دمشق - العرب اليوم
بعد قتلها لنحو 10 مدنيين جلهم من الأطفال، رصد نشطاء «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في منطقة «خفض التصعيد»، جولة جديدة من القصف البري بدأتها قوات النظام، صباح أمس (الأحد)، حيث استهدفت بالقذائف الصاروخية مناطق في كنصفرة والرامي وبلشون وبليون ومشون ومناطق أخرى في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وقرية كفرشلايا غرب أريحا.
وأوضح «المرصد» أن قصف سوم السبت أودى بخمسة أشخاص من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته وأطفالهم الثلاثة في بلدة إبلين، إضافة إلى مقتل طفلين في بلدة بليون وطفلتين في قرية بلشون في ريف إدلب. وتتعرض مناطق عدة في إدلب منذ شهر تقريباً لقصف متكرر من قوات النظام، فيما ترد الفصائل المقاتلة باستهداف مواقع سيطرة الأخيرة في مناطق محاذية، رغم سريان وقف لإطلاق النار في المنطقة منذ أكثر من عام.
وقال المرصد إن القصف، صباح السبت، أدى إلى إصابة 15 آخرين في مواقع عدة بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي. وشاهد مصوّر «وكالة الصحافة الفرنسية»، في إبلين بريف إدلب، وصول جثث العائلة إلى نقطة طبية، تم نقلها بسيارة «بيك أب» ولفّها ببطانيات صوفية وقطنية. وقال المراسل إن رجل دين بمساعدة آخرين، قاموا لاحقاً بغسل جثة فتى صغير وتكفينها بقماش أبيض استعداداً لدفنها.
وأعلنت «الخوذ البيضاء» (الدفاع المدني في مناطق الفصائل المعارضة)، في بيان على «فيسبوك»، أن أحد متطوعيها فُقِد جراء قصف استهدف منزله في بلدة بليون، وابنتيه إيمان (14 عاماً) ونور (7 أعوام).
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في بيان، مقتل 512 طفلاً في سوريا في العام 2020 «كان غالبيتهم في الشمال الغربي، حيث يعيش 1.7 مليون طفل من الأطفال الأكثر هشاشة معظمهم نزحوا من جراء العنف عدة مرات».
ويُعد قصف السبت من الأكثر دموية منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في مارس (آذار) 2020، الذي أعلنته موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المسلحة، عقب هجوم واسع شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، ودفع نحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.
وتسيطر «هيئة تحرير الشام» («النصرة» سابقاً) وفصائل معارضة للنظام أقل نفوذاً على نصف مساحة إدلب ومحيطها. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً من النازحين. ووصفت مديرية صحة إدلب القصف بـ«مجزرة رهيبة»، وأفادت بأن من بين القتلى مسؤولاً إدارياً في مركز إبلين الصحي هو عبد الحميد العاصي وزوجته وثلاثة من أولاده. ولا يزال وقف إطلاق النار صامداً إلى حد كبير، رغم خروقات متكررة يتخللها قصف جوي روسي وقصف مدفعي من قوات النظام السوري.
قد يهمك ايضا:
القوات الأمنية السورية تفكك سيارة مفخخة في العاصمة دمشق
القوات الأمنية السورية تطلق النار والغاز المسيل للدموع على معتقلي سجن حماة المركزي
أرسل تعليقك