الحبس المؤقت يثير قلقًا حقوقيًا في الجزائر
آخر تحديث GMT22:06:24
 العرب اليوم -

الحبس المؤقت يثير قلقًا حقوقيًا في الجزائر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحبس المؤقت يثير قلقًا حقوقيًا في الجزائر

الجزائر - وكالات

عبّر حقوقيون بالجزائر عن قلق متزايد بشأن "الإفراط" في حبس المتهمين بشكل مؤقت دون وجود أدلة دامغة, وهو ما يعد برأيهم إخلالا خطيرا بقرينة البراءة المكفولة قانونا لكل مواطن جزائري. وفي هذا السياق، اتفقت جهات حقوقية بالجزائر مع ما تضمنه التقرير السنوي لحقوق الإنسان 2012 الصادر عن اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وتطويرها التابعة لمؤسسة الرئاسة، والذي أشار إلى وجود "إفراط" في الحبس المؤقت. وقد كشف رئيس الهيئة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وتطويرها المحامي فاروق قسنطيني للجزيرة نت أن العدد الطبيعي للنزلاء في الجزائر لا يتجاوز 40 ألف سجين، في حين أن العدد الموجود بالفعل حاليا يصل إلى 55 ألف معتقل. وأوضح قسنطيني أن هناك نحو 15 ألف نزيل يقبعون داخل السجون دون وجود أدلة قوية وإثباتات دامغة. وبرأيه فإن هذا الأمر يضرب في الصميم قرينة البراءة المكفولة قانونا لكل مواطن جزائري يتعرض إلى اتهام من أي جهة. كما يرى قسنطيني أن إصدار الأوامر بالحبس المؤقت تحول إلى ثقافة قائمة بذاتها، وكشف أن هيئته الحقوقية عبرت عن عدم رضاها، ووجهت تحذيرات في هذا الموضوع في مناسبات عدة. ويرفض قسنطيني اللجوء إلى تلك الآلية إلا في الحالات القصوى، مثل تنفيذ المتهم لجرائم أو جنح لها أبعاد خطيرة على المجتمع الجزائري. وفي حديثه للجزيرة نت أشار رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (غير حكومية) حسين زهوان إلى أن القضاء هو من يتحمل مسؤولية انتشار هذه الظاهرة، ويرى أن "هناك تقاليد في العدالة الجزائرية قائمة على انتهاج السلوك القمعي، فحينما يتم توقيف أي شخص بجرم, يتم مباشرة إيداعه السجن الاحتياطي دون النظر إلى طبيعة ذلك الجرم، أو النظر إلى قرينة البراءة". ويشير زهوان إلى أن هذه "الثقافة القمعية" أيضا منتشرة في أوساط المجتمع الجزائري، الذي يميل -برأيه- بقوة إلى معاقبة أي شخص قام بأي جرم مهما كان صغيرا، ولفت إلى أن غالبية الجزائريين هم ضد إلغاء حكم الإعدام في الوقت الذي تتجه فيه غالبية دول العالم إلى إلغاء هذه العقوبة نهائيا. مسؤولية القاضي أما القيادي في حزب جبهة القوى الاشتراكية والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي فيذهب إلى القول إن الحبس المؤقت في الجزائر يتم اللجوء إليه بإفراط من طرف القضاة، رغم أن الجرائم التي يسجن بها الأشخاص قد تكون غير خطيرة على المجتمع، "ورغم أن المتهمين يقدمون كل الضمانات للحضور أمام العدالة وفي أي وقت، فإن قاضي التحقيق يلجأ إلى الحبس المؤقت، وهو ما يعتبر إخلالا خطيرا بقرينة البراءة"، الأمر الذي يؤثر سلبا -حسب رأيه- على كل مجريات التحقيق. وشدد بوشاشي في حديث للجزيرة نت على ضرورة البحث عن أسباب وخلفيات انتشار هذه الظاهرة، وتساءل عن سبب لجوء قضاة شباب إلى هذا الإجراء بطريقة مسرفة. ويرى أن هناك جوا عاما قمعيا في المجتمع من طرف النظام السياسي، "حيث القضاة يصبح همهم الوحيد هو المحافظة على مسارهم المهني، وبالتالي لا يسألون أبدا عندما يصدرون أمرا بالحبس المؤقت، ولكنهم قد يتعرضون للمساءلة وعدم رضا السلطة الوصية على إبقاء المواطنين أحرار". ويتابع "خوف القضاة وإحساسهم بأنهم ليسوا مستقلين، ومحاولتهم مجاراة السلطة التنفيذية في توجهاتها القمعية هي التي أنتجت هذه الظاهرة". ولا يرى بوشاشي أي مشروع حقيقي لأي إصلاح حقيقي في الجزائر، فكل مشاريع الإصلاح -كما يقول- تمثل تراجعا عن إصلاحات حدثت في مرحلة التسعينيات. وكان مدير السجون الجزائرية مختار فليون أكد في مناسبات سابقة أن الحديث عن الإفراط في الحبس الاحتياطي غير صحيح تماما، وأوضح أن السجين الاحتياطي هو الذي يجري بشأنه تحقيق ولم يصدر ضده أي حكم قضائي. كما يقول إن السجين الذي أدانه القضاء لم يعد محبوسا احتياطيا، مشيرا إلى أن المحبوسين الموجودين على ذمة التحقيقات لا تتعدى نسبتهم 10% من مجموع المساجين، أي أن عددهم لا يتجاوز ستة آلاف سجين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحبس المؤقت يثير قلقًا حقوقيًا في الجزائر الحبس المؤقت يثير قلقًا حقوقيًا في الجزائر



GMT 13:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يدين الهجمات ضد قوات "يونيفيل" في لبنان

GMT 02:36 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات تدين تصريحات سموتريتش بشأن التوسع في الضفة الغربية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab