تونس ـ شينخوا
تسلمت البحرية التونسية زورقين حربيين سريعين من إيطاليا سيستخدمان في التصدي للهجرة غير الشرعية التي تؤرق السلطات الإيطالية، وأوروبا، وأيضا تونس التي تحولت إلى منطقة عبور للحالمين بالهجرة من دول الساحل والصحراء الإفريقية.
وتمت عملية التسليم خلال موكب حضره وزير الدفاع التونسي غازي الجريبي، ونظيرته الإيطالية روبيرتا بينوتي التي ترأست وفد بلادها إلى إجتماعات الدورة 15 للجنة العسكرية المشتركة التونسية - الإيطالية التي إنتهت اعمالها مساء أمس (الخميس) بتونس العاصمة.
وقالت وزارة الدفاع التونسية، في بيان وزعته اليوم (الجمعة) إن الزورقين أطلق عليهما إسمي (الجلاء) و (رمادة)، وهما عبارة عن هبة قدمتها ايطاليا لتونس في إطار دعم القدرات العملياتية لجيش البحر.
وكان دبلوماسي إيطالي قد أعلن في وقت سابق أن منح البحرية التونسية الزورقين يندرج ضمن برامج التعاون الثنائي بين تونس وإيطاليا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.
ولم يوضح الدبلوماسي عن نوعية الزورقين، فيما وصفت مصادر مقربة من السفارة الإيطالية بتونس الزورقين بأنهما "متطورين، ومجهزين بمعدات إلكترونية حديثة".
وأشارت إلى أن تسليم الزورقين لتونس "يندرج في إطار البرنامج المشترك بين البلدين الذي بدأ في العام 2011، حيث تسلمت تونس في منتصف شهر مايو 2011 أربعة زوارق بحرية مخصصة للإنقاذ والنجدة في عرض البحر".
وستستخدم هذه الزوارق في التدخل السريع عبر كامل السواحل التونسية لإنقاذ الأرواح البشرية ومراقبة المياه الإقليمية التونسية والتقليص من الهجرة غير الشرعية.
ويلقي ملف الهجرة غير الشرعية بظلال كثيفة على العلاقات بين دول جنوب المتوسط وشماله، وعلى مجمل التحركات السياسية والاتصالات الدبلوماسية بين العواصم الأورو مغاربية.
وبات هذا الملف يؤرق عواصم دول العبور مثل تونس وليبيا والمغرب التي تشكو من تحول اراضيها إلى منطقة عبور وإقامة للعديد من الحالمين بالهجرة من دول الساحل والصحراء الإفريقية الذين يجتازون الصحراء سنويا كمقدمة للانتقال إلى أوروبا.
وفي المقابل، تنظر إيطاليا ومعها غالبية الدول الأوروبية بقلق شديد إزاء تنامي هذه الظاهرة، ولا تخفي خشيتها من التداعيات الأمنية المرافقة للهجرة غير الشرعية التي تعد واحدة من الملفات المعقدة التي تستدعي تضافر جهود جميع الأطراف في منطقة البحر الأبيض المتوسط للتصدي لها.
وكانت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي قد ترأست خلال زيارتها لتونس التي إستغرقت يومين، وفد بلادها إلى اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة التونسية - الايطالية.
وأجرت بينوتي على هامش هذه الإجتماعات محادثات مع الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، ورئيس الحكومة مهدي جمعة، ونظيرها التونسي غازي الجريبي، ومع عدد من كبار المسئولين التونسيين.
وتمحورت تلك المحادثات حول السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون العسكري بين البلدين، وملف الهجرة غير الشرعية.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن بينوتي قولها، إن محادثاتها مع المسئولين التونسيين تناولت أساسا المسألة الأمنية، ووصفت إتفاقية التعاون في مجال الأمن البحري، التي وقعتها تونس وايطاليا في وقت سابق بـ"النموذجية".
وأكدت أن حكومتي البلدين (تونس وإيطاليا) تعملان بالتشاور على تعزيز التعاون في المجال الأمني، حيث قالت "نحن نتابع باهتمام كبير الجهود التي تبذلها الحكومة التونسية في مجال الأمن وخاصة في مكافحة الإرهاب".
أرسل تعليقك