ندد الرئيس الايراني حسن روحاني السبت بالعقوبات الاميركية الجديدة على بلاده معتبرا انها "عمقت بشكل اضافي" انعدام الثقة القائم بين البلدين لكنه اكد في الوقت نفسه رغبته في مواصلة المفاوضات مع القوى الكبرى حول الملف النووي.
وقد فرضت الولايات المتحدة الجمعة عقوبات جديدة على اكثر من 25 شركة ومؤسسة وكذلك على افراد متهمين بانهم يعملون لصالح البرنامج النووي الايراني المثير للجدل ودعم "الارهاب" بهدف "ابقاء الضغط" على الجمهورية الاسلامية.
وقال روحاني للصحافيين في طهران ان "الايرانيين ليس لديهم اية ثقة بالولايات المتحدة" والعقوبات الجديدة "تتعارض مع التعهدات (المتبادلة) والاتفاق النووي في جنيف" كما انها "تعمق انعدام الثقة بشكل اضافي".
واعتبر الرئيس الايراني ان "بعض العقوبات مثل تلك التي تستهدف الادوية او المنتجات الغذائية تعد جرائم ضد الانسانية". واضاف "سنكافح وسنلتف" على العقوبات المفروضة على ايران.
وقد توصلت ايران ومجموعة 5+1 في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 الى اتفاق مرحلي بدأ تطبيقه في 20 كانون الثاني/يناير، وتتابعان حاليا مفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق نهائي لحل الازمة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني.
وفي تموز/يوليو قرر الطرفان تمديد المفاوضات لمهلة جديدة من اربعة اشهر.
وتضم مجموعة 5+1 الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) الى جانب المانيا.
وتشتبه الدول الغربية واسرائيل في ان ايران تسعى لامتلاك السلاح الذري وهو ما تنفيه طهران على الدوام مؤكدة ان برنامجها النووي مدني.
وقبل ساعات، ندد مجيد تخت-رونجي نائب وزير الخارجية وأحد ابرز المفاوضين الايرانيين ب"سياسة الكيل بمكيالين التي يطبقها الاميركيون واعتبرها غير مقبولة على الاطلاق".
واضاف "لا نستطيع من جهة ان نقول اننا نجري مفاوضات بحسن نية ومن جهة اخرى ان نستخدم مثل هذه الوسائل". واعلن ان وزارة الخارجية سترد رسميا على هذه العقوبات الجديدة.
واكد روحاني في الوقت نفسه ان ايران ستواصل المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 واصفا اياها بانها "معقدة" مشيرا الى "ثلاث او اربع قضايا صعبة".
وقال روحاني "سنواصل المفاوضات ونامل في التوصل الى نتيجة في المهلة المحددة اذا اثبت الجانب الاخر حسن نية".
واضاف "اذا لم يقدم الطرف الاخر مطالب مفرطة واظهر صدقا وجدية على غرار ما يفعل الجانب الايراني، فيمكن ان نتوصل الى اتفاق".
وقال انه "ليس متشائما" ازاء احتمال التوصل الى اتفاق مضيفا "العمل اصعب لاننا نريد التوصل الى اتفاق نهائي، لكننا لم نكن ابدا متشائمين ونحن لسنا كذلك اليوم ولن نكون هكذا غدا، حتى لو ان المهمة صعبة".
وهذه المفاوضات ستستانف الاسبوع المقبل بلقاء بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون وستتواصل على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في ايلول/سبتمبر.
وبهذا الخصوص قال روحاني انه "ليس لديه اي مشروع" للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
والازمة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني تلقي بظلالها على علاقات ايران مع المجموعة الدولية منذ اكثر من عشر سنوات.
وتتعثر المفاوضات بين ايران ومجموعة الدول الست بشكل خاص حول قدرة تخصيب اليورانيوم حيث تطالب الولايات المتحدة والدول الاوروبية بان تحد ايران من عدد اجهزة الطرد المركزي لديها وهو ما ترفضه طهران.
وتريد ايران ان تزيد بمعدل عشرة اضعاف قدرتها على تخصيب اليورانيوم بحلول العام 2021 لكي تلبي احتياجاتها من اجل تامين الوقود اللازم لمحطة بوشهر النووية التي بناها الروس.
وتخصيب اليورانيوم يستخدم لتغذية المحطات النووية لانتاج الكهرباء لكن ايضا يمكن ان يستخدم -اذا كان مستوى التخصيب عاليا- في صنع سلاح ذري.
أرسل تعليقك