الخرطوم ـ العرب اليوم
أشاد السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت، مجددا بالزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان، في طريق عودته من القمة الأفريقية "بمالابو" أواخر يونيو الماضي، موضحا أن لقاء الرئيس السيسي مع أخيه الرئيس عمر البشير، سادته روح الشفافية والوضوح، حيث اتفق الزعيمان على تذليل جميع العقبات التي تحول دون انسياب وانفتاح العلاقات ليست التجارية فحسب بين البلدين، وإنما في جميع المجالات وهو ما انعكس إيجابيا على افتتاح الطريق البري"أشكيت-قسطل" المقرر له الأربعاء المقبل، والذي سيمثل انطلاقة حقيقية على أرض الواقع لما فيه مصلحة شعبي وادي النيل في مصر والسودان.
ووصف السفير شلتوت في حوارٍ أجراه اليوم /السبت/ مع برنامج (صدى الأحداث) في الإذاعة القومية إذاعة السودان بأم درمان،عبر الهاتف- العلاقات المصرية السودانية، "بالتاريخية" التي لا يوجد مثيل لها بين أية دولتين أو شعبين آخرين.
وصرح المستشار الإعلامي للسفارة المصرية بالخرطوم عبد الرحمن عبد الفتاح ناصف، أن السفير أسامة شلتوت أستعرض خلال حواره مع الإذاعة السودانية اليوم، أهمية الطريق البري "أشكيت - قسطل" للبلدين حيث أكد أنه هام جدا، وسوف يكون بوابة العبور للبضائع والحركة التجارية والاقتصادية لمصر إلى السودان وجوار السودان، والعكس صحيح أي أنه سوف يكون أيضا بوابة العبور للبضائع والحركة التجارية السودانية لأوروبا وجوار مصر.
وقال السفير المصري، أن تكلفة نقل وشحن البضائع بعد افتتاح الطريق البري سوف تنخفض إلى أكثر من 70% ومن المتوقع أن يؤدي افتتاح الطريق إلى زيادة التبادل التجاري بين مصر والسودان بنسبة 15% ومضاعفة هذا التبادل التجاري العام المقبل، منوها إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين حاليا يصل إلى 850 مليون دولار، وهو رقم لا يرقى إلى حجم ومستوى العلاقات بين البلدين.
وأكد السفير على تفعيل اتفاقية الترانزيت بين مصر والسودان، والتي بموجبها يتم السماح بتصدير البضائع السودانية من مصر إلى خارج مصر، والبضائع المصرية من السودان إلى خارج السودان، منوها إلى أن الطريق البري سوف يرفع نسبة التجارة البينية لمصر والسودان مع دول الجوار والتي تتسم حاليا بانخفاضٍ كبير.
وحول استعدادات السفارة المصرية لمواجهة هذا المد الكبير، مع الإعلان عن بدء ترتيب رحلات برية من الخرطوم وبورسودان وعطبره إلى القاهرة وأسوان بتذاكر تتراوح ما بين 400 إلى 600 جنية سوداني، أشار إلى وجود استعدادات مكثفة لذلك، من خلال اللقاءات والاجتماعات للجنة المنافذ طوال الفترة الماضية، والتي كان آخرها أوائل أغسطس الجاري بهدف وضع تصور لكل هذه الإشكاليات ومواجهتها.
وأضاف "نحن حريصون على تسهيل الإجراءات، وسنعمل مع الإخوة السودانيين على تفعيل اتفاق الحريات الأربع بكل بنودها، والتي تشمل حريات العمل والتنقل والإقامة والتملك".
وفيما يتعلق بالتأشيرة قال السفير أسامة شلتوت، أنه ليس هناك تأشيرة للشباب أو السيدات، والتأشيرة مجانية حتى سن 16 عاما ومن سن 50 عاما فقط، ولدينا قنصلية في وادي حلفا، وقنصلية في بورسودان، وقنصلية في الخرطوم، وقد صدرت لهم التعليمات بتسهيل الإجراءات والخدمات المقدمة للإخوة السودانيين، ومنح التأشيرة في أقرب وقت حتى لا يكون هناك أي عائق.
في سياق متصل، قال المستشار الإعلامي للسفارة المصرية بالخرطوم عبد الرحمن ناصف،أن تصريحات وزير التجارة السوداني عثمان عمر الشريف،- للإذاعة السودانية اليوم- جاءت لتصب في هذا الاتجاه الإيجابي، حيث أوضح أن كل جانب قام بالاستعدادات اللازمة لافتتاح المعبر، وأن السودان على أتم الاستعداد للقيام بالإجراءات والخدمات اللازمة لعبور البضائع، والأشخاص، معولا على أن هذا المعبر يجعل الحريات الأربع أمر واقع، مشيرا إلى أن افتتاح الطريق البري سوف يحول هذه المنطقة على جانبي الطريق إلى منطقة حرة في مصر والسودان.
وحول فوائد الطريق بالنسبة إلى السودان قال الوزير، أنه سوف يمكن السودان من جلب الخبرات المصرية والسوق المصري إلى داخل السودان، وبشر وزير التجارة، الشعبين المصري والسوداني بأن نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن، قد أمر بتشكيل لجنة تضم وزراء التجارة، الصناعة، والمالية، ووالي الخرطوم لتذليل جميع العقبات بين مصر والسودان، وتحقيق الفوائد المرجوة من افتتاح الطريق للشعبين، وخاصة المنطقة الصناعية المستهدف توطين الصناعات المصرية فيها.
وأكد الوزير السوداني أن افتتاح المعبر البري بين مصر والسودان ليس في مصلحة كلا البلدين فقط، ولكنه في مصلحة أفريقيا أيضا.
وعن استعدادات السودان لافتتاح المعبر قال وضعنا كل الاحتياطات اللازمة لزيادة الإنتاج، وتيسير انتقال الركاب، وتم توقيع اتفاقية بين وزارتي النقل تسمح بعبور الشاحنات والبرادات من مصر إلى السودان، ومن السودان إلى مصر، ناقلةً البضائع والخيرات مِنْ وإلى البلدين.
( أ ش أ )
أرسل تعليقك