استرد الجيش اللبناني موقعين عسكريين على تلتين في جرود رأس بعلبك، على الحدود اللبنانية- السورية من المسلحين السوريين المنتشرين في المنطقة.
ووصف مصدر عسكري لبناني لـ"الحياة" العملية بأنها "إنجاز عسكري يحد من تسلل المسلحين إلى مراكزنا ويحمي عناصرنا"، مشيرًا إلى أنَّ المسلحين المستهدفين "جُلُّهم من تنظيم داعش
إلى جانب جبهة النصرة، يعتبرهم الجيش اللبناني متطرفين أعداء ما داموا يعتدون علينا".
وقدّر المصدر العسكري عدد المسلحين المنتشرين في الجرود اللبنانية المحاذية والمتداخلة مع الجرود السورية بنحو ثلاثة آلاف مسلح، وربما يكون العدد أكبر من ذلك، مشيرًا إلى أنَّ "كل
تلة نسترجعها من المسلحين خطوة مهمة؛ لأننا بذلك نحمي مراكزنا العسكرية المتقدمة في العمق اللبناني الجردي".
كانت ساعة الصفر للعملية العسكرية الاستباقية حُددت، فجر الخميس الماضي، وتمثلت في قصف مدفعي كثيف للمسلحين المنتشرين على محاور تلة الحمرا وأم خالد في جرود رأس بعلبك، واللتان تبعدان 4 كلم من بلدة رأس بعلبك و35 كلم من بلدة عرسال.
واستخدم الجيش الأسلحة الصاروخية والمدفعية الثقيلة والمتوسطة، كما استخدم الطيران المروحي والاستطلاع في قصفه المجموعات المسلحة، وتمكن من التقدم مستحدثًا مراكز ونقاط مراقبة جديدة على مرتفعي صدر الجرش وحرف الجرش- شمال شرق تلة رأس الحمرا، التي كان يحتلها المسلحون.
نتج من الاشتباكات إصابة 3 عسكريين بجروح غير بالغة، من بينهم ضابط، وجرى نقلهم تباعًا إلى المستشفى العسكري في بيروت للمعالجة.
وتحدث بيان قيادة الجيش عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوف المسلحين، وعن ضبط عبوات ناسفة وأسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر، وأعتدة عسكرية عائدة للإرهابيين.
كما لفت المصدر العسكري إلى أنَّ بين المضبوطات أحزمة ناسفة، وأنَّ القصف المدفعي أدى إلى إيقاع الكثير من القتلى والإصابات بين صفوف المسلحين.
وعلى صعيد الأزمة السياسية المتعلقة بتجميد اجتماعات مجلس الوزراء منذ أسبوعين إلى حين الاتفاق بين القوى السياسية على آلية تضمن عدم عرقلة اتخاذه قراراته، ذكرت مصادر رسمية أنَّ المداولات لم تتوصل بعد إلى صيغة تدفع رئيس الحكومة، تمام سلام، للدعوة إلى جلسة الأسبوع المقبل.
كانت الآلية التي اتُّفق على اعتمادها بعد الشغور الرئاسي في 25 أيار/ مايو الماضي، أي التوافق بين الوزراء الـ24 في الحكومة التي تسلمت صلاحيات الرئاسة، أدت إلى تعطيل الكثير من القرارات التي كان يعترض عليها وزير واحد أحيانًا، فتراكمت المواضيع التي لم تحظ بالإجماع، بدعوى وضع الملفات التي يختلف عليها جانبًا.
وسعى سلام إلى صيغة تعتمد التصويت على القرارات؛ لأن الدستور ينص عليه إذا تعذر التوافق، ولكن إصرار وزراء مسيحيين على الإبقاء على الصيغة الحالية مقابل تأييد كتل أخرى العودة إلى الدستور، أبقى الخلاف معلّقًا، ومعه جلسات الحكومة.
وهدُف اللقاء الوزاري التشاوري، الذي يضم 7 وزراء ينتمون إلى حزب الكتائب والرئيس السابق ميشال سليمان إضافة إلى وزير الاتصالات بطرس حرب، إلى توضيح أنَّ إصراره على إبقاء الآلية الحالية ليس موجهًا ضد سلام أو لنسف الحكومة، بل للإلحاح على أولوية انتخاب رئيس؛ لئلا تتحول ممارسة الحكومة صلاحيات الرئاسة كاملة بعد أكثر من 9 أشهر من الشغور، إلى تغطية للتعايش مع الشغور الرئاسي.
هذا وزار عضو "اللقاء التشاوري" نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع، سمير مقبل، سلام لهذه الغاية، والتقى كذلك الوزير حرب قيادات عدّة.
وأضاف حرب: "إمكان التلاقي بين الآراء المتناقضة كبير من دون أنَّ يجعل مجلس الوزراء أسيرًا لمحاولة فرض بعض الآراء عليه"، مشيرًا بذلك إلى اقتراح وزراء "التيار الوطني الحر" عدم الأخذ باعتراض الوزراء الذين "لا يمثلون الكتل الأساسية".
وقد يدعو سلام إلى جلسة للحكومة يبلغ فيها الوزراء أنه لن يقبل بتعطيل ملفات اقتصادية غير ميثاقية إذا عارضها بعض الوزراء.
أرسل تعليقك