مكة المكرمة – العرب اليوم
اصدر المؤتمر العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهـاب" الذي عقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بمقر رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة "بلاغ مكة المكرمة" في ختام أعماله اليوم .
يتضمن البلاغ خمس رسائل وجهها المؤتمر إلى قادة الأمة الاسلامية وعلمائها وإعلامها وشبابها والعالم .
ودعا البلاغ في رسالته الأولى قادة الأمة إلى العمل على تحكيم الشريعة الإسلامية والإصلاح الشامل الذي يحقق العدل ويصون الكرامة الإنسانية ويرعى الحقوق والواجبات ويلبي تطلعات الشعوب ويحقق العيش الكريم ومتطلبات الحكم الرشيد والمحافظة على وحدة المسلمين والتصدي لمحاولات تمزيق الأمة دينيا ومذهبيا وعرقيا وتعزيز التضامن الإسلامي بكل صوره وأشكاله والأخذ بأسباب القوة المادية والمعنوية وحسن استخدام الموارد البشرية والطبيعية وتعزيز التكامل بين الدول الإسلامية ومراجعة البرامج والمناهج التربوية والتعليمية والخطاب الديني بما يحقق المنهج الوسطي والاعتدال وحل النزاعات في المجتمعات الإسلامية وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف الأمة الصالح.
وأكد أهمية إنشاء محكمة العدل الإسلامية وإبعاد أبناء الأمة على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية عن الفتن والاقتتال ووضع إستراتيجية شاملة لتجفيف منابع الإرهاب وتعزيز الثقة بين الأمة وقادتها ونصرة قضايا الأمة العامة ومكافحة الفساد والحد من البطالة والفقر ورعاية حقوق المواطنة لجميع مكونات المجتمع ودعم الأقليات المسلمة في الحفاظ على هويتها والدفاع عن مصالحها وتعزيز قدراتها لتمكينها من أداء رسالتها والقيام بواجباتها تجاه مجتمعاتها ملتزمة بنهج الوسطية في الفهم والممارسة وتقوية المؤسسات الدينية والقضائية ودعم رسالتها واستقلالها .
وفي رسالته الثانية إلى علماء الأمة دعا البلاغ إلى الحفاظ على هوية الأمة المسلمة وتعاهدها بالتفقيه والتوعية لتحقق واجبها في حماية الدين والنصح للعالمين والشهود على الخلق ولتكون واعية برسالتها وناهضة بها على الوجه المأمول وتحقيق القدوة الصالحة والقيام بواجب النصح والإرشاد للأمة وقادتها بالحكمة وتصحيح المفاهيم الخاطئة ووقاية الأمة من الشبهات المضللة والدعوات المغرضة بنشر العلم الصحيح المنبثق من أصول الإسلام وفق هدي سلف الأمة وأئمة الإسلام بعيدا عن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين والتعاون في موارد الاتفاق وتعظيم الثوابت والاجتماع على القضايا الكلية والتحلي بأدب الخلاف في مواضعه والتحذير من التكفير والتفسيق والتبديع في موارد الاجتهاد صونا لمصالح الأمة العليا وتعزيز التنسيق بين المؤسسات الشرعية في الفتوى والتصدي للنوازل العامة بالفتوى الجماعية والتحذير من الفتاوى الشاذة وتقوية التواصل مع الشباب وتضييق الفجوة معهم وتوسيع آفاق حوارهم وإجابة استفساراتهم والسعي في تعزيز نهج الوسطية بينهم.
وحض بلاغ مكة المكرمة في الرسالة الثالثة الإعلام في العالم الإسلامي على تعزيز الوحدة الدينية والوطنية في المجتمعات الإسلامية والتصدي لدعاوى الفتنة والطائفية وإرساء القيم والأخلاق الإسلامية والتوقف عن بث المواد السلبية المصادمة لدين الأمة وثوابتها وقيمها وتحري المصداقية في الأخبار والتثبت فيها والنقل الهادف والامتناع عن الترويج للإرهاب ببث رسائله وإدراك أهمية الرسالة الإعلامية التي تصل إلى كل العالم والعمل على معالجة أدواء الأمة والتحلي بالمسؤولية وعدم إشاعة الآراء الشاذة والمضللة وتوظيف الإعلام في نشر الوعي بحرمة الدماء ومخاطر الظلم والتصدي لمحاولة تشويه الإسلام والمسلمين.
وطالب بلاغ مكة المكرمة في رسالته الرابعة شباب الأمة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة وهدي سلف الأمة واجتناب الفتن وموارد الفرقة والنزاع والنأي عن الإفراط والتفريط وتعظيم الحرمات وصون الدماء ورعاية مصالح الأمة الكبرى والثقة بالعلماء الربانيين الراسخين والرجوع إليهم والاعتصام بما يبصرون به من أحكام الدين والحذر من الأدعياء وتجاسرهم على الفتيا في قضايا الأمة العليا والتفقه في الدين وترسيخ الإيمان والالتزام بالشرع والنظر في تحقيق المقاصد والموازنة بين المصالح والمفاسد وعدم الاغترار بالشعارات البراقة التي ترفعها بعض الجهات بغير سند من كتاب ولا سنة وترشيد العاطفة والحماس بالنظر في المآلات وتقديم الأولويات وفقه الواقع والتحلي بالصبر والأناة في الإصلاح والتدرج في بلوغ الأهداف ومراعاة سنن الله في التغيير وسلوك الطرق المشروعة في ذلك واستلهام الدروس والعبر من التجارب الماضية.
ووجه بلاغ مكة المكرمة رسالته الخامسة إلى العالم ومؤسساته وشعوبه وإبلاغهم أن التطرف ظاهرة عالمية والإرهاب لا دين له ولا وطن واتهام الإسلام به ظلم وزور تدحضه نصوص القرآن القطعية بتنزله رحمة للعالمين ومحاربته للظلم بجميع صوره وأشكاله وأن التطرف غير الديني من أهم أسباب الإرهاب لأنه يستجلب العنف المضاد وأن القيم الإنسانية مشترك فطري ولا يقبل تزييفها أو تزويرها بما يفرغها من مضمونها وأن محاربة الإرهاب والتطرف الديني لا تكون بالصراع مع الإسلام والترويج للإسلاموفوبيا بل بالتعاون مع الدول الإسلامية وعلمائها ومؤسساتها وأن الحرية بضوابطها قيمة أعلى الإسلام من شأنها وربطها بقيمة المسؤولية فلا تكون مسوغا للإساءة للآخرين والطعن في الرموز والمقدسات الدينية.
وقال البلاغ إننا نعيش جميعا في عالم واحد تتعايش فيه مجتمعاتنا ويتأثر كله بما يموج في جنباته وهو ما يحتم شراكتنا في بناء الحضارة الإنسانية والسعي في تحقيق مصالحنا المتبادلة وأن التواصل والحوار بين الناس لتحقيق التعارف ضرورة إنسانية دون استعلاء ط ـرف وذوبان آخر
أرسل تعليقك