جائحة «كورونا» تبدد طموحات التوسع التركي في أفريقيا
آخر تحديث GMT15:04:23
 العرب اليوم -

جائحة «كورونا» تبدد طموحات التوسع التركي في أفريقيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جائحة «كورونا» تبدد طموحات التوسع التركي في أفريقيا

الرئيس رجب طيب إردوغان
أنقرة _ العرب اليوم

لا يمكن لشخص مثل رجب طيب إردوغان أن يتجنب الأضواء، ناهيك عن استغلال فرصة للظهور القوي على المسرح العالمي. ومع ذلك، فقد تخلى الرئيس التركي عن الاحتفالات المهيبة عندما زاره اثنان من رؤساء دول غرب أفريقيا في إسطنبول في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي. فقد عقد إردوغان لقاءاته مع الرئيس السنغالي ماكي سال ورئيس غينيا بيساو أمارو سيسكو إمبالو خلف أبواب مغلقة، دون استعراضات كبيرة كما اعتاد الرئيس التركي، بحسب تقرير لوكالة «بلومبرغ».


ويرى المحلل السياسي والكاتب الصحافي الهندي بوبي جوش أنه ربما كان غياب الأبهة عن الاستقبالات الرئاسية في تركيا مؤخراً مقصوداً. ولم يكن ذلك لآن علاقات تركيا مع دول جنوب الصحراء الأفريقية والتي كان يتم الترويج لها كدليل على تمدد النفوذ التركي، قد وصلت إلى مرحلة النضوح بحيث لم تعد زيارات رؤساء الدول الأفريقية لتركيا تتطلب أي ضجة، وإنما لأن إردوغان لم يعد لديه الكثير الذي يمكن أن يقدمه لزواره من الرؤساء.


ورغم توسع نفوذ تركيا في القارة الأفريقية في السنوات الأخيرة، أدت جائحة فيروس كورونا إلى الحد من قدرة أنقرة على البناء على طموحاتها الأفريقية. ويرى جوش، عضو مجلس تحرير وكالة بلومبرغ للأنباء أنه في ظل المحنة التي يمر بها الاقتصاد التركي، لم تعد أنقرة في وضع يتيح لها تقديم المساعدة التي تحتاجها بلدان جنوب الصحراء الكبرى في الوقت الحالي. وأضعف ذلك قبضة إردوغان في غرب أفريقيا التي تشهد تصاعد المنافسة الفرنسية التركية على خلفية الصراع بين إردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقبل تفشي جائحة كورونا كانت علاقات إردوغان مع دول جنوب الصحراء الأفريقية أكبر نجاح

للسياسة الخارجية للرئيس التركي، وفق التقرير. فمنذ وصوله إلى السلطة في 2003، فتحت تركيا 30 سفارة جديدة في القارة. كما زار إردوغان نفسه 28 دولة. وقد تكون التجارة التركية مع أفريقيا جنوب الصحراء ضعيفة بالنسبة لتعاملات دول القارة مع الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والهند، لكنها نمت إلى أكثر من سبعة أمثالها في أقل من عقدين، لتصل إلى 10 مليارات دولار. في الوقت نفسه فإن بوبي جوش يرى أن هذه الأرقام لا تعكس بشكل كافٍ اتساع وعمق الوجود التركي في المنطقة، والذي لا يشمل المصالح التجارية والأمنية فحسب، بل يشمل أيضاً القوة الناعمة التركية الكبيرة.


ويشير التقرير أن أنقرة أصبحت مورداً مهماً للأسلحة للقارة. كما أنها تحتفظ بقواعد عسكرية في الصومال والسودان وتوفر التمويل لقوات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي. بينما تقوم شركات البناء التركية بمد خطوط السكك الحديدية والمطارات. وتسير الخطوط الجوية التركية رحلات إلى وجهات في جنوب الصحراء الأفريقية أكثر من أي شركة طيران غير أفريقية. كما تساهم المساعدات التركية والمؤسسات الخيرية الدينية في بناء المدارس والمستشفيات والمساجد، في حين تصل المسلسلات التركية إلى جمهور أفريقي أكبر من أي وقت مضى. كما أن أندية كرة القدم التركية تستعين بعدد كبير من اللاعبين المحترفين الأفارقة في صفوفها.


ولكن جائحة كورونا كشفت محدودية نفوذ تركيا. فقد اكتشفت دول جنوب الصحراء أن أنقرة ليس لديها الكثير الذي يمكن أن تقدمه لها في مواجهة التداعيات الاقتصادية. وعلى عكس الصين والهند وروسيا، لا تستطيع تركيا توفير لقاحات مضادة لفيروس؛ كما أنها لا تمتلك أموالاً ضخمة كتلك التي يمتلكها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين لمساعدة هذه البلدان المثقلة بالديون الهائلة. وفي ظل اضطرار حكومات الدول الأفريقية إلى تقليل الاقتراض وإعادة ترتيب أولويات الإنفاق للتعامل مع التداعيات المستمرة للجائحة، بما في ذلك احتمالات عودة عشرات الملايين من الأفارقة إلى دائرة الفقر من جديد، من المحتمل أن تقلص تلك الدول أو تؤجل العمل في العديد من مشروعات البنية التحتية العملاقة التي تعمل فيها شركات المقاولات التركية.


أخيرا، يشير التقرير إلى الحضور التركي العميق في الصومال، التي تحمل حكومتها مشاعر الامتنان لأنقرة التي تدرب الكثير من العسكريين الصوماليين في القاعدة العسكرية التركية بمقديشو. كما أن دولاً أفريقية عديدة ما زالت تحتاج إلى الخبرة العسكرية والأسلحة التركية لتعزيز قدراتها الأمنية. وفي مقدمة هذه الدول تأتي إثيوبيا التي تحرص على تعميق علاقاتها مع تركيا في ظل فتور علاقاتها بالدول الغربية على خلفية أحداث الحرب الأهلية في إقليم تيغراي.


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تركيا تنتقد قرار كوسوفو فتح سفارة في القدس

أردوغان يبحث مع مادورو تعزيز التضامن بين تركيا وفنزويلا

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائحة «كورونا» تبدد طموحات التوسع التركي في أفريقيا جائحة «كورونا» تبدد طموحات التوسع التركي في أفريقيا



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab