مكة المكرمة ـ العرب اليوم
وصف إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في خطبة الجمعة أمس الجمعة، قضية العنف الأسري بأنها لون من ألوان الخلل الاجتماعي، تعمل على هدم الأواصر الاجتماعية السامية.
وقال إن الأسرة من أهم الجوانب التي تولاها الإسلام بالعناية والرعاية، وأحاطها بسياج منيع من الصيانة والحماية لجانب الأسرة واستقرارها والتلاحم والتراحم بين أبنائها وأفرادها لأنها الأساس في تحقيق سعادة المجتمع وضمان استقراره، والركيزة العظمى في إشادة حضارة الأمة، وبناء أمجادها، ترفرف على جنباتها الرحمة والمودة والرفق.
وأضاف أن المتأمل في واقع بعض الأسر المسلمة يصاب بالدهشة والحيرة معا، وهو يرى كثرة الأسباب والعوامل التي تسعى إلى تقويض بنيانها وزعزعة أركانها ودخولها في معمعة الغزو الفكري الهادم والتحدي الثقافي والقيمي السافر، الذي يروج له من ذوي الاستناد الثقافي والأخلاقي عبر قنوات إعلامية عدة، تدعو إلى التخلي عن كثير من المحكمات الشرعية والثوابت المرعية، والتشكيك في المسلمات الدينية والمعلومة من دين الإسلام، لا سيما في القضايا الزوجية والعلاقات الأسرية، مشيرا إلى أن ضعف التدين الصحيح وعظم الجهل بالشريعة وطغيان الماديات وراء ضعف أواصر التواصل الاجتماعي، وتعدد مظاهر العنف الأسري، وهذا ما أكدته الدراسات العلمية الميدانية من أن 35% من حالات العنف الأسري سببها ضعف الوازع الديني.
وعدّ السديس التساهل في التربية ووجود قصور في بعض مناهج التربية وبرامج الإعلام في كثير من بلاد المسلمين عاملا لسهولة التأثر بالأفكار المنحرفة والمناهج الدخيلة، وأفرز ذلك كثيرا من صور القهر الاجتماعي والعنف الأسري التي تعيشها بعض المجتمعات.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إن من أعظم أنواع العنف الأسري ما يكون ضد المرأة وهروب الشباب وربما الفتيات من المنازل إلى غير قرار، ما يجعلهم عرضة للوقوع في حبائل قرناء السوء والأشرار أو أصحاب الأفكار الضالة والمتطرفة، وما أكثرهم في هذا الزمن الذي انتشرت فيه آراء شاذة وربما فتن بعضهم بالمخدرات تعاطيا وتسويقا أو تهريبا وترويجا، وقد يتعدى الأمر إلى ركوب موجات الإرهاب والتطرف وحمل السلاح على الأمة والخروج على الأئمة وتكفير المجتمعات والغلو، وتجاوز منهج الوسط والاعتدال والوقوع في براثن الانتماءات الحزبية والطائفية والجماعات الإرهابية والزج بالأجيال إلى الصراعات ومواطن الفتن والنزاعات.
وشدد السديس على أهمية اتخاذ التدابير الواقية للتصدي لهذا الخطر الداهم قبل استفحاله، وذلك بتقوية الوازع الديني ومراقبة المولى العلي، واستشعار معيته ورقابته وتعظيم أمره ونهيه وتحقيق الاعتدال والوسطية، فشريعتنا إعمار لا دمار، بناء ونماء لا هدم وفناء، تدعو إلى كل صلاح، وتنهى عن كل فساد، إلى جانب إذكاء الجوانب الأخلاقية، فهى معراج الروح لبناء الشخصية القوية السوية، وكذلك نشر ثقافة العفو والتسامح والحوار والرفق، علاوة على المودة والرحمة بين الأزواج.
وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، في خطبة الجمعة أمس، عن التشاؤم والتطير، موصيا المسلمين بتقوى الله جل وعلا.
وقال إن من أصول التوحيد التي جاءت بها نصوص الوحي الحذر من الخرافات بجميع صورها ومن الضلالات بشتى أشكالها، وأن من الخرافات عند البعض قديما وحديثا التشاؤم واعتقاد التطير بما يكرهونه طبعا أو عادة متوارثة مما هو مرئي أو مسموع كالتشاؤم بشهر صفر أو بطير معين أو بسماع كلمة سيئة أو منظر قبيح.
وأوضح آل الشيخ أن مثل هذه الاعتقادات من التشاؤم الباطل والتطير المتوهم كله في نظر الإسلام من السخافات الجوفاء ومن الاعتقادات المنافية للعقيدة.
أرسل تعليقك