صنعاء ـ سبأ
أكد نائب وزير الخارجية أمير العيدروس أن عدد المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين والمسجلين رسمياً في اليمن بلغوا قرابة 750 ألف لاجئ معظمهم من دول القرن الأفريقي، الأمر الذي يزيد من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه اليمن.
وأشار نائب وزير الخارجية في الحفل الذي نظمته بصنعاء المفوضية السامية للأمم المتحدة باليمن، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين تحت شعار" رقم أكبر من أن يُحتمل" إلى أهمية إيقاظ الهمم والقيم الاخلاقية والإنسانية للتعامل مع اللاجئين في كافة أنحاء المعمورة ومنها اليمن بتكامل ومساواة وإنسانية.
ولفت إلى أن نسبة المهاجرين واللاجئين ارتفعت إلى قرابة 50 مليون لاجئ بالعالم وذلك بدوافع إنسانية واقتصادية والهروب من النزاعات والصراعات للبحث عن مستوى معيشة أفضل.
وقال:" موقع اليمن الجغرافي يحتم عليه استقبال المهاجرين والنازحين والتعايش معهم وإدماجهم في المجتمع نظراً لما يتمتع به اليمن على مر التاريخ بالقيم النبيلة الإنسانية والأخلاقية والحضارية التي انطلقت منها إلى مختلف أنحاء العالم وجسدوا بهذه القيم معاني كرم الضيافة وحسن التعامل مع الآخرين".
وأضاف:" اليمنيون هاجروا إلى كافة أنحاء المعمورة بصورة نظامية طلباً للعلم وبحثاً عن لقمة العيش وساهموا في نهضة اقتصاديات تلك البلدان التي هاجرو إليها".
وأوضح العيدروس أن الصراع في المنطقة يضع المجتمع الدولي والدول المانحة ودول الشمال على المحك لتحمل مسئوليتهم الأخلاقية والإنسانية وإيجاد الحلول الجذرية لتلك المشاكل من منبعها الأصلي، وعدم الاكتفاء بمعالجة نتائج الهجرة والنزوح التي تسببه تلك الصراعات والنزاعات والكوارث في دول القرن الأفريقي والمنطقة العربية.
داعياً الدول المانحة ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية إلى القيام بدورها في معالجة قضايا الهجرة والنازحين والتخفيف من الاعباء التي تضيفها هذه القضايا على الوضع الأمني والاقتصاد الوطني، ووضع خارطة طريق مشتركة تساهم في حل المشكلة من منبعها، وكذا تحمل مسئوليتهم الاخلاقية والإنسانية تجاه حمايتهم وتوفير الحرية والبيئة المناسبة والعيش الكريم لهم.
من جانبه أوضح ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين منسق الشئون الإنسانية في اليمن يوهانس فاندر كلاو، أن اليمن تشترك في تحمل مسئولية استضافة ثالث أكبر عدد من اللاجئين في العالم وهم الصوماليون والذين وصلت أعدداهم حسب الاحصائية الرسمية المسجلة إلى قرابة 250 ألف لاجئ صومالي في اليمن.
وقال:" اليمن لديها تاريخ طويل من الترحيب والحفاوة التي تقدمها للمحتاجين ويتقاسمون الأرض والغذاء والسلامة خاصة أولئك الذين فروا من أعمال العنف وانعدام الأمن، واليمن البلد الوحيد في شبه الجزيرة العربية التي وقعت على اتفاقية اللجوء عام 1951 وتمثل حجر الزاوية لحماية اللاجئين".
وأضاف :" رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها اليمن، فإن الكرم والضيافة التي تبديها تجاه اللاجئين أمر في غاية التقدير، خصوصاً وأن اليمن بلد يعيش نسبة من سكانه تحت خط الفقر، وتدني مصادر الدخل والحصول خدمات أساسية ومياه نظيفة وغذاء كافي، فضلاً عن أن أكثر من 300 ألف يمني نزحوا من منازلهم بحثاً عن الأمن والسلامة في أجزاء متفرقة من البلاد نتيجة الصراعات والنزاعات".
لافتاً إلى أن عدد اللاجئين الذين تستضيفهم اليمن قرابة 250 ألف لاجئ من الذين تم الاعتراف بهم كلاجئين معظمهم من دول القرن الأفريقي، إضافة إلى سوريا والعراق وفلسطين.
وتطرق إلى قصة قوارب تهريب البشر على الطرق البحرية والسواحل التي تحمل على متنها لاجئين يبحثون عن السلامة والأمن الشخصي والبحث عن عمل وأمان اقتصادي، منهم 5 ــ 10 % يصلون عبر هذه القوارب لطلب اللجوء في اليمن.
وبين أن عدد اللاجئين الجدد الذين وصلوا إلى الشواطئ اليمنية خلال الفترة(يناير- أبريل) من العام الجاري بلغوا 16 ألف لاجئ أفريقي.
وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين باليمن:" اليمن يواجه العديد من التحديات ويحدونا الأمل في أن يكون هذا اليوم مناسبة لتسليط الضوء على مساهمة كل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم في جعل اليمن أكثر ازدهاراً واستقراراً".
تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي ومعرض فوتوغرافي،عن معاناة النازحين وسعيهم لاكتساب مهن وحرف يدوية تمكنهم من الاعتماد على الذات والحصول على فرص عمل تساعدهم على تحسين مستوى المعيشة لهم ولأسرهم.
حضر الحفل عدد من ممثلي الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية ومكاتب الأمم المتحدة باليمن.
أرسل تعليقك