بيروت ـ جورج شاهين
عقد المجلس الأعلى للطفولة، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور، في مبنى وزارة الشؤون الاجتماعية في بدارو، حضره وزيرا الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي، إضافة إلى عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب جيلبيرت زوين.
وبحث المجتمعون موضوع الأطفال الذين يشاركون في الحرب الدائرة في طرابلس، إضافة إلى موضوع الطفلة إيفا التي خطفت بقصد الزواج قَسرًا.
وفي بداية الاجتماع قدمت ريتا كرم الأمين العامّ للمجلس شرحًا وافيًا عن هدف اللقاء، ومنها موضوع "تأثير النزاعات المسلحة على الأطفال في طرابلس، وحماية الأطفال من أشكال العنف كافّة، ومن ضمنها ما حصل مع الطفلة إيفا "التي خطفت على يد عائلة تريد تزويجها من ابنها وفاء لدَيْنٍ لها على والده، وهي بنت السنوات الثماني، مشددة على "دور الأهل في هذا الإطار، لا سيما أن أهل الطفلة ليسوا موافقين على زواجها، ما يجعل هذا الزواج باطلًا قانونًا نظرًا لصغر سن إيفا وكونها قاصرة"، داعية "قاضي الأحداث والنيابة العامّة لإصدار قرار يحمي هذه الطفلة، وسحبها من المنزل الذي تتواجد فيه، وتسليمها إلى أهلها، ومن ثم القيام بمعالجتها نفسيًّا".
وجاء هذا الموقف قبل أن يُبلَغ المجتمعون أن القوى الأمنيّة عثرت عليها وأعادتها إلى عائلتها عصر الثلاثاء.
وتطّرق وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور إلى "المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام عن أطفال يطلقون النار في طرابلس، أو يحملون أسلحة حربية، مشددًا على أن هذا "الأمر سيكون محل ملاحقة. وأنه في 20 تشرين الثاني المقبل سيتم إطلاق ميثاق لحقوق الطفل الإعلامية، لأن هناك انتهاك كبير لحقوق الطفل"، داعيًا إلى "عدم إظهار وجه الطفل عبر وسائل الإعلام في أي تحقيق أمني أو سياسي".
إضافة إلى إطلاق النار على حافلتي مدرستين ما أدى إلى سقوط جريحين من الأطفال حالتهما حرجة"، معتبرا "أنه لا مبرر للإجرام واستسهال الاعتداء على الأطفال"، مشيرًا إلى "وجود عدد كبير من حالات الصدمة النفسية والاجتماعية لدى عدد كبير من الأطفال التي تحتاج إلى علاج".
واعتبر أبو فاعور أن "المعركة الفعليّة التي يجب أن تقوم في طرابلس هي معركة الإنماء"، مشيرًا إلى "أنه من خلال مشروع دعم الأسر الأكثر فقرًا الذي قامت به وزارة الشؤون الاجتماعية استفادت 3122 عائلة في باب التبانة في طرابلس، من أصل 36575 عائلة على مستوى كل لبنان، من الذين استوفوا شروط برنامج دعم الأسر الأكثر فقرًا، وهي الأسر التي تعيش تحت خط الفقر الأدنى، في حين استفادت 1157 عائلة في منطقة الميناء".
وأسف "أن تكون طرابلس التي تعاني هذه الدرجة من الفقر والحاجة والإهمال، أن يكون جدول الأعمال اليومي لدى فقرائها هو تعداد الضحايا والقتلى يوميًّا"، معتبرًا أنه "بدلا من النقاش حول كيفية رفع الفقر عن كاهل هذه العائلات، فإن النقاش هو كيفية مساعدة الجيش لوقف الاقتتال الذي يجب أن يتوقف بأي شكل من الأشكال".
من جانبه شدَّد وزير العدل شكيب قرطباوي على أهمية حماية الطفل في لبنان، وتنشئته على أسس واضحة وسليمة، وتربية صحيحة، لأنه يمثل مستقبل هذا البلد، مشددًا على "أهمية دور الوزارات المعنية في هذا المجال"، داعيًا "رجال الدين إلى أخذ التنبيه على أهمية أخذ الحالة الاجتماعية والمادية للزوج في الاعتبار قبل موافقة الأهل على إتمام الزواج.
أرسل تعليقك