بيروت - جورج شاهين
كشف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن أنه تلقى رسالة من أمير قطر تفيد أنه يبذل جهودًا لتحرير المطرانين سالمين، وعلم "العرب اليوم" أن الرسالة التي تلقاها سليمان من الأمير تميم نقلها إليه، صباح السبت، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي زاره في قصر بعبدا وأبلغه مضمون الرسالة والتأكيدات التي تضمنتها من جانب الأمير تميم، وسعيه إلى الكشف على مصير مطراني حلب والإفراج عنهما في أفضل الظروف الممكنة وبأسرعها.
وشرح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال رعايته المؤتمر العام لمسيحيي المشرق في الربوة، أنواع الغربة، وقال: "غياب الحرية منفى، اكراه السلطة الجائرة وعبء بعض التقاليد منفى، استدامة حالات الحروب الداخلية والخارجية منفى".
وأوضح: "تضاءل عدد المسيحيين الى نسبة 6 في المائة في الشرق، نتيجة الاعمال العنفية واندلاع الصراع العربي الاسرائيلي وتوالي الانتكاسات على اكثر من صعيد، على الرغم من النهضة الادبية والعربية. اما اليوم مع اهتزاز الفكرة القومية وتنامي الحركات الاصولية الرافضة للآخر عادت مشكلة الاقليات الى دائرة التفاعل والاهتمام. ان الاخطار التي تهدد مسيحيي الشرق اصبحت معروفة واهمها تقلص في الوجود وتراجع الدولة في القرار السياسي والاقتصادي، واندلاع المسالة الدستورية بشان مدى الفصل بين السلطة والمؤسسات، بالتزامن مع الحراك الشعبي، الا ان ما يدعو الى تبديد القلق ان التحولات العاصفة لم تكرس في اي بلد الفكر الاحادي المطلق، وروح التسامح والاخاء التي طالما سادت على مساحة العالم العربي ووحدت الشعوب والقلوب، وفي مطلق الاحوال ان معركة الدساتير الجديدة يجب ان تركز على ما يخدم وحدة المجتمعات والكرامة الانسانية على قاعدة ما توصلت اليه البشرية من مكتسبات بقطع النظر عن عرقه او دينه".
وأكد: "ان نموذج الاستثناء اللبناني المميز قد يشكل منطلقا لنظام سياسي مشرقي جديد يؤدي الى انشاء دولة المواطنة الحقيقية. وقد رعى الكيان اللبناني حماية الاقليات الدينية وجميع الاقليات شكلت مكونات ثقافية وحضارية متنوعة في اطار من الوحدة والاغناء المتبادل".
وأعلن: "لبنان الكيان والنظام والنموذج لعيش الاديان قام على العيش المشترك الاجتماعي والسياسي اي العيش بالمساواة بين المسيحيين والمسلمين، العيش المشترك ليس التعايش الاجتماعي في علاقاته الافقية انه العيش المشترك السياسي بعلاقاته العمودية اي علاقة الحاكم والمحكوم انه مشاركة في الحكم والسلطة داخل اطار القبول والرضى المتبادل. لا لتحكم الاكثرية الساحقة. ان العيش المشترك يعني عدم التقوقع على الذات انما الدخول مع الآخرين في حوار دائم اي تحقيق الذات مع الاخر وليس على حسابه، ان المطلوب من الآخر تقديم الهوية الوطنية على الهوية الدينية والمحافظة على الاصل التاريخي لهوية البلد المتعدد. ان هذا النموذج يحتاج الى دولة قوية. واذا تفشت لدى المسيحيين عقدة الشعور الاقلوي حكموا على انفسهم بالذوبان".
واشار الى انه تلقى رسالة من امير قطر تفيد انه يبذل جهودا لتحرير المطرانين سالمين، وقال: "اننا على ثقة ان مستقبل المسيحيين في الشرق مزيج من الصعابات والامكانات. مستقبل الجماعات محكوم بقدرتها على الاستجابة للتحديات التي يفرضها واقعها ومحيطها، لقد اظهرت زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر ويوحنا بولس الثاني مدى حيوية الوجود المسيحي في لبنان، كذلك شكل الارشادان الرسوليان خريطة طريق فعلية لطبيعة علاقتهم مع بعضهم البعض".
وختم سليمان: "ان مستقبل المسيحيين لا يكون بالتقوقع والانعزال ولا يكون بالحماية العسكرية الاجنبية لانها مشروع بائد ومستفز، ولا يكون بالتماهي مع الانظمة غير العادلة والمتسلطة ويتناقض مع الظلم، بل يكون بتعزيز منطق الاعتدال والانفتاح. مشروع المسيحيين في الشرق هو مشروع كل مواطن الى اي طائفة او مذهب انتمى يتوق الى الحرية والعدالة والتنمية".
أرسل تعليقك