دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى استثمار أجواء الهدوء في المنطقة، لا سيما بعد الاتفاق الأخير بين المملكة العربية السعودية وإيران الذي رعته الصين. وطبقاً لبيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي فإن دعوة الأخير جاءت بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وطبقاً للبيان فإن السوداني «أعرب عن تمنياته باستثمار أجواء الهدوء السياسي في المنطقة من أجل خير وسلام جميع الشعوب والبلدان الشقيقة والصديقة». وأضاف البيان أنه «جرى تأكيد عمق العلاقات التاريخية مع البلدين الجارين، وأهمية تعزيز التعاون المتبادل، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة، وترسيخ أمن المنطقة وازدهار شعوبها».
وبدوره، أكد الرئيس الإيراني خلال الاتصال الهاتفي مع السوداني أن «التنفيذ الكامل للاتفاقيات بين طهران وبغداد سيرفع العلاقات والتعاون بين البلدين إلى مستوى جديد» طبقاً لوكالة «مهر» الإيرانية.
ولم تفصح الوكالة الإيرانية عن طبيعة الاتفاقات التي يتعين تنفيذها بالكامل بين العراق وإيران.
وأعلنت السعودية وإيران الشهر الماضي التوصل لاتفاق بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح سفارتي وممثليات البلدين خلال شهرين كحد أقصى، في خطوة لاقت ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً.
وأكد خبراء عراقيون لـ«الشرق الأوسط» أهمية استمرار أجواء الهدوء التي باتت تسود في المنطقة بعد الاتفاق السعودي - الإيراني، خصوصاً حاجة العراق الماسة إلى مثل هذه الأجواء من أجل الاستمرار في تنفيذ البرنامج الحكومي لوزارة السوداني، الذي يعتمد كثيراً على توفير الأجواء المناسبة للاستثمارات الأجنبية في العراق.
يقول رئيس مركز التفكير السياسي في العراق الدكتور إحسان الشمري لـ«الشرق الأوسط» إن «دبلوماسية الهاتف تأتي في إطار تنسيق المواقف بين العراق من جهة والسعودية من جهة أخرى، خصوصاً أن العراق بات يستشعر الاستقرار في المنطقة نتيجة المصالحة ما بين السعودية وإيران، خصوصاً أن السعودية تقدم حزم مبادرات من أجل استقرار المنطقة، وهذا يصب في مصلحة العراق بشكل مباشر وغير مباشر من منطلق أن استقرار المنطقة سيسهم في استقرار داخلي في العراق على كل المستويات».
ويرى الشمري أن «هناك أمراً آخر يؤكد استمرار العراق على بناء علاقات جيدة مع المنظومة العربية، وبالذات مع السعودية كدولة ضامنة، حيث إنه لا بد للعراق أن يتجه في علاقاته مع السعودية كدولة ضامنة يمكن أن تكون مساهمة بفاعلية في رفع الأزمات، وتفكيك الأزمات الاقتصادية في الداخل العراقي».
وبيّن الشمري أن «الجانب الآخر هو ما يرتبط بالتمهيد في تنسيق المواقف بين بغداد والرياض على مستوى القمة العربية التي ستعقد في المملكة في الشهر القادم، وبالتالي فإن العراق يريد من خلال هذا الهدوء أن يكون هناك استقرار، وحل كثير من القضايا في المنطقة، مثل الوضع في سوريا ولبنان، وهو ما يمكن أن يسهم في زيادة فرص التنمية المستدامة».
أما أستاذ الإعلام الدولي الدكتور غالب الدعمي فيقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بالفعل هناك هدوء كبير في المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط، وهو ما يؤهل العراق لأن يلعب دوراً في سياق استثمار هذا الهدوء عبر بناء علاقات متوازنة».
وأضاف أن «هذا الوقت بالذات يمثل نقطة اللقاء بين المنطقة العربية وإيران متمثلة في العراق؛ حيث إنه يملك علاقات جيدة مع إيران، وكذلك لديه علاقات بدأت تتحسن مع الدول العربية لا سيما الخليجية منها، وبالتالي فإن الطريق الأقرب لنمو هذه العلاقات هي العراق، حيث إن هدوء العراق إنما هو جزء من هذا الهدوء». وأكد الدعمي أن «تحسين العلاقات بين دول الخليج العربي والجمهورية الإسلامية الإيرانية ينعكس إيجاباً على العراق، وعندما يتحقق الاستقرار يبدأ الاستثمار، حيث تنطلق المشاريع الصناعية والزراعية... وغيرها من المشاريع الكبرى، فنحن بأمسّ الحاجة إلى ذلك في العراق، لا سيما في مناطق البصرة والمثنى ونينوى وديالى وصلاح الدين... وغيرها من المناطق والمحافظات».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك