فتحت السلطات المصرية السبت معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لمدة ثلاثة ايام للحالات الإنسانية للمرة الاولى منذ تسلم السلطة الفلسطينية المعابر في قطاع غزة من حركة حماس في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.
وافاد مسؤول فلسطيني في المعبر ان البوابة المصرية للمعبر "فتحت عند التاسعة صباحا وسُمح بمرور أكثر من عشر حافلات حتى الظهر".
والمعبر مفتوح حتى الخامسة مساء في الاتجاهين، وفي حين لا توجد قيود على دخول العائدين إلى غزة، يسمح بالمغادرة للمرضى والطلبة وحملة الاقامات والجنسيات الأجنبية والحاصلين على أذونات مصرية خاصة.
وتتضمن كشوفات الراغبين في السفر إلى مصر لدى وزارة الداخلية في غزة نحو عشرين الف اسم، في حين هناك آلاف عالقون في مصر ويرغبون بالعودة.
وتعود آخر مرة فتح فيها معبر رفح للحالات الإنسانية والاضطرارية إلى 27 آب/اغسطس الماضي.
ومنذ بداية سنة 2017، فتح معبر رفح لمدة 14 يوما، وفق موقع وزارة الداخلية في غزة الذي لا زالت تديره حماس.
وعبر مفيد الحساينة، وزير الأشغال العامة والإسكان، خلال مؤتمر صحفي في معبر رفح عن "الشكر لجمهورية مصر العربية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير المخابرات العامة المصري، خالد فوزي وكل الشعب المصري على فتح المعبر أمام أبناء شعبنا".
وقال الحساينة "هذا اليوم الأول لفتح المعبر وهو باكورة أول عمل لحكومة الوفاق الوطني بعد تسلم مهامها في معبر رفح لتفقد المسافرين وأوضاعهم وتسهيل سفرهم وتنقلهم عبر المعبر".
وشدد الحساينة على "أن حكومة الوفاق الوطني هي على أتم الجاهزية لتحمل مسؤولياتها ومهامها تجاه أبناء شعبنا في كل القضايا"، متمنياً "رفع المعاناة عن أبناء شعبنا في القطاع" الخاضع لحصار إسرائيلي محكم منذ 2006.
وأفاد مسؤول فلسطيني الجمعة ان "مصر ستفتح المعبر للحالات الانسانية المسجلة لدى وزارة الداخلية التي كانت تديرها حماس وفق الالية المعمول بها سابقا" وتابع أن "الموظفين المدنيين والامنيين في المعبر حاليا هم من موظفي حكومة الوفاق" التي يرأسها رامي الحمد الله.
وتتولى أجهزة السلطة الفلسطينية من حرس رئاسي وجهاز الأمن الوطني الوقائي والمخابرات تأمين ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ في حين يتولى موظفو ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌين لها ترتيب العمل داخل الصالات.
ولكن قوات التدخل وحفظ النظام من مركز شرطة رفح التابعة لحماس هي التي تتولى ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻭﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺭﺝ المعبر.
وتجمع المئات من المواطنين منذ الصباح الباكر في صالة ملعب ابو يوسف النجار في خان يونس جنوب قطاع غزة تمهيدا لنقلهم في حافلات الى المعبر، حسب مصور فرانس برس.
وقال اياد أبو الخير (46 عاما) المتوجه إلى رومانيا عن طريق مصر"نحن نعاني من الحصار منذ 11 سنة وجميع معاملاتنا وأمورنا تسير من خلال هذا المعبر. نأمل أن يتمكن الجميع من السفر ومباشرة أعمالهم وحياتهم، نتمنى ان يفتح المعبر باستمرار وأن يعامل المواطن الفلسطيني بكرامة مثله مثل أي مواطن آخر".
وأعرب الطالب محمد شقورة (18 عاما) الذي ينتظر منذ أشهر للالتحاق بجامعة القاهرة عن أمله بأن "تنتهي الضغوط على قطاع غزة مع عودة السلطة الفلسطينية" الغائبة منذ سيطرة حماس على القطاع بقوة السلاح في 2007.
واما سحر عبيد (30 عاما) التي تنتظر منذ شباط/فبراير الذهاب إلى مصر مع ابنتها التي تحتاج عملية في القلب "أطالب بأن يبقى المعبر مفتوحا وأن نتمكن من الذهاب والعودة من دون معاناة، وخصوصاً المرضى".
سلمت حماس في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر ممثلي السلطة الفلسطينية الوزارات ومعابر قطاع غزة في خطوة رئيسية على طريق تطبيق بنود اتفاق المصالحة الموقع في 12 تشرين الأول/اكتوبر في القاهرة.
ويفترض بموجب الاتفاق ان تتسلم السلطة الفلسطينية جميع المؤسسات في غزة بحلول الأول من كانون الأول/ديسمبر.
ولكن لا تزال هناك خلافات بشأن الأمن الذي لا زالت تديره حماس في غزة حيث اجتمع اللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة الفلسطينية الجمعة مع يحيى السنوار رئيس حركة حماس في القطاع.
وناقش فرج والسنوار "استكمال تنفيذ بنود المصالحة ونشر قوات امن تابعة للسلطة في معابر القطاع وعلى طول الحدود بين قطاع غزة ومصر وتم التوافق بشأن هذه المسالة" وفق مسؤول فلسطيني حضر الاجتماع وطلب عدم ذكر اسمه.
واكد المسؤول انه تمت كذلك "مناقشة التحضيرات والنقاط التي ستطرح خلال اجتماع الفصائل الفلسطينية برعاية مصر في القاهرة الثلاثاء القادم".
أرسل تعليقك