تشكل المساعدات الإماراتية المتدفقة على قطاع غزة رافدا أساسيا في دعم صمود سكانه في واحدة من أخطر المحن التي يمر بها القطاع المحاصر منذ عام 1948 حتى الآن .
وكانت الإمارات سباقة في إرسال هذه المساعدات منذ بدء الحرب في قطاع غزة عبر الاستجابة السريعة لنداء الاستغاثة التي وجهتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة " الأونروا" للعالم لمساعدتها في تمويل مواجهة المحنة الانسانية الكبيرة لسكان قطاع غزة وعمليات القتل والتدمير التي فاقت كل تصور .
وأكد بيير كرهينبول مفوض الاونروا أن الإمارات أعلنت عن تبرع كبير وكريم بمبلغ 40 مليون دولار لنداء الاستغاثة الطارئ سيخصص لعمليات اعادة الاعمار ومساعدة المهجرين والذين دمرت بيوتهم على مواجهة التدهور الكبير في مستويات الحياة بغزة .
وقال كرينبول ان الأونروا تربطها علاقة شراكة استراتيجية مع الهلال الاحمر ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في تنفيذ الكثير من المشاريع التي تخدم سكان قطاع غزة والتي تشمل المشاريع الاسكانية والتعليم والخدمات الصحية والاغاثية.
ونوه كرينبول بالحملات الإغاثية الجوية التي أمر بتسييرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " والتي ساعدت الأونروا كثيرا في توفير مستلزمات الحياة في مركز الايواء.
وتقول المواطنة الفلسطينية " أم محمد " وهي أم لثمانية أطفال أنها منذ الحرب على قطاع غزة تسلمت ثلاث مرات مساعدات من الهلال الأحمر الاماراتي قبل أن تنتقل لمدرسة تابعة للاونروا والتي أفتتحت كملجأ هربا من القصف الاسرائيلي مشيرة الى أن انحسار عدد الجمعيات التي تساعد سكان القطاع وقد يكون ذلك بسبب أن "عدد المحتاجين اصبح أكبر بكثير من قدرة هذه المؤسسات".
وتضيف "في اليوم التالي لقدومنا للمدرسة لم يكن هناك أي نوع من الاغطية وأخبرنا المسؤولون بأن هناك شحنة من الاغطية قادمة من دبي وفعلا بعد يومين تم تسليمنا الفرشات وبعض الادوات الصحية وأصبحت الوجبات منتظمة".
وتعبر أم محمد عن شكرها العميق للدور الاماراتي والهلال الأحمر لدعمه الأسر المشردة في المدارس والتي هي بأمس الحاجة لهذا الدعم .
ويقول " أبو سامر" 48 عاما وهو أب لعائلة مكونة من خمسة أفراد أن" لا شئ تغير في موقف الامارات من دعم غزة سواء بالسلم أو الحرب " ..
موضحا أن الامارات بنت مخيم جنين عندما لم يعرف الآخرون معنى العمل الانساني الكبير في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " رحمه الله" ..
كما بنت الإمارات الحي الاماراتي في خان يونس للمهجرين منذ عام 2003 في جنوب القطاع فيما واصل الهلال تقديم المساعدات بلا انقطاع في المجالات كافة.
ويضيف أنه "ليس غريبا أن تتقدم الإمارات اليوم لنجدة غزة وحسبما سمعنا أن أكبر تبرع كان منها لاغاثة الناس وانقاذهم من هذه الحرب المجنونة ".
وشكر أبو سامر دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله " وهيئة الهلال الأحمر بدولة الإمارات لدورهما الكبير في تخفيف معاناة أهالي قطاع غزة.
وأشاد رائد علي وهو مدرس من وسط قطاع غزة بما تقدمه دولة الامارات للشعب الفلسطيني في غزة وسرعة استجابتها لمعاناتنا " .. مطالبا المنظمات الانسانية العربية بتقديم الدعم للمشردين والذين هدمت بيوتهم في القطاع".
ويضيف "نحن بحاجة لدعمهم الآن .. نريد أن يساعدونا في تدبير حياتنا اليومية لأن كل شئ أصبح مشلولا في قطاع غزة".
من جهته أوضح عماد أبولبن مدير الهلال الأحمر الاماراتي في قطاع غزة أن الهلال وزع آلاف الطرود على عائلات في عدد من المناطق الفلسطينية التي أصيبت بأضرار شديدة تضمنت مواد غذائية ومواد صحية وجالونات مياه الشرب.
وقال إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تنفذ برنامجا إغاثيا مكثفا لأهالي غزة لمساعدتهم على تخطي محنتهم التي أصابتهم من جراء الاحداث المؤلمة التي أصابت القطاع أخيرا .. كما أقامت مستشفى ميدانيا في مدينة رفح تم تجهيزه بمختلف المواد الطبية والاحتياجات الدوائية ليقدم العلاج للجرحى والمصابين حاليا ويستقبل العشرات منهم يوميا.
أرسل تعليقك