طرابلس - العرب اليوم
تراجع الحماس الأميركي والأممي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في ليبيا قبل أسبوع فقط من موعدها، لكن محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، أكد في المقابل حرصه الكامل على إنجاح الاستحقاق المرتقب، وقال إنه يمارس عمله من مقره في العاصمة طرابلس، رغم استمرار التحركات المريبة للميليشيات المسلحة في المدينة لليوم الثاني على التوالي.
وقال المنفي، في بيان وزعه مكتبه، مدعوماً بصور لاجتماعه مساء أول من أمس مع ميخائيل أونماخت، سفير ألمانيا، إنه متشبث بإنجاح الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها الانتخابات والمصالحة الوطنية، كمشروع وطني للسلم الاجتماعي وإعادة الاستقرار للبلاد.
وأوضح المنفي أن الاجتماع استعرض ملف الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وفرص إنجاز هذا الاستحقاق الوطني، والعمل على بناء الثقة بين جميع الأطراف المشاركين في العملية السياسية، كما بحث جهود اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، ونجاحها في أداء عملها وفق ما أقرته في اجتماعاتها الأخيرة.
وفي مؤشر على تراجع الحماس الأميركي والأممي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية، قال ريتشارد نورلاند، السفير الأميركي والمبعوث الخاص لدى ليبيا، بلهجة أقل حماساً من المعتاد، إنه جدد لدى اجتماعه في تونس مع عماد السائح، رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، مساء أول من أمس، دعم الولايات المتحدة للانتخابات، وثقتها بقدرة المفوضية على الوصول إلى «نتائج انتخابات حرة ونزيهة».
في سياق ذلك، قضت محكمة استئناف مصراتة بوقف اعتماد القائمة الأولية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، مع إيقاف جميع إجراءات مفوضية الانتخابات لحين البت في القضية.
ميدانياً، ورغم أن صوراً أظهرت انسحاب بعض الفصائل المسلحة من أمام مقر رئاسة الحكومة في طرابلس، فإن لقطات مصورة أظهرت تحرك أرتال مدرعات وعربات مسلحة من منطقة صلاح الدين، جنوب شرق المدينة نحو وسطها، تزامناً مع انقطاع التيار الكهربائي عن هذه المناطق، عقب التوتر الذي شهدته الليلة قبل الماضية.
كما انتشرت مدرعات وسيارات مسلحة في مناطق عدة في طرابلس، وتم رصدها وهي تجوب مختلف أنحاء المدينة، بينما قالت «عملية بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية للحكومة، إن اللواء أسامة الجويلي، آمر غرفة العمليات المشتركة وآمر الاستخبارات العسكرية، زار مساء أمس مقر سرية الشرطة العسكرية التابعة لغرفة العمليات.
من جهتها قالت ستيفاني ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، إنها عقدت «لقاءً رائعاً» مع اللجنة العسكرية المشتركة، هو الأول لها مع اللجنة في مقرها الرئيسي بمدينة سرت مساء أول من أمس، حيث أطلعت أعضاء اللجنة على طبيعة مهامها، واستمعت إلى آخر المستجدات بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك اجتماعاتهم الأخيرة في عدد من العواصم للسير قدماً في تنفيذ خطة عمل انسحاب المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية.
واعتبرت ويليامز، التي وصلت أمس بشكل مفاجئ إلى مدينة بنغازي (شرق) للقاء عدد من المسؤولين هناك، أن الليبيين «قطعوا شوطاً طويلاً منذ التوقيع على اتفاق أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي لوقف إطلاق النار»، الذي لم يخرق منذ ذلك الحين؛ وذلك بإعادة فتح الطريق الساحلي، واستئناف الرحلات الجوية، وإعادة ربط جميع المدن الليبية، بالإضافة إلى تدابير أخرى لبناء الثقة. وقالت إن هناك الكثير من العمل، الذي يتعين القيام به الآن للبناء على تلك المكتسبات، وأهمها توحيد المؤسسة العسكرية.
وطبقاً لما أعلنه إعلام «الجيش الوطني»، فقد ركز اجتماع ويليامز على إجلاء القوات الأجنبية و«المرتزقة»، ونتائج الحوارات خلال جولة اللجنة العسكرية بالخصوص لكل من مصر وتركيا وروسيا.
أرسل تعليقك