تراجعت حدة المعارك في اليمن، وبخاصة في الجبهات الشمالية الأكثر اشتعالا، مع غموض يكتنف مصير الحل السياسي.
وبعد أيام من المواجهات العنيفة في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، وفي جبهة ميدي بمحافظة حجة ومديرية نهم شرق صنعاء، تراجعت حدة المواجهات وسط مصير غير واضح لجهود استئناف مباحثات السلام، التي كان المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد بدأها منتصف الشهر الماضي.
ومع استمرار الاشتباكات المعتادة في جبهات الضالع والبيضاء، شنت مقاتلات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، فجر السبت 10/12/2016، غارات على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في مدينة تعز جنوب-غرب البلاد.
ووفق مسؤولين وسكان محليين، فإن مقاتلات التحالف استهدفت منطقتي البهول والكسارة في محيط مصنع البرح غرب المدينة.
الغارات أتت وسط قصف متبادل بين المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق من جهة، والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى في مرتفعي الأعلى والصياحي، حيث أعلنت القوات الحكومية عن مقتل 12 من المسلحين الحوثيين وحلفائهم. وكذلك عن مقتل اثنين من أفراد هذه قوات هادي وإصابة 7 آخرين.
وفي شرق صنعاء، ذكر متحدث باسم القوات الموالية للرئيس هادي أنها ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة، وصلت حديثا إلى مقاتلين موالين للحوثيين في منطقة نهم شرق صنعاء.
وأوضح المتحدث أن الأسلحة المضبوطة تنوعت بين قذائف "آر بي جي"٬ وبنادق آلية ٬ وقذائف أخرى. كما تم أسر أعداد من هؤلاء المسلحين عند تقدم القوات في تلك المواقع.
سياسيا، عدل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن انتقاداته، التي وجهها إلى السعودية على خلفية الحرب في اليمن، وقال في مداخلة أمام مؤتمر حوار المنامة إن بلاده تتفهم مخاوف السعودية، وكذلك الأهمية المطلقة لحماية نفسها من اعتداءات الحوثيين.
وأضاف: "عندما ننظر إلى ما يحصل في اليمن، فإن يد إيران ظاهرة بوضوح، وأنا طبعا أتفهم المخاوف السعودية حول الأمن وحول الأهمية المطلقة لحماية المملكة نفسها من القصف الحوثي، لكن وزير الخارجية البريطاني أعرب عن قلقه إزاء المعاناة الحالية للشعب اليمني".
هذه التصريحات جاءت بعد أيام على إنهاء المبعوث الدولي جولة في منطقة الخليج، كان يهدف منها إلى استئناف مباحثات السلام استنادا إلى خطة السلام التي اقترحها وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، لكن تمسك الرئيس هادي بموقفه الرافض لتلك الخطة حال دون تحديد موعد استئناف هذه المحادثات أو معرفة مصيرها.
وفي محافظة عدن، التي اتخذتها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، أعلنت السلطات عن مقتل خمسة جنود وإصابة ثلاثة آخرين بانفجار لغم أرضي استهدف دورية عسكرية بمنطقة جعولة شمال المدينة.
ورجح المصدر أن يكون اللغم من مخلفات مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، الذين سيطروا على المدينة خلال النصف الأول من العام الماضي قبل طردهم منها.
وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة عن ارتفاع معدلات سوء التغذية في اليمن بنسبة 60 في المئة عما كانت عليه أواخر العام الماضي 2015.
وقال مكتب الأمم المتحدة في اليمن إن سوء التغذية الحاد ألحق ضررا بالغا بأكثر من ثلاثة ملايين يمني، بينهم 460 ألف طفل دون سن الخامسة.
وأعلن المكتب الأممي عن تخصيص 58 مليون دولار للأنشطة المنقذة للأرواح في هذا البلد العربي الفقير الذي تمزقه الحرب منذ نحو عامين.
أرسل تعليقك