القاهرة ـ كونا
أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هنا اليوم عن تطلع القاهرة لمساندة اسبانيا لجهود التهدئة في قطاع غزة بما يمهد لإقرار هدنة دائمة لحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني ويقلص من الانعكاسات السلبية على إمكانية استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين في المستقبل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إيهاب بدوي في تصريح صحفي عقب مباحثات بين السيسي ووزير الخارجية والتعاون الاسباني خوسيه مانويل جارسيا مارجايو إن اللقاء استعرض تطورات الأوضاع في قطاع غزة والجهود والاتصالات المصرية المبذولة لتهدئة الأوضاع قبل الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة.
وأشار إلى أن المباحثات ألقت الضوء أيضا على عناصر المبادرة التي طرحتها مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المتحدث إن السيسي أعرب عن تطلع مصر لمزيد من التنسيق والتعاون مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي في مختلف جوانب العلاقات بما يساهم في استعادة مصر لمكانتها التقليدية في المنطقة سريعا أخذا في الاعتبار ما سيكون لذلك من تأثير إيجابي على منطقة الشرق الأوسط.
وعلى الصعيد الداخلي ذكر المتحدث أن السيسي أطلع الوزير الإسباني على تطورات الوضع الداخلي في مصر مشيرا إلى الاستعدادات الجارية لإنجاز آخر خطوات خريطة المستقبل المتمثلة في الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجاري استكمالا لبناء كافة مؤسسات الدولة الديمقراطية في أعقاب اقرار الدستور وإجراء انتخابات الرئاسة في وقت سابق من العام الجاري.
وأضاف المتحدث أن الرئيس المصري أكد تطلعه لاستمرار موقف اسبانيا المتفهم للتطورات في مصر ودعمها لجهود مصر لإقامة نظام سياسي ديمقراطي ولمكافحة الإرهاب لاسيما في ضوء الخبرات الإسبانية السابقة في التعاطي مع ملف مكافحة الإرهاب.
وأشار كذلك الى الخبرات الاسبانية التي انتهجتها وقادتها الى التعافي الاقتصادي ونجاحها في التعاطي مع التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية موضحا أن قطاعي الصناعة والسياحة الإسبانيين لعبا دورا محوريا في هذا التعافي الاقتصادي.
وعلى الناحية الأخرى أكد وزير الخارجية والتعاون الاسباني خلال اللقاء دعم بلاده لإقرار التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بما يضمن عدم تكرار التصعيد معربا عن تأييد بلاده لإقامة دولة فلسطينية في أقرب فرصة ممكنة.
ووصف الوزير الاسباني مصر بأنها تعد نقطة التوازن في المنطقة ومن ثم فإن تحقيق أمنها واستقرارها سينعكس إيجابيا على كافة دول المنطقة وأن هذا الاستقرار سيساهم إسهاما مباشرا في تحقيق استقرار المنطقة مؤكدا إدراك بلاده بأنه لا يمكن أن تزدهر الحريات في أي مجتمع دون تحقيق الأمن أولا.
وحذر الوزير الاسباني من خطورة انتشار الإرهاب لاسيما في القارة الافريقية مشيرا إلى ضرورة تعزيز التعاون مع مصر سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار سياسة الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي وكذا عبر الاتحاد من أجل المتوسط.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع في ليبيا أكد الوزير مارجايو أن اسبانيا تدرك حقيقة أن عدم استقرار الأوضاع في ليبيا له تداعياته السلبية على حدود مصر الغربية.
أرسل تعليقك