أعلن الجيش اللبناني اليوم سيطرته على ثلاثين كيلومترا مربعا من أراضي جرود بعلبك والقاع شمال شرقي البلاد بعد ساعات من إطلاقه -في وقت متزامن مع حزب الله- عملية لانتزاع تلك المناطق الخاضعة منذ أربع سنوات لـ تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكر المتحدث باسم الجيش العقيد نزيه خريش أن وحدات الجيش سيطرت اليوم على نحو ثلاثين كيلومترا مربعا من المنطقة التي كان تنظيم الدولة ينتشر فيها، وأضاف أن عشرين مسلحا قتلوا في المعارك بينما أصيب عشرة جنود من الجيش بجراح أحدهم حالته حرجة.
جاء ذلك بعد أن أطلقت قيادة الجيش فجر اليوم عملية "فجر الجرود" برعاية من الرئيس ميشال عون لاستعادة تلك المناطق النائية التي يسيطر عليها التنظيم بالمنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا والتي تقدر مساحتها بثلاثمئة كيلومتر مربع. وأتت العملية بعد أقل من شهر على حملة في جرود عرسال انتهت بـ تهجير مقاتلين من جبهة النصرة وأسرهم ونقلهم بالحافلات إلى داخل سوريا في إطار تفاهم بين الطرفين.
واستخدام الجيش في هجومه المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ كما شوهدت بعض المروحيات العسكرية وهي تشارك في الهجوم الذي تم بالتزامن مع هجوم موازي شنه حزب الله والجيش السوري في منطقة القلمون الغربي داخل الأراضي السورية.
ونفى مدير التوجيه بالجيش العميد علي قانصو وجود تنسيق مع حزب الله أو النظام السوري في هذه المعركة. وأشار في مؤتمر صحفي إلى طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة التي تدور فيها عمليات الجيش، متوقعا أن المعركة كلما تتقدم ستزداد شراسة، مقدرا عدد المقاتلين المستهدفين بالعملية بستمئة.
التطورات العسكرية
ونقل مدير مكتب الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم عن مصدر أمني أن الجيش سيطر بداية العملية على مراكز للتنظيم، وأن العملية تجري كما هو مخطط لها. وقال إن هناك معلومات مؤكدة بالسيطرة على تلتين إستراتيجيتين كان يتمركز فيهما مقاتلو تنظيم الدولة.
من جهته، قال الإعلام الحربي التابع لحزب الله إن مقاتلي الحزب تمكنوا من السيطرة على87 كيلومترا مربعا من إجمالي المساحة التي كان ينتشر بها تنظيم الدولة في جرود القلون الغربي السوري.
كما أعلَن أن أحد الأمراء الشرعيين في تنظيم الدولة في قاطع الزمراني في ريف القلمون الغربي قد استسلم لمقاتلي الحزب مع أفراد من مجموعته. جاء ذلك بعد إعلان الحزب سيطرته اليوم على نقاط عدة في جرود قارة والجراجير في القلمون الغربي السوري.
وأضاف في بيان أن مجموعات من مقاتلي تنظيم الدولة سلموا أنفسهم للحزب عند معبر الزمراني الذي أصبح تحت السيطرة النارية لمقاتلي حزب الله والنظام السوري. وتحدثت وسائل إعلام تابعة للحزب اللبناني عن السيطرة على مواقع أخرى كانت خاضعة للتنظيم.
الحريري وجعجع
وفي إطار ردود الأفعال على العملية، وجه رئيس الحكومة سعد الحريري التحية للجيش اللبناني وأكد دعمه لعملية طرد ما سماه فلول الإرهاب من الأراضي اللبنانية.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إنه مع انطلاق عملية الجيش اللبناني ضد تنظيم الدولة "يكون بدأ التحرير الفعلي" مؤكدا أن المعادلة الذهبية في لبنان هي شعب ودولة وجيش.
من جهته، تمنى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط للجيش اللبناني النجاح في عملية تحرير الجرود من أجل "سلامة لبنان" مؤكدا أن نظام لبنان الديمقراطي هو الأساس.
وأعلن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن معركة فجر الجرود التي أطلقها الجيش اللبناني "هي انتصار للدولة وللحكومة اللبنانية وللجيش اللبناني".
أما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فدعا اللبنانيين إلى "مرافقة الجيش اللبناني بصلواتهم من أجل انتصاره وتحرير الجرود اللبنانية من احتلال الإرهاب والإرهابيين"
أرسل تعليقك