون والروس هذه الخطوة، بتلزيم خزانات النفط في طرابلس لروسيا. كان المشروع الإيراني، يعتمد على إصلاح أنابيب النفط الواصلة من البصرة إلى لبنان مرورًا بحمص، وضخ النفط الإيراني إلى البصرة ومنها عبر تلك الأنابيب إلى البحر المتوسط ومنه إلى أوروبا. لكن دخول الروس على خطّ التشغيل والاستثمار، سيقطع الطريق على الإيرانيين. وسيؤدي حتمًا إلى زيادة التوتر الإيراني الروسي في سوريا.

لا يمكن فصل هذه الاستراتيجية النفطية، عن الضغط الأميركي المالي والاقتصادي على إيران، خصوصًا أن الوجود الأميركي الأساسي يرتكز في مواقع تطوّق إيران نفطيًا، في الخليج مثلًا، والعراق وسوريا، وعلى الحدود السورية العراقية، وفي باكستان وأفغانستان. كل هذه الدول التي تعتبر قواعد متقدمة للأميركيين تشكل طوقًا حول إيران، الغاية منه تطويع إيران واستدراجها إلى تسوية للفوز بنفطها، وليس لإسقاط النظام، ولا لترجيح كفة العرب. وبالتالي فإن الجائزة الاستراتيجية التي يبحث عنها الأميركيون لجهة النفط، هي النفط الإيراني على المدى الاستراتيجي البعيد.

مسار تاريخي

وتتخذ هذه المعركة أشكالًا متعددة، ولا تزال قائمة، بدءًا من العقوبات إلى الحصار إلى التهديدات بتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة. وهذا الأسلوب اتبعه الأميركيون مع العراق مثلًا قبل الاجتياح. وبالتالي إما أن تبقى هذه الإجراءات العقابية المحاصرة لإيران، لدفعها إلى تقديم تنازل والشروع في تسوية، تتيح للأميركيين الاستثمار بالنفط الإيراني، أو أن يقع تغيير سياسي حقيقي في إيران. هذا التغيير لا يعني تغيير النظام أو إسقاط الثورة الإسلامية، بل ذهاب إيران إلى علاقة استراتيجية مع الغرب، وتحالفية مع الأميركيين. وهذا يرتبط بجملة ملفات استراتيجية، كإعمار إيران، وفتح أسواقها أمام الشركات العالمية، والاستثمار في نفطها. ما يعني ترتيب نوع من الشراكة بين الغرب والإيرانيين تحت السقف الأميركي.

إذا ما تمّ التفاهم الأميركي الإيراني، فلا بد أن يرتبط بتسوية سياسية كبرى، سيكون الوضع في سوريا ولبنان أحد نتائجها. وبلا شك، أن أي تنازل ستقدّمه إيران، ستحصل مقابله على مردود سياسي إلى جانب المردود المالي. ولدى إيران أوراق أساسية في المنطقة، تخولّها الحفاظ على نفوذها وتأثيرها.

غاية الأميركيين معروفة، وتنطلق من الإمساك بمنطق الثنائيات، عربية (خليجية) من جهة، وإيرانية في الجهة المقابلة. بمعنى أن يكون هناك احتواء أميركي لإيران وتفاهم معها، مقابل استمرار العلاقة مع الخليج، أي استمرار المسار التاريخي نفسه، كما كان الأميركيون يديرون ثنائية العرب والإسرائيليين، وثنائية حلف بغداد بمواجهة جمال عبد الناصر. السياسة الأميركية في المنطقة واضحة وتهدف إلى الاستثمار بهذه التناقضات لا إلى إذابتها.

قد يهمك أيضا ؛؛

مايك بومبيو يؤكّد وجود خلايا لـ"حزب الله" في فنزويلا

فرنسا تأسف لقرار إسرائيل خصم الرواتب الفلسطينية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بومبيو يُركّز على قضية النفط خلال زيارته للبنان بومبيو يُركّز على قضية النفط خلال زيارته للبنان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 14:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أكرم حسني يكشف حقيقة تقديمه "الناظر 2"

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab