الكويت ـ العرب اليوم
تمر الذكرى التاسعة لتولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم فى الكويت، والذى يقود بلاده منذ توليه الدفة بحنكة وحكمة مستندتين إلى خبرة طويلة عبر دبلوماسية ذات طراز نادر نجحت الكويت فى تنفيذها وسط الصراعات والمتغيرات العالمية والإقليمية حتى أضحت أركان الدبلوماسية الكويتية الجديدة نهجا متكاملا متفردا عبر ثلاثية الدبلوماسية السياسية والاقتصادية والإنسانية.
ولقد قام أمير الكويت على مدى سنوات حكمه ببناء علاقات خارجية وثيقة مع مختلف دول العالم وترسيخها في شتى المجالات، وزخرت مسيرته بتاريخ حافل فى العمل السياسي والإداري والشأن العام، وذلك نتيجة لتقلده منذ عام 1954 العديد من المناصب التي أكسبته خبرات عديدة وساهمت في صقل رؤيته لشئون البلاد.
وتتميز الكويت بعلاقات ثنائية طيبة مع الدول العربية حيث تعمل على تطويرها، إلى جانب جهودها لتدعيم العمل العربي المشترك وتعزيز التماسك العربي، والعمل على نبذ الانقسام وتدعيم وحدة الصف، فيما تتميز أيضا بمبدأ الدبلوماسية الاقتصادية، الذي أطلقه الأمير صباح الأحمد الجابر لتطويع الاقتصاد في خدمة القضايا والمبادئ العادلة المثلى حيث يؤمن بأن التشابك الاقتصادي يقود إلى مزيد من الاتصال بين الدول والشعوب.. فأصبحت الدبلوماسية السياسية والاقتصادية للكويت خطين متوازيين.
ويتمثل ذلك أبلغ ما يكون في ما يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من جهود جابت العالم كله من خلال مساعدات ومنح وقروض استفاد منها نحو 200 دولة ، بالإضافة إلى عشرات المؤسسات والصناديق التنموية، والتى تخطت قيمتها الـ18 مليار دولار منذ نشأته قبل نصف قرن تقريبا.
وتصدرت الكويت دول العالم بحجم التبرعات لدعم الوضع الإنساني في سوريا حين تبرعت بمبلغ 300 مليون دولار في مؤتمر المانحين الأول، و500 مليون دولار في المؤتمر الثاني، إلى جانب المساعدات الأخيرة حيث أمر أمير الكويت فى يناير الحالى بالتبرع بمبلغ 5 ملايين دولار لإنشاء قرية للنازحين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن.
العلاقات المصرية الكويتية
والعلاقات المصرية الكويتية علاقات متميزة وتشهد نموا مطردا على مدار التاريخ.. وقبل ظهور النفط في منطقة الخليج توافد أبناء الكويت على القاهرة لتلقي العلم في الجامعات المصرية، حيث تم إيفاد المعلمين المصريين للكويت للمشاركة في بناء نهضتها، ونمت العلاقات الثنائية بين البلدين إثر الموقف الحازم الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإرساله قوات مصرية للدفاع عن الكويت عقب محاولة الرئيس العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم المطالبة بضم الكويت إلى بلاده في عام 1961.
واكتسبت العلاقات بين البلدين دفعة قوية إبان العدوان الذى تعرضت له الكويت على يد نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، بعد أن أكدت مصر من جانبها رفضها للعدوان العراقى على الكويت ووقوفها إلى جانب الحق الكويتى وإرسالها لقوات مصرية للمشاركة فى حرب تحرير الكويت.
كما ساندت الكويت، مصر في التطورات السياسية التى شهدتها البلاد أثناء ثورة 30 يونيو، حيث وقفت موقفا داعما لإرادة الشعب المصرى على المستويين السياسي والاقتصادى.. وتقديرا لهذا الدور فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة لدولة الكويت يوم 5 يناير الجارى للتعبير عن تقدير الشعب المصري للمواقف المساندة والداعمة له فى أعقاب ثورته.
أما عن العلاقات الاقتصادية والتجارية، فتأتى الكويت فى مقدمة الدول المستثمرة فى مصر، إذ تحتل المرتبة الثانية عربيا، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين فى عام 2014 إلي مليارين و876 مليون دولار، وقدرت دراسة حديثة حجم المعاملات الاقتصادية بين مصر والكويت بما يزيد على 14 مليار دولار سنويا ما بين استثمارات مشتركة وتجارة بينية وسياحة متبادلة وتحويلات العاملين ومساعدات.
أ.ش.أ
أرسل تعليقك